الدكتورة لبنى عبد الجليل تكتب : ظاهرة الميتازينيا في نخيل البلح وأمكانية أستغلالها في تحسين مواصفات التمور
ظاهرة الميتازينيا في نخيل البلح وأمكانية أستغلالها في تحسين مواصفات التمو
ظاهرة الميتازينيا Metaxeniaهي التأثير المباشر لحبوب اللقاح على الثمرة (اللحم والنواة) من حيث الحجم والشكل وموعد نضجها وقد امكن الاستفادة من هذه الظاهرة وذلك في التبكير في نضج ثمار بعض اصناف التمور باستخدام حبوب لقاح ذكور معينة، وبالتالي تجنب تعرضها للأمطار التي تقلل بدرجة كبيرة من جودتها. ويختلف هذا الاصطلاح عن ظاهرة الزينيا والتي يقصد بها تأثير اللقاح على التركيب الوراثي للأندوسبرم والجنين. وتنحصر أهمية الميتازينيا في إمكانية الاستفادة منها في تقديم أو تأخير مواعيد نضج الثمار وقد أظهرت العديد من الدراسات بأن التاثير الميتازينى ذو تأثير بالغ الأهمية في الأصناف المتأخرة التي يتأخر نضجها في بعض المناطق إلى مابعد شهر كانون أول وقد يعرضها للتأثر بالصقيع وكذلك في المناطق التي تسقط أمطارها في الخريف، لأن تبكير النضج في هاتين الحالتين يكون ذات فائدة اقتصادية كبيرة كما أظهرت الدراسات أيضا أن أستخدام حبوب لقاح من فحول مختلفة ادى إلى تبكير النضج بما يتراوح بين 10-15 يوم من الأصناف المبكرة وحوالي (4-8) أسابيع بالنسبة للأصناف المتأخرة كما كان لبعض الأفحل تأثيراً متفوقاً في حجم الثمار ووزنها ولونها ومكوناتها من السكريات
*** بعض التطبيقات من خلال الدراسات والإرشادات الموصى بها للاستفاده من ظاهره الميتازنيا فى تحسين مواصفات التمور :
1- لضمان الحصول على نسبة عقد جيدة والتغلب على ظاهرة عدم التوافق بين بعض فحول النخيل والنخيل الاناث يقوم البعض بخلط حبوب لقاح من فحول نخيل مختلفة لاستخدامها في تلقيح النخيل المؤنثة.
2- انتخاب ذكور جيدة الصفات لإستخدامها في التلقيح مع أكثار هذه الذكور عن طريق الفسائل أو زراعة الانسجة لضمان الاحتفاظ بالصفات الجيدة التي تمتاز بها هذه الفحول- نظرا لان معظم الفحول المستخدمة في التلقيح ليست جيدة الصفات
3- تخزين كميات كبيرة من حبوب اللقاح في مستودعات تخزين مناسبة (على درجة حرارة 25م) للموسم التالي، وذلك لإستخدامها في تلقيح النخيل من الأصناف المؤنثة المبكرة الطلع وكذلك لضمان وجود حبوب لقاح ذات جودة عالية طوال موسم التلقيح.
4- الاهتمام باختيار الاصناف المناسبة من فحول النخيل لتلقيح النخيل المؤنثة المختلفة، وذلك لضمان الحصول على افضل محصول ثمري من الاشجار كما ونوعا.
5- تلقيح النخيل المؤنثة في الوقت المناسب، وعدم تأخير التلقيح بعد تفتح الاغاريض الزهرية بمدة طويلة لضمان الحصول على نسبة عقد جيدة، وبالتالي محصول مناسب.
ا.د. حسن عبد الرحمن شبانة
لقد تبين للمزارعين وعبر سنين طويلة أن لمصدر اللقاح (صنف الفحل المأخوذ منه الطلع الذكري) أثراً واضحاً على عقد الثمار وبعض مواصفاتها ونوعيتها. أن هذه الظاهرة يطلق عليها الميتازينيا Metaxenia وهي تأثير حبة اللقاح على أغلفة المبيض والتي تؤثر في الصفات الطبيعية للثمار أي الأجزاء البعيدة عن الجنين والسويداء مثل شكل الثمرة وحجمها ولونها وموعد نضجها… ألخ. ونتيجة لذلك فقد أصبح لكل منطقة من مناطق زراعة النخيل في العالم عدد محدود من أصناف الأفحل يفضل التلقيح بها نظراً لمميزاتها في تحسين صفات المحصول الناتج ،ففي الإمارات العربية المتحــدة تفضـل الأصنـاف (أحمر، سكة، أبو السلة، أخضر) وفي سلطنة عُمان (سهيلي، خطيبي، خوير، بهلاني) وفي العراق مثلاً تفضل الأصناف (غنامي أخضر، غنامـي أحمـر، رصاصـي، سميسـمي، كريطلـي، وردي، بليانـي) وفـي أيـران (كرباسي، سوزبارك، بلياني) وفي الولايات المتحدة الأمريكية تفضل الأصناف (بوير، فرض4، ديري، كارفوس).
لقد أجريت دراسات كثيرة وفي مناطق شتى من العالم حول هذه الظاهرة تبين من خلالها أن الأثر الميتازيني قد يظهر في زيادة عقد الثمار أو زيادة حجم الثمرة أو وزنها أو تأثر نسبة اللب/البذرة أو تغيير في شكلها أو تبديل لونها كذلك قد يظهر في تغيير التركيب الكيميائي للثمار والتبكير في نضجها. ومن هذه الدراسات يتضح بأن الأثر الميتازيني قد يظهر في تغير بعض مواصفات الثمار إلا أن أهم تأثير لها يتمثل في تقديم أو تأخير أوان نضج الثمار، فحجم ووزن الثمار قد يتأثران بعوامل أخرى أكثر فاعلية من الأثر الميتازيني كالخف مثلاً بجانب عمليات الرعاية وتوفير العناصر الغذائية للنخلة وعوامل أخرى كثيرة. أما تأثير الميتازينيا على التركيب الكيمياوي للثمار فيعتبر قليل الأهمية كما هو الحال بالنسبة لتأثيرها في زيادة عقد الثمار فإن ذلك مما لا يهتم به المزارع أصلاً أو غالباً ما يلجأ إلى خف ثماره ليحصل على ثمار أكثر جودة.
أما بالنسبة لموعد النضج فإن تقديمه يكتسب أهمية كبيرة لأنه يتأثر بالظروف المناخية والعوامل الوراثية للصنف أكثر من تأثره بالعمليات الزراعية، أضف إلى ذلك فأن التبكير في الجني قد يعطي مردوداً اقتصادياً لا يستهان به، هذا على مستوى جميع مناطق إنتاج التمور في العالم، حيث تكون الأسواق خالية من الرطب ولأن المستهلكين يُقبِلون على شرائه ولو بأسعار مرتفعة حيث يعرض في السوق لأول مرة بعد موسم الشتاء، هذا الفرق في موعد النضج يمكن استغلاله في حالة الأصناف المبكرة مثل الـ (نغال خاطري، حلاوي، بكيرة، غرة، بوفقوس، غرس) وغيرها كما يمكن الاستفادة من الميتازينيا في تبكير نضــج الأصناف المتأخرة أيضـاً لا ســـيما فـي المناطق الحديـــة ( Marginal Area ) في العالم والتي تتعرض فيها الثمار إلى عوامل مناخية غير مناسبة لنضجها كسقوط الأمطار أو انخفاض درجات الحرارة مما لا يسمح للثمار بالوصول إلى مراحل نضجها المتقدمة كما هو الحال في صنفي خصاب وهلالي في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي.
أن ظاهرة الميتازينيا بمختلف جوانب تأثيراتها سواء على التبكير في النضج أو التأثيرات الأخرى كالتأثير على حجم أو وزن الثمار أو تركيبها الكيمياوي جديرة بمزيد من الاهتمام والبحث للاستفادة القصوى منها في تحسين إنتاجية النخيل وزيادة مردوداته الاقتصادية مما يستوجب القيام بمسح شامل لكافة الأفحل المتوفرة في البلدان المنتجة للتمور ودراسة تأثيرات حبوب لقاحها على مواصفات الإثمار في أهم الأصناف، حيث إن النخيل يتميز بقابليته العالية على الاستجابة لمصدر اللقاح ليس لأفحله فقط بل لأفحل أخرى لا تنتمي إلى نوعه ( Dactylifera ) بل وربما كانت استجابته أكبر.
لقد أثبتت الكثير من التجارب التي أجريت في مواقع مختلفة من العالم أنه يمكن تلقيح نخيل التمر بحبوب لقاح من الأنواع العائدة للجنس Phoenix وحيث أن بعض الأنواع لا تتوافق فترة أزهارها مع فترة أزهار النخيل فإن الأكثر شيوعاً واستخداماً هما أفحل النوعين Canariensis و Sylvestris وقد أجرى الباحثون في دولة الإمارات العربية المتحدة دراسة قورن فيها تلقيح أشجار ثلاثة أصناف هي فرض، جبري، لولو بلقاح نخيل السكر ولقاح نخيل التمر، حيث تبين تفـوق الأول ( نخيل السكر ) في التبكير بالنضج وزيادة معدل وزن وحجم الثمرة ونسبة المواد الصلبة الذائبة الكلية ( TSS ) وتقليل نسبة الرطوبة ولقد لوحظ تفاوت الأصناف في مدى استجابتها لتأثير مصدر اللقاح كما في الجدول المرفق.
لقد تم وضع العديد من الفرضيات والاقتراحات لتفسير الأثر الميتازيني على صفات الثمار ولعل أكثرها قبولاً تلك القائلة بأن هذه التأثيرات ناجمة عن هرمــونات النمو ( Growth Hormones ( التـي تنتـج بصـورة مباشـرة أو غيـر مباشـرة في حبوب اللقاح والمسيطر عليها بإحكام بعوامل وراثية أو قد يعود إلى اختلاف الأفحل في النظم الإنزيمية لحبوب لقاحها أو لاختلافها في كمية البروتين والمكونات الكيمياوية الأخرى.
أعداد الدكتوره / لبنى محمد عبد الجليل رئيس بحوث بالمعمل المركزى لنخيل البلح
Lobnamohamed822@yahoo.com