مصر والسودان استعدا للتخزين الثانى لتوفير المياه للمواطنين، وليس معنى ذلك الموافقة عليه بل إن كل من المسئولين فى البلدين أكدوا على رفضهم التخزين بدون اتفاق.
التخزين بدون اتفاق يعنى خروج على القانون والأعراف الدولية، وعلى مخرجات المفاوضات خاصة القمة المصغرة فى يونيو 2020، وعلى اعلان مبادئ سد النهضة 2015، وتصبح الدولة فى هذه الحالة مارقة، وبما أن إثيوبيا فعلت ذلك العام الماضى وخزنت خمسة مليارات بدون اتفاق فانها تصبح كذلك حتى قبل التخزين الثانى.
اعتاد السودان أن يفرغ جزء كبير من خزانات السدود قبل الفيضان بعدة أشهر إستعداداً للموسم الجديد، ثم يستعيد هذه الكمية أثناء الموسم بالاضافة الى حصته السنوية، ولولا السد العالى لما أمكن استعادة المياه ثانية لأنها كانت ستصب فى البحر المتوسط، فعل السودان ذلك الموسم الماضى كالمعتاد إلا أن إثيوبيا حجزت مياه الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو 2020، وكان سد الروصيرص به حوالى 2 مليار متر مكعب فقط (كما فى صورة مايو 2020) مما أدى إلى إنخفاض منسوب النيل الأزرق وخروج بعض محطات مياه الشرب عن الخدمة أكثر من أسبوع.
هذا العام حافظ السودان على مخزون المياه (صورة 19 مايو الجارى) لكى يستخدمها أثناء التخزين الثانى لسد النهضة (وهذا سلاح ذو حدين) والذى سوف يستمر حوالى شهر ونصف (أول يوليو حتى منتصف أغسطس 2021) فى حالة التخزين الثانى كاملاً بكمية 13,5 مليار متر مكعب، أما إذا حدث عدم اكتمال التخزين فسوف تصبح مشكلة كبيرة تهدد سد الروصيرص بظراً لأنه يستقبل الفيضان الجديد وهو شبه ممتلئ، من أجل ذلك وجب التنسيق والاتفاق مسبقاً على كميات التخزين وتوقيتها وتصريفها مرة أخرى وهذا لم يتم حتى الآن.
حالة تخبط فى انشاءات السد باثيوبيا تقابلها حالة ارتباك فى تشغيل السدود السودانية.
حفظ الله شعب وادى النيل