أخبارزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعة

يوم الغذاء العالمى 2021 .. نص كلمة الدكتور نصر الدين حاج ممثل منظمة “الفاو” بمصر

تنشر ” بوابة الزراعة” نص كلمة الدكتور  نصر الدين حاج  المدير القطرى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” خلال الاحتفال بيوم الأغذية العالمي 2021 وهى كما يلى :-

معالي الأستاذ السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
السيد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
السيدة إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر
السيد برافين أغراوال، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في مصر
الضيوف الكرام
الزملاء الأعزاء
يسرني ويسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم ممثلاً عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مصر، ويسعدني أن أنقل لكم أيضاً التحيات والتمنيات الطيبة لمدير عام الفاو السيد شو دونيو.

يوم الأغذية العالمي يمثل ذكرى تأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في 16 أكتوبر 2021، واحتفالنا هذا العام -مثل العام السابق- يأتي في ظروف خاصة جداً مع وجود جائحة كورونا (كوفيد-19) التي نعيش ذروة موجتها الرابعة حالياً.

فهذه الجائحة لا تزال تشكل تحديًا عالميًا وتتسبب بخسائر ومشقات فادحة، كما أنّ تأثيرات أزمة المناخ ظاهرة للعيان من حولنا، فحياة ملايين الأشخاص وسبل عيشهم عصفت بها الاضطرابات، وانتشرت المعاناة بفعل العديد من الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الإنسانية. ولم يسبق لانعدام الأمن الغذائي في العالم أن كان بهذه الشدّة منذ سنوات!

ومن أجل ذلك فإن شعار الاحتفال بيوم الأغذية العالمي هذا العام هو “أفعالنا هي مستقبلنا.. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل” وهذا لن يتأتى إلا باتباع الأنظمة الغذائية والزراعية المتسمة بالاستدامة

ومن المعلوم أن الأنظمة الغذائية والزراعية المستدامة يتمتع فيه الجميع بمجموعة متنوعة من الأغذية المغذية والآمنة بكميات كافية وأسعار معقولة، ولا يتضور فيه أحد جوعًا أو لا يعاني فيه من أي شكل من أشكال سوء التغذية.

كما أن النظام الغذائي الزراعي المستدام تقل فيه معدلات هدر وفقد الأغذية، وتكون فيه سلسلة الإمدادات الغذائية أكثر قدرة على الصمود في وجه الصدمات، من قبيل الأحوال الجوية القصوى أو ارتفاع الأسعار أو الجائحات، مع الحد في الوقت ذاته من التدهور البيئي أو تغير المناخ.

السيدات والسادة
النظم الغذائية والزراعية الحالية، توفر فرص عمل لمليار شخص في مختلف ربوع العالم. إلا أن الطريقة التي نقوم بواسطتها بإنتاج الأغذية واستهلاكها، تعرض الموارد الطبيعية والبيئة والمناخ لضغط نحن في غنى عنه.

وهو ما يكلفنا تريليونات الدولارات سنوياً، ويكفي أن نعرف أنه وفقاً لأحدث تقرير للفاو؛ بلغت قيمة الخسائر الناتجة عن إهدار الغذاء سنويًا تريليون ومائة مليار دولار تتوزَّع بواقع أربعمائة مليار دولار؛ تُهدر ما بين المزارع، وسوق الجملة، بينما يُهدر المستهلك وبائع التجزئة ما قيمته سبعمائة مليار دولار.

كما أنه في الوقت الذي يتواصل فيه ارتفاع مستويات الوزن الزائد والسمنة في مختلف أرجاء العالم، يتعذر على ثلاثة مليارات من الأشخاص تحمل كلفة الأنماط الغذائية الصحية.

وكشفت جائحة كوفيد-19 عن مدى الحاجة إلى إجراء تغيير عاجل. فقد بات من الأصعب بالنسبة إلى المزارعين – الذين يعانون الأمرّين أصلًا من تقلبات المناخ والظواهر القصوى – بيع محاصيلهم، في الوقت الذي يضطر فيه عدد أكبر من سكان المدن اللجوء إلى بنوك الأغذية جراء تزايد مستوى الفقر، ويحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى مساعدات غذائية طارئة.

