الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب: من المستهدف بالشعارات الارستقراطيه البيئيه ؟

اثناء فتره عملى بالمكتب الزراعى بسفارتنا بأمريكا اعتدت المشاركه فى رحلات تنظمها وزاره الزراعه الامريكيه لنا تعلمت خلالها كغيرى من ممثلى الدول الاخرى الكثير والكثير عن علاقه وزاره الزراعه بالقطاع الخاص الزراعى .. يعملان فى تنسيق وتناغم وكأنهما شركاء يقتسمان النجاح معا .

شاهدت فى تلك الزيارات عام 2008 التطبيق العملى للشعارات التى تروج لها وزاره الدوله للبيئه اليوم عن ” الاقتصاد الاخضر” و” اتحضر للأخضر” و” تعافى الاخضر” و…و..و… غيرها الكثير من المبادرات التى يبدو اننا نشارك فيها المجتمع الدولى بشعارات حولتها دول كثيره الى واقع تنفيذى على الارض بينما اكتفينا نحن بترديد الشعارات المستورده دون ترجمه لمضمونها العظيم .

اننى اعلم ان وزاره الدوله للبيئه ليست وزاره تنفيذيه اى انها لا تملك سوى ايقاظ الوعى البيئ واجتذاب مستثمرين ..كيف ؟؟

أعداد دراسات جدوى لمشروعات الاقتصاد الاخضر وطرحها بطريقه سهله دون استعلاء على المجتمع بكل فئاته العمريه وامكانياته الماليه حتى يتاح لهم فرص غير معروفه وبأقل قدر من المخاطره فى ظل مصداقيه دراسات وزاره البيئه المتاحه .

فى احدى الزيارات بأمريكا شاهدت قريه مشهوره بتربيه الديوك الرومى لأعياد الميلاد وغيرها وتحقق من مخلفات التربيه ماقد يفوق العائد الاقتصادى للنشاط الرئيسى !! القريه تضاء من مخلفات الذبح وتسمد زراعاتها به ..طاقه نظيفه رخيصه وسماد عضوى للزراعات الحيويه .

الدور الآخر الواجب لوزاره الدوله هو طرح دراسات لتوفير التمويل لمشروعات الاقتصاد الاخضر كطرح امكانيه انشاء بنك البيئه وجدوى انشاءه والهيكل التنظيمى المقترح له وغيرها من الدراسات الجاذبه للمستثمرين .

الشعارات التى تتبناها وزاره البيئه امامها فرص هائله حاليا فى مشروع ” حياه كريمه ” لتحويلها لواقع بطرح افكار ودراسات تدوير المخلفات وانتاج الطاقه النظيفه بالقري فى صوره دراسات جدوى تتناسب مع طبيعه المزايا النسبيه لكل قريه حتى لا نترك التخطيط القائم حاليا لجهات غير متخصصه !! بعيدا عن طموحاتنا التى نرددها فى الشعارات والكتيبات الانيقه عن الاقتصاد الاخضر ؟ .

واخيرا من المستهدف بالشعارات الارستقراطيه البيئيه ؟؟ هل هو المواطن الذى لا يجيد سوى لغه الام ؟ ام من نطلق عليهم ” النخبه او الصفوه ” !!!