أخبارانتاج حيوانىرئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمقالات

الدكتورة رانيا حامد تكتب : بعض أمراض سفينة الصحراء وطرق العلاج

الإبل هى حيوانات شديدة التحمل والتأقلم مع ظروف البيئة حيث وهبها الله خصائص تشريحية وفسيولوجية مكنتها من التكيّف والعيش والعمل في ظروف شديدة القساوة وتتحمل الجوع والعطش لفترات طويلة . فهى من المجترات البريّة التي تعيش في الصحراء مثل صحارى القارة الأفريقية والقارة الآسيوية . ولقبّها الناس بسفينة الصحراء ؛ ومن أهم صفاتها أن أقدامها تكون كالحوافر ذات الأصابع وهى مُبطّنة كى تتحمل الحرارة العالية للرمال أثناء النهار وبالتالى تستطيع المشي على الرمال بسهولة ، ويُغطي جسمها الوبر الذي يحميها من البرد القارس في الصحراء ليلًا . ويستخدم الإنسان حليبها ولحومها كغذاء له , كما أنه يستخدم وبرها فى صناعات مختلفة كصناعة الأقمشة والسجاد . وإستخدمها الإنسان قديما فى السفر والترحال ونقل البضائع فى التجارة ، كما يستخدمها الإنسان فى سباقات الهجن خاصة فى شبه الجزيرة العربية . وللإبل أربعة قوائم كبيرة وطويلة وذيل متوسط الطول . ويتميز جسم الإبل بوجود سنام على الظهر ، وهو عبارة عن مخزن كبير للدهون والتي تقوم بحرقها والاستفادة منها فى حالة عدم وجود المياه أو الأعشاب للبقاء على قيد الحياة . وتقسم الإبل إلى نوعين اعتمادًا على وجود السنام إلى ؛ الإبل العربي وله سنام واحد فقط ويعيش في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا ، أما النوع الأخر فهو ذات السنامين ويعيش في آسيا الوسطى . وتتكيف الإبل مع البيئة بطرق مختلفة وعجيبة ، وقد حظيت بمنزلة خاصة فى القران الكريم فقد ذكرها الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز ” أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ” . تتعرض الإبل للإصابة ببعض الأمراض شأنها في ذلك شأن جميع حيوانات المزرعة . ولاشك في أن كفاءة الحيوان الإنتاجية والتناسلية وقدرته على مقاومة ظروف البيئة الصعبة التي يعيش فيها ، تتأثر بحالته الصحية ومدى مقاومته للأمراض ونوعية الغذاء المقدم له ، وكذلك مستوى الإدارة والرعاية البيطرية ، وعليه فإن وجود برنامج صحي وقائي وعلاجي وكذلك تحسين مستوى الغذاء ، مع توفير الرعاية الصحية يُعتبر أمراً هاماً لزيادة الإنتاج في مجال تربية الإبل  .ولنستعرض أهم هذه الأمراض .

الأمراض الفيروسية :

جدري الجمل :

هو فيروس يصيب الحيوانات الصغيرة والكبيرة من الإبل فقط ويكون بسبب فيروس يسمى “Orthopoxvirus cameli”، حيث ينتقل في الهواء الى مسافات قصيرة ، من أعراض هذا المرض ؛ يتوقف الحيوان فجأة عن الأكل والاجترار نتيجة لارتفاع درجة الحرارة كما تظهر حبيبات صغيرة على الشفتين والرأس وما بين الأرجل الخلفية وتحت الرقبة والصدر والبطن ثم تنتشر في باقي أجزاء الجسم ويمكن تحسسها تحت الوبر ثم تتحول هذه الحبيبات إلى بثور تحوي سائلا بداخلها ، وبعدها تنفجر ليخرج السائل ويبقى مكانها قشور جلدية تغطي تحتها تقيحات . ويضر مرض الجدري حليب الإبل فيجعله فاسدا ، ولا يوجد علاج محدد لفيروس الجدري ، ولكن في الحالات الشديدة خاصة عندما يظهر على الإبل علامات الالتهاب الرئوي أو عندما تظهر التقرحات الجلدية يتم إعطاء الإبل حقنة من البنسلين الستربتوميسين يومياً لمدة 5 أيام أو مضاد حيويّ أكْسِي تِتْراسِكْلين بتركيز 2%، ويفضّل أيضاً إعطاؤها حقن فيتامين (أ) الذي يساعدها على الشفاء بشكل أسرع ، كما يجب تطبيق الفازلين على التقرحات خاصة حول الفم لمنع حدوث التشققات.

