الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : مصر فى اشد الحاجه ” لوزراء البلو جينس ” !!
بالرغم من انقضاء حوالى 10 شهور على تولى الدكتور هاني سويلم حقيبه وزاره الموارد المائيه والرى الا انه لم ” يستوزر ” بعد !! نجح حتى الان فى كسر المألوف للصوره الذهنيه للوزير المصرى !! لم يستسلم للمألوف الذى يباعد بين الوزير وموظفيه وموطنيه فى بلدنا فأحتفظ بالبنطلون الجينز فى جولاته الميدانيه التى تشكل الجانب الاكبر من برنامجه اليومى!! . البدله والكرافته والقميص الابيض هى عبئ على الوزير التكنوقراط وهى الثقافه التى اكتسبها سويلم خلال عشرين عاما من عمله فى المانيا وغيرها من المؤسسات التى يقاس بها اداء موظفيها بمعايير منهجيه علميه قائمه على المحاسبه والمساءله بعيدا عن ” الفهلوه المصريه العظمى ” !! . سويلم حصل على تعليمه الجامعى فى الوطن لكنه اكتسب ” ثقافه العمل” الجاد خارجه !! وهى السلعه المفتقده فى حياتنا وسر بلاءنا !! .
فى كلمته امس بالجلسه الافتتاحيه لأحتفاليه اليوم العالمى والعربى للمياه استبدل الوزير ملل الجمل الطويله “غير المفيده ” بأخرى قصيره اكثر نفعا ومغزا من طراز ” الوزير الشاطر اللى يبنى فوق صروح سابقه وليس على انقاضها !! ” ولكن من حق الوزير الشاطر اجراء تعديلا او تصويبا شرط ان يستند “لأسباب علميه وليس ” احقاد شخصيه ” .
تأهيل الترع ليس خطأ او اهدارا ولكن التأهيل لا يمكن ” تعميمه ” فى كل الحالات بذات المواصفات كما لا يمكن التوصيه بقرص الاسبرين لكل حالات الصداع وهو ما اثمر اصدار دليلا ارشاديا علميا لتأهيل الترع للأقتداء به !! وهو نفس المنهج العلمى الذى استند اليه فى مراجعه التوصيه بتعيميم نظم الرى الحديث فى الاراضى القديمه بالدلتا دون مراعاه اثرها السلبى على تداخل مياه البحر وارتفاع ملوحه التربه بما يعنى اولويه التطويرفى الاراضى الجديده الاكثر احتياجا . الوزير لم يكتف بالتطوير التكنولوجى بل امتد طموحه لتغيير الهياكل ومنها قطاع النيل الذى سوف يشمل منظومه التليمترى للرصد الآنى على طول مجرى النهر اقليميا والمناطق الساخنه على الترع محليا .
أحاط الوزير الشاطر الذكى نفسه بكتيبه عمل تضم قيادات شابه طموحه وشيوخ الخبراء من كافه مؤسساتنا العلميه فى الجامعات والمراكز البحثيه فى منظومه دستورها المنهج العلمى .
مصر فى اشد الحاجه ” لوزراء البلو جينس ” !!