الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : في مناسبه يوم التصحر.. حلم مبادره رئاسيه لاستعاده الأرض والفلاح
اتفاقيه مكافحه التصحر التى احتفلنا بعيدها السنوى يوم الخميس 17 يونيو هى احد ثلاث معاهدات امميه شاركت مصر المجتمع الدولى الالتزام بها فى قمه الارض بالبرازيل عام 1992 .
دور مصر فى اتفاقيه التصحر تجاوز المشاركه السياسيه الى الصياغه الفنيه للمعاهده على يد العالمين المصريين عبد الفتاح القصاص ومصطفى طلبه حينما كان لمصر رواد فى المنظمات الدوليه بالزمن الجميل . ارتباطى بأتفاقيه التصحر بدء عام 2003 كممثل لمصر لأكثر من سبع سنوات مما اتاح لى الاقتراب من المطبخ الدولى الذى تصنع به السياسات ومتابعه التحديات المحيطه بها مما هيئ لى الفوز بالأجماع برئاسه اللجنه العامه للأتفاقيه فى قمه الاطراف التاسعه بالأرجنتين عام 2009 التى شهدت اعنف محاولات دول الشمال للهيمنه على الاتفاقيه التى نشأت من اجل المزارع الصغير فى دول الجنوب وبالأخص المزارعين الافارقه الذى يعانون الفقر تحت وطأه التصحر دون سند من الحكومات التى اكتفت – من باب الوجاهه – بالتوقيع على معاهده دوليه بينما تهربت من تفعيل التزاماتها بأعتبار ان صغار الفلاحين لا يملكون صوتا مسموعا كأصحاب الياقات البيضاء الذين يتحدثون بأسمهم فى المحافل الدوليه بعبارات كاذبه مخالفه للواقع ومضمونها ” كله تمام ” ” ومااحلاها عيشه الفلاح ” !! بينما الواقع يفضحهم عالميا فى تعاظم الهجره الخارجيه والداخليه للحرفه والوطن وتزايد الفقر والارهاب والتطرف .
اشعر بالأسف عندما يروج البعض فى بلدنا مفاهيم خاطئه لقضيه مكافحه التصحر سواء بحسن النيه اوفقر الخبره والمعرفه بعد افتقادنا لأصحاب الفضل فى صياغه بنودها واهدافها !! .
واوجز هنا اجتهادى فى تصحيح بعض تلك المفاهيم الخاطئه :
• الزحف العمرانى على الاراضى الزراعيه مسماه العلمى هو ” تصحر ” لكونه يحول استخدام الارض من زراعه الى عمران بمساحات تجاوزت 400 الف فدانا خلال الاربعين عاما الماضيه ومنها 90 الف فدانا خلال العشر سنوات الماضيه طبقا لتصريحات رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى التى تخالف تقريراعلميا منشورا من مركز البحوث الزراعيه عام 2010 مدعما بصور الاقمار الصناعيه بأن متوسط معدل الفقد السنوى خلال 1984-2007 كان 30219 فدانا بواقع 3.4 فدانا فى الساعه !!!.
• يشهد التاريخ ان الرئيس السيسى هو اول رئيس مصرى يواجه بقوه ظاهره التعدى على الارض الزراعيه المحدوده ويجرمها بأجراءات فاعله لم نحسن استثمارها دوليا لأبراز التزام الدوله بمكافحه التصحر بل اصدر مجلس الوزراء فى ذات التوقيت بيانا ينفى شائعه تصحر ارضنا الزراعيه !!! .
• أستصلاح ارض جديده لم يسبق زراعتها فى الصحراء لا يجب ادراجه ضمن انشطه مكافحه التصحر التى تقتصر على اراضى منزرعه سابقا بالفعل ولكنها تعرضت للتدهور بسبب ارتفاع ملوحه التربه او سوء الصرف او غيرها من اسباب التصحر .المسمى العلمى لأرض صفراء تحولت الى خضراء هو استصلاح بينما العكس هو تصحر !!.
هل يأتى يوما نخصص فيه مقعدا للفلاح الصغير على منصه الاحتفاليه الدوليه السنويه لمكافحه التصحر بجوار الافنديات اصحاب الياقات البيضاء !!؟؟ هل يأتى يوما يستكمل به الرئيس جهوده فى مكافحه التصحر بمبادره رئاسيه تسترد صحه ارضنا الزراعيه وتعيد الفلاح المقهور لها ؟