لذا، أيها السادة نحن بحاجة إلى نظم غذائية وزراعية مستدامة قادرة على توفير ما يلزم من أغذية لما يصل إلى 10 مليارات شخص بحلول عام 2050. ويمكن للمزارعين في هذا النظام، أن يكون بمقدورهم بكل سهولة بيع منتجاتهم بسعر منصف أو الحصول على ما يلزم من تمويل وتكنولوجيا وتدريب لتحسين ممارسات الإنتاج وكسب رزق يتيح لهم حياة أفضل.

الحضور الكريم
تشبه النظم الغذائية والزراعية إلى حد كبير النظم الإيكولوجية من حيث ترابط كل شيء فيها. وكمجتمع، لدى كل شخص منّا دورٌ يؤديه في تحويل النظم الغذائية والزراعية.. بداية من الحكومات إلى الشركات الخاصة، والمزارعين، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية وجميع الأفراد.

فنحن معًا بمقدورنا تمكين كل عنصر من عناصر نظمنا الغذائية والزراعية من التعاون على نحو يتسم بقدر أكبر من الإنصاف والاستدامة والشمول من المزرعة إلى المائدة وبما يتخطاهما أيضًا، وينبغي علينا كمستهلكين تغيير أنماط الاستهلاك القديمة من أجل تحويل النظم الغذائية نحو الأفضل.

كما أنه يمكننا العمل مع الطبيعة والتأثير على ما يقدمه السوق عن طريق اختيارنا للمنتجات المغذية والمسؤولة بيئيًا واجتماعيًا.

فمنظمة الفاو في مصر وبالتعاون مع الحكومة المصرية تعمل من أجل تصميم سياسات ومشاريع أكثر مراعاة للبيئة والاستدامة، والترويج لإنتاج أفضل، بموازاة تحفيز المزيد من الاستثمارات في الأنماط الغذائية الصحية المستدامة. كما نسعى أيضاً للتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية للمساعدة في ذلك.

وأود أن أشيد هنا بالإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر في الزراعة والأمن الغذائي في السنوات الأخيرة في مجالات المحاصيل والإنتاج البستاني والثروة الحيوانية والأسماك، إنتاجاً وتصنيعأً وتصديراً، إلى جانب التوسع الرأسي والأفقي وتحسين استخدمات المياه، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً تحت مظلة العديد من المبادرات مثل مبادرى حياة كريمة.

الأخوة والأخوات
قبل أن اختتم كلمتي أود التأكيد على أن الجهود الهادفة إلى التخفيف من وطأة تغير المناخ والتدهور البيئي وضمان رفاهنا تتوقف على أفعالنا. وهو ما يحتم علينا تفعيل حركة غذائية تدعو إلى إحداث تغيير طموح.
ويمكننا أن نبدأ من هذه الخطوات التالية التي تبدو بسيطة ولكنها في غاية الأهمية نحو التحول إلى أنظمة غذائية وزراعية مستدامة
 أولاً: اختاروا أنماطاً غذائية صحية؛
 ثانياً: اختاروا الاستدامة؛
 ثالثاً: قللوا من هدر الأغذية؛
 رابعاً: قوموا بإعادة التدوير .. مثل الطبيعة؛
 خامساً: ادعموا صغار منتجي الأغذية؛
 سادساً: أضيفوا بعض الخضرة إلى المشهد؛
 سابعاً: فلتكن ملابسكم مستدامة؛ (بمعنى أن: النظم الغذائية والزراعية لا تنتج الأغذية فحسب، وإنما أيضًا تنتج الألياف مثل القطن والصوف. توخوا الاستدامة في طريقة لباسكم. وساندوا الموضة والعلامات التجارية المسؤولة اجتماعيًا وقوموا بأبحاث عن العلامات التجارية قبل شرائها. هل يجري إنتاج الملابس بشكل مستدام؟ وهل تحترم الشركات حقوق العمال؟ وهل تُعيد الشركة شيئًا إلى المجتمع؟ يمكنكم أيضًا التبرع بالملابس القديمة للجمعيات الخيرية وشراء الملابس المستعملة لدعم أسلوب عدم الهدر.
 وأخيراً تبادلوا المعارف والمعلومات.
نتطلع دائماً إلى الطاقات الخلاقة والمبدعة والمبتكرة والمستدامة لتحقيق غدٍ أفضل للجميع بدون استثناء… وفي الختام، أود أن أشكر جميع من ساهموا في هذا اليوم. تحياتي لكم جميعاً.. وشكراً لكم.

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى