أخبارخدماترئيسيمجتمع الزراعةمقالات
الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : ” حياه كريمه فى قريه منتجه “
هناك اعلان يذاع عده مرات يوميا على احدى الفضائيات لأعلام الناس بمبادره تطوير القرى تحت شعار ” حياه كريمه ” واستوقفتنى عباره فى الاعلان الترويجى اصابتنى بالقلق وبالأخص مع عدم توفر معلومات او كروكى هندسى يوضح مكونات التطوير والشكل النهائى لها بعد استكمال الانشاء كما هى العاده فى المشروعات القوميه الكبرى . نص العباره التسويقيه كانت ” المشروع يستهدف تطوير القرى بطعم المدينه ” !!! وهى عباره اتمنى ان تكون عفويه غير مقصوده من صاحبها لكونها تخالف الهدف الاستراتيجى للمشروع !! .
نحن نستهدف قرى بطعم ومذاق القرى وليس المدينه .. نحن نستهدف حياه كريمه فى قرى منتجه وليست مستهلكه .. نحن نستهدف تنميه مستدامه وليس تجميلا مستعارا !! نحن لا نستهدف استبدال نقاء وصفاء وجمال الريف بضجيج وعشوائيه المدن !! فكيف نفسد جمال القرى بعشوائيه وقبح المدن !! . أن ماخفف قلقى هو تصريحات الرئيس السيسى عن المشروع التى صححت عباره ” قرى بطعم المدن ” !! حينما اشار فى توجيهاته الى القائمين على مشروع التطوير بضروره التواصل المباشر مع سكان القرى من اللحظه الاولى حتى يأتى التخطيط متوافقا مع امنيات السكان قبل طموحات المخططين .
قرى مصر التى يقدر عددها بحوالى 4500 قريه ليست نمطا واحدا متشابها بل متنوعا بقدر التباين فى التراكيب الاجتماعيه والثقافيه والمهنيه لسكانها وهو ماصنع للكثير منها خصوصيتها الواجب مراعاتها بأشراك سكان القرى فى التخطيط منذ البدايه وليس بعد ان ” يقع الفاس فى الراس” !!!.ان الحفاظ على خصوصيه القرى وتباين انشطتها القائمه على مزاياها النسبيه شرطا اساسيا لنجاح المشروع وايجاد صيغه لأول مره للتكامل بيها فيما يسمى سلاسل التسويق والغذاء التى نفتقر اليها Food Chain . هناك طريق زراعى لكفر الدوار يمر العابرون به على نفس المسار بقريتين تفوقت الاولى فى انتاج وتصدير الخرشوف بنما تقوقت الاخرى فى انتاج وتصدير البطاطس وكلاهما فى اشد الحاجه لمصنع ومركز تعبئه حضارى للتسويق يجمع بينهما ويضاعف عائد سكان القريتين ومايجاورهما .
الحفاظ على خصوصيه القرى يجب ان يمتد ايضا الى الشكل المعمارى للمبانى والمرافق بحيث تعكس تراث الثقافات والانشطه المميزه لها ولذا فأننى تعجبت لصوره منشوره لقريه جارى تطويرها فى الوجه البحرى بطرار قرى النوبه فى اقصى جنوب مصر !!! حيث يبدع السكان هناك فى طلاء بيوتهم بألوان زاهيه رائعه ولكننا لم نعتدها فى الدلتا بسبب اختلاف المناخ وطبيعه السكان .
اتمنى الا نفسد مشروع عملاق طال اتنظاره بأستبعاد المشاركه المجتمعيه والمنهج العلمى للتنميه الريفيه !.
يجب ان نضيف لشعار المشروع مايبرز مغزاه الاكبر وهو :
” حياه كريمه فى قريه منتجه “