داء السعار :

هو ايضا مرض فيروسى  يصيب الإبل . وقد اكتشفت أول حالات هذا المرض في الإبل في شمال أفريقيا والشرق الأوسط . وينتقل هذا الفيروس عن طريق اللعاب عندما يتعرض الإبل للعض أو اللدغ من الكلاب المصابة أو الحيوانات المفترسة المسعورة مثل الضبع . ومن أعراض داء السعار لدى الجمال هي العض ، والحكة ، والخمول والكسل ، وفقدان الشهية وعدم شرب الماء لمدة 1-2 يوم ، وفرط حركة الرأس لمدة 1-3 أيام ، والهزة ، والتثاؤب ، والاستلقاء الجانبي لمدة يومين ، كما يمكن أن يسبب هذا المرض الموت في غضون 7-10 أيام . لا يوجد  علاج  لهذا المرض ، ويجب قتل الجمل فوراً دون تعرض الإنسان لأي خطر ، ولكن يمكن الوقاية منه بتكرار تطعيم الحيوانات ضد داء الكلب بشكل مستمر، كما يجب إعطاء بقية الإبل اللقاح في حال إصابة أحدهم وذلك لحمايتهم منه .

الأمراض البكتيرية :

الجمرة الخبيثة :

العامل المسبب هى جراثيم عصوية تدعى عصيات الإنثراكس .هى تلوّث الأرض عند طرحها من قبل الحيوان المصاب وتبقى لسنوات عديدة على شكل حويصلات وتحدث الإصابة عند ملامسة هذه العصيات سواء عن طريق ابتلاعها مع الغذاء أو عن طريق الجروح أو انتقالها بواسطة الذباب والحشرات مثل الذباب الأزرق.  والجمرة الخبيثة هى مرض حاد معدى يتميـّز بالحمى الشديدة مع الحدوث المفاجىء بدون ظهور أي أعراض مرضية سابقة وغالباً ما تشاهد الإبل السليمة نافقةً . الأعراض في الإبل التي تنجو من الموت هي تورمات تحت الجلد والتهاب شديد في الحنجرة مع وجود بول غامق اللون مع نشوء الحمى والمغص مع ظهور رائحة كريهة قبل النفوق كما تتميـّز بعض الحالات بالإسهال الدموي وتدلي الشرج وقد تصاب الجثة بالتحلل السريع وانسياب دم غامق من الفتحات الطبيعية للجسم كالمناخر والشرج .  ومن النادر معالجة حالات الانثراكس نظراً لكون دورة المرض ومدته سريعة وقصيرة ومهلكة . وقد تعالج بعض الحالات باستعمال عقار البنسلين أو تتراسيكلين بشكل وقائي أو علاجي في بداية الأعراض المرضية في قطيع الهجـن وتستعمل الجرعة نفسها التي تعطى للأبقار .

مرض الإجهاض المعـدي ( البروســيلا) :

سبب المرض هو بكتيريا ” بروسيلا أبورتس”  وهو نفس الميكروب الذى يصيب الأبقار ويحدث الإجهاض عامة في النصف الثانى من الحمل ولا يستمر المرض لأكثر من ثلاثة أعوام في الحيوان .

مرض إلتهاب الأمعاء أو السالمونيلا :

مرض بكتيرى يُسبب النفوق في صغار الإبل وحتى عمر عام نتيجة إصابتها باضطرابات معوية بسبب ميكروب السالمونيلا لذلك يجب البحث عن السبب ومعالجة الحيوانات الصغيرة بصفة خاصة.

مرض الكـزاز :

يُسبب المرض بكتيريا تسمى “Clostridium tetani” ويتميّـز المرض بالتشنج وتصلب الذيل والأطراف بالإضافة إلى تشنج الفكين وتقلصات تشنجية في العضلات الإرادية.  يتم علاج الإبل المصابة بترياق مضاد الكزاز، وتصل الجرعة التي تعطى عن طريق الوريد إلى 200 ألف وحدة.

مرض الميكوبلازما :

تعتبر المشاكل التناسلية شكوى رئيسية في الإبل حيث تعاني القطعان من انخفاض الفاعلية التناسلية ومعدلات الولادة قد تصل أحيانا إلى حد الوباء . تصاب ذكور الإبل بعدوى الميكوبلازما ومنها الميكوبلازما أرجينينى والميكوبلازما بوفيس . تؤدى عدوى الميكوبلازما أرجينيني إلى زيادة في تشوهات الحيوانات المنوية والأكروسومات الغير طبيعية ، وتنخفض حركة الحيوانات المنوية وحيويتها وقد تحدث العدوى عن طريق العدوى من الرئة . كما تسبب الميكوبلازما أيضا إلتهاب المفاصل فى عجول الأبل . تتميز الميكوبلازما بعدم وجود جدار صلب للخلية كما هو الحال في بقية انواع البكتريا فبالتالى تكون الميكوبلازما مقاومة للمضادات الحيوية التى تعمل على تدمير جدار الخلية . يمكن علاج الميكوبلازما باستخدام المضادات الحيوية المناسبة بعد اجراء اختبار الحساسية للمعزولات لاختيار انسبها ولتجنب الاستخدام العشوائى لهذه المضادات .


د/ رانيا حامد عبد الجواد – باحث أول بقسم بحوث الميكوبلازما- معهد بحوث الصحة الحيوانية – الدقى – مركز البحوث الزراعية – الدقى 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى