تواجة الثروة الحيوانية في مصر الآن الكثير من التحديات, وإن من أهم هذه التحديات المسببات المرضية التي تؤدي إلي خسائر إقتصادية كبيرة سواءا من خلال نفوق بعض الحيوانات أو الدواجن أو من خلال التأثير علي إنتاجيتها سلبا, تشمل هذه المسببات المرضية كثيرا من المسببات الفيروسية والبكتيرية والطفيلية والفطرية.
من أهم المسببات المرضية البكتيرية المنتشرة إنتشارا كثيفا في مصر بين الحيوانات والدواجن بكتيريا الكلوستريديوم بيرفرينجنز والتي تؤدي إلي إلتهابات معوية تنكرزية شديدة وإسهالات مما يؤدي إلي فقدان في الوزن ونفوق عدد كبير في دجاج التسمين , كما تسبب أيضا تسمما وانتفاخا معويا عن طريق افراز الكثير من المواد والسموم التي تساعدها علي إظهار ضراوتها.
وغالبا ما ينتشر هذا النوع من البكتريا في دواجن التسمين بعد الاصابة بمرض الكوكسيديا حيث تنمو أولا في الأعورين ثم تهاجر إلي باقي الأمعاء وتفرز سمومها التي تسبب تدمير وموت الخلايا التي تبطن الأمعاء محدثة الأعراض الظاهرية والتشريحية لهذا المرض حيث تظهر الأعراض علي شكل خمول للطائر وفقدان شهيته للأكل ونوم الطائر وانتفاش الريش وظهور الاسهال أصفر ذو رائحة كريهة والممزوج أيضا بالفقاعات الغازية.
تنشط هذه البكتريا في القطيع بسبب التثبيط المناعي الذي تسببه بعض الأمراض أو الظروف البيئية السيئة لبعض العنابر مثل ارتفاع نسبة الرطوبة وسوء الفرش وارتفاع نسبة الأمونيا وقلة التهوية وارتفاع نسبة السموم الفطرية .
نظرا للاهمية القصوى لبكتريا الكلوستريديوم بيرفرينجنز وارتباطها بالصحة العامة ,وكذلك مقاومتها للمضادات الحيوية العلاجية , وذلك لتكون الغشاء الحيوي حول البكتريا الذى يمنع التفاعل النشط بين الميكروب والمضاد الميكروبى فكان من المهم دراسة مدى قدرة هذا الميكروب على تكوين البيوفيلم واختبار بعض المواد التي تؤثر علي تكوين الغشاء الحيوي وكيفية التصدى له باستخدام بعض المواد الكيميائية.
كما تقوم بكتيريا الكلوستريديوم بيرفرنجنز اللاهوائية عند التعرض لظروف غير مناسبة مثل تغير درجة الحرارة أو الجفاف بالتحول إلي صورة أخري بالتجرثم كما تقوم هذه البكتريا عند التعرض للأكسجين أو للمضادات الميكروبية مثل المضادات الحيوية أو المطهرات بمحاولة حماية نفسها والتكيف مع هذه الظروف وذلك عن طريق تجمع عدد كبير من البكتريا مع بعضها البعض وافراز بعض المواد التي بدورها تكون غشاءا حيويا حول البكتيريا لحمايتها من هذه المواد أو المتغيرات الغير مناسبة لنموها.
تعد الأغشية الحيوية واحده من تحديات سلامة الأغذية في العقد الاخير ,الأمر الذى جعل كثير من المهتمين بشأن سلامة الغذاء في العالم يعطيها إهتماما كبيرا.حيث يمثل تكوين الأغشية الحيوية البكتيرية في مصانع الأغذية ومؤسسات خدمات الأغذية خطرًا مستمرًا كمصدر للتلوث من خلال قدرتها على البقاء والمقاومة على الرغم من إستخدام المطهرات مما ينتج عنة مشاكل عديده في الصناعة مثلا لتلوث بمسببات مرضية أو الميكروبات المفسدة للغذاء و التى تؤدي إلى إنخفاض جوده الأغذية أو تلفها.
