اسم البيكربوناتو الملحق بالواو أو بالهاء فى اخره إسم شائع بين المصريين لبيكربونات الصوديوم.. ويستخدمه المصريون بأغراض مختلفة فى صناعة المخبوزات وفى أمور الصحة والسلامة.
من جهة أمراض النبات.. فإن بيكربونات الصوديوم بتركيزات ٣ جم لكل لتر تساعد فى مكافحة كثير أو معظم الامراض الفطرية على المجموع الخضرى حيث يقوم بتغيير رقم الحموضة لأعلى على سطح النبات اى تجاه القوية العالية مما يساعد فى تثبيط الفطريات وايضا فى تشوه الحوامل الكونيدية مما يثبط انتاجها الجراثيم التى بعدم تكوينها نوقف تجدد الاصابات الفطرية، وبتبادل الرش بين المركبات التى تسبب قلوية سطح النبات وحموضته تكافح الفطريات دون إعطاء الفرصة لها للتأقلم مع وسط الحموضة أو القلوية الناتجة.. وهناك بعض الناس يفضل رش محلول بيكربونات الصوديوم بتركيز ٥ جم لكل لتر.. ومن المعلوم جيدا أن زيادة التركيز تسبب زيادة التأثير و التثبيط ضد الامراض الفطرية ولكنها أيضا مع التركيزات العالية اى من ٥ جم لكل لتر إلى أعلى من ٥ جم تسبب أضرار سمية على النبات فى شكل بقع أو حروق على الاوراق.. وطبعا ٣ جم لكل لتر لا تسبب اى سمية لاى نبات، وبعض الشركات طرحت فى الأسواق بيكربونات البوتاسيوم لكى يكون أقل سمية على النبات الناتجة عن الصوديوم، وتستخدم بيكربونات الصوديوم على الثمار بشكل آمن حيث تطبق فى محطات تعبئة الموالح عالميا بتركيز يصل إلى ٣٪ اى ٣٠ جم لكل لتر لمكافحة فطريات البنيسيليوم خاصة فى الموالح العضوية.
أما على الإنسان.. فلقد ظهر وباء فطرى ناتج عن خميرة الكانديدا Candida auris تصيب القناة السمعية مسببة موت ٥٠٪ مما يصابون بها في خلال ٩٠ يوم من الاصابة، ووصفت هذه الاصابة فى الإنسان لأول مرة عام ٢٠٠٩ على سيدة يابانية عمرها ٧٠ سنة في طوكيو ثم انتشرت الاصابة فى قاراتى آسيا واروبا ثم فى أمريكا عام ٢٠١٦.. وكان من ضمن وسائل العلاج الفعالة هو استخدام بيكربونات الصوديوم.. وهو أيضا يفيد فى الخمائر الممرضة فى تجويف الفم ومنها Candida albicans حيث يقتل ٨٠٪ منها.. ومن المهم إن نعرف إن كثير من الفطريات التى تصيب الإنسان يمكنها إن تتأقلم وتظهر مقاومة للأدوية المستخدمة خلال ٣-٤ أيام من الاستخدام ولذلك مهم تغيير طريقة فعل الأدوية المستخدمة ضد الفطريات mode of action ولكن من حسن الحظ إن هذه الفطريات لا تتأقلم مع بيكربونات الصوديوم.
ومن الطريف للمهتمين بالفطريات إن بعض العلماء يرون إن الكثيرين من المرضى المصابين بسرطان الرئة ما هى إلا إصابة بفطريات الرئة مثل الاصابة بفطريات Aspergillus وتشخص على إنها سرطان لو اعتمد التشخيص على أشعة أكس فقط.. وهذه الاصابة الفطرية تعطى اعراضا مشابهه للاورام ليس فقط فى الرئتين ولكن أيضا فى الحلق وغيرها ، وتزداد الاصابة سنويا فى البشر بالفطريات الممرضة واحيانا المميتة والتى تسبب وفيات بأعداد لا أفضل ذكرها..
والبيكربونات يتسبب عنها زيادة مستوى أو تركيز كل من ثانى اكسيد الكربون والاكسيجين وكلامها لا يشجع نمو الاورام أو السرطان أو الاصابات الفطرية..
د. صلاح يوسف – وزير الزراعة واستصلاح الأراضي سابقا