الغشاء الحيوى أو البيوفيلم طبقات من الكائنات الحية الدقيقة التي تلتصق معا بواسطة صمغ سكري. والكائنات في الجزء السفلي تثبت أنفسها بالسطح بإحكام، أما من تعيش في الطبقات العليا فتظل على إتصال بواسطة هلام تُتبادل المعلومات الوراثية والإشارات الكيميائية عبره. بالإتحاد معا، تكون أقوى وأكثر مرونة مما لو كانت بمفردها. فالغشاء الحيوي هو غشاء غير متجانس ثلاثي الأبعاد شبيه بالأبراج.
بالنسبة للكائنات الحية الدقيقة، إن العيش كجزء من الأغشية الحيوية يأتي مع مزايا معينة. عادة ما تكون المستعمرات الميكروبية أكثر تحمّلاً للظروف القاسية مثل عدم وجود الماء، وارتفاع أو انخفاض درجة الحموضة، أو وجود مضادات الميكروبات (كالمطهرات ), المعادن الثقيلة أوالمضادات الحيوية .
حاليًا ، يعد التحكم في تكوين الأغشية الحيوية عن طريق مضادات الميكروبات القائمة على التكنولوجيا النانوية أمرًا ذا أهمية صناعية ، بإستخدام مستحلبات النانو والجسيمات النانوية (NPs) ذات النشاط المضاد للمكروبات كبديل للطرق التقليدية.
كما تجري أيضا العديد من الدراسات في مصر لمتابعة عدوي اللاهوائيات من نوع كلوستريديوم بيرفرينجنز لمعرفة مدي مقاومتها للمضادات الحيوية والميكروبية والخلوص إلي التعرف علي المضادات الحيوية والمركبات الكيميائية الأكفأ والأكثر تأثيرا وأيضا تجري العديد من الدراسات للعمل علي انتاج تحصينات ضد هذه البكتيريا للاستخدام في دجاج التسمين لتقليل الخسائر الإقتصادية التي قد يسببها ميكروب الكلوستريديوم بيرفرينجنز.
للوقاية من بكتيريا كلوستريديا في الدواجن، يجب اتباع الأمان الحيوي والتطهير الجيد قبل استقبال الكتاكيت، كذلك الاهتمام بنظافة الفرشة وعدم وقوع علف على الأرض، واختيار أجود أنواع العلف.
– تحصين الأمهات مرتين مما يعطي مناعه للكتاكيت، وإضافات الأعلاف من بعض أنواع المضادات الحيوية مثل اللينكومايسين والباسيتراسين، واستخدام الأحماض العضوية المحمية وغير المحمية لتجعل الوسط حامضيا، وبالتالي التقليل من نشاط البكتريا الضارة.
إن أفضل طريقه لعلاج بكتيريا كلوستريديا في الدواجن، هي عمل اختبار الحساسية لتحديد نوع الميكروب، واختيار المضاد الحيوي المناسب لها تماما، مما يوفر إهدار المال وتجنب أن تصبح البكتريا مقاومة للعلاج، وقد أثبتت بعض المضادات الحيوية فعاليتها مثل (الاموكسي سيللين، الأمبيسيللين، لينكومايسين، استربتومايسين، باسيتراسين، تايلوزين، أنرو).
كما أن استخدام المحمضات والفيتامينات، مثل أداة لتحسين خلايا جدار الأمعاء، واستخدام مضادات الكوكسيديا والمركبات التي تحتوي علي كبريتات النحاس، التي تتميز بتأثيرها الكاوي للطبقة، مثل القطيفة التي تكونها البكتريا، ولا تكون البكتريا ضدها مقاومة على عكس المضادات الحيوية.
فاتن احمد ابراهيم القصا ص – باحث مساعد بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه – فرع دمنهور – مركز البحوث الزراعية – مصر