أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمحاصيلمشروعك

رسائل الدكتور محمد فهيم .. الزيتون والتغيرات المناخية

حتمية دراسة الجدوى المناخية قبل “مجرد” التفكير فى اقامة استثمار زراعي متسع للزيتون !!

وحتى لا يقع الزيتون ضحية فى فخ المناخ متقلب المزاج … خلينا باختصار نشوف ايه المحددات والمؤشرات …

المناخ في مصر متغير بوتيرة أسرع من المتوقع – كما ان سيادة مناخات “محلية” شديدة التباين – هو أمر غريب ومكنش معمول “حسابه” … لما الناس بدأت في إنشاء مزارعها من بساتين الزيتون …

والزيتون هو الشجرة الوحيدة اللي لها دورات نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة (دورة نمو ربيعية .. صيفية .. خريفية .. سكون ظاهري شتوي .. استيفاء برودة .. كسر طور السكون .. بداية موسم نمو …انبثاق براعم زهرية خضرية زهرية .. تلقيح . اخصاب .. عقد .. الخ) … ورغم أنه من أشجار المناطق شبه الجافة (ظاهرياً) .. إلا أن “مقتله” في المناخ وليس التغذية أو أو عامل آخر ..

** يعني تقدير وحساب استيفاء ساعات أو وحدات البرودة “المتصلة” وعلاقتها ببداية التكشف ..

** برودة أواخر الخريف والشتاء وعلاقتها بكمية الكربوهيدرات المخزنة واللازمة للتكشف ..

** الصقيع ودرجات التجمد وعلاقته بالبادءات المرستيمية وحساب نسبة الضرر …

** الخماسين الساخنة المبكرة اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد عامل حاسم …

** الموجات الحارة المتصلة بداية من شهر يونيو لها أثر كبير على الانتاجية وجودة الثمار وخاصة التحجيم ولها تأثير اكبر على نسبة الزيت ودرجة التلوين …

… وهكذا ….

طبعاً كل مزارعي الزيتون يعلمون جيداً ايه اللى حصل فى فى موسم 2018 من خسائر كبيره “جداً” لانتاجية الشجرة وانتاج المزارع عموما .. فقط بسبب المناخ ، حيث أصطدم “الزيتون” بالتحديد بهذا المناخ القاسي مما أدى إلى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة ادت إلي نقص «حاد» في الانتاجية والإنتاج وصل في بعض المزارع لأكثر من 60 إلى 75 %.. بسبب:

1- عدم استيفاءه لاحتياجات البرودة اللازمة أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانلو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني)..

2- تعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانللو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني)…

3- الموجات الحارة المتتالية (مايو – يونيو –يوليو – اغسطس – سبتمبر 2018) سببت نضج مبكر للثمار مما أثر علي حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية والتي أدت إلى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول (انخفاض المحصول النهائي بحوالى تقريبا ما بين 20-35% عن المحصول المقدر (على الشجر) في بداية الصيف)..

حتى فى موسم (2019) … من الحاجات الكويسة ان احتياجات البرودة الموسم ده تم استكمالها حيث تم تجميع ساعات برودة شبه كافية (وصلت إلى عدد ساعات أكثر من 780 < 10 م و عدد 450 < 7.2 م في معظم مناطق زراعة الزيتون في مصر) …

لكن للأسف وبسبب الموجات الحارة المتتالية (مايو – يونيو –يوليو – اغسطس – سبتمبر 2019) سببت ايضا نضج مبكر للثمار مما أثر علي حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية والتي أدت إلى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول والاحجام كانت غير تجارية (انخفاض المحصول النهائي بحوالى تقريبا ما بين 10-25% عن المحصول المقدر (على الشجر) في بداية الصيف)..

#المختصر … قبل الموسم بفترة كافية لازم تعرف رأيك من رجليك .. ده غير أنه كان من المفروض قبل ما سيادتك تفكر فى بداية “نشاط” زراعي متوسط او كبير الحجم فى اى منطقة فى مصر (او حتى الدول العربية) …

لابد من دراسة فيما يسمى “بالجدوى المناخية الشاملة” ..

يعني باختصار دراسة التاريخ المناخي للمنطقة وتحسب مدى الحيود عن “التاريخ” وتشوف بقه أيه نظامه معاك الفترة اللى جاي 🙂 !!

المصفوفة المرفقة دي — احد الامثلة على كيفية اعداد “مصفوفة” التقاطعات (مناخ – محصول) .. على الزيتون …

والمطلوب انك تحسب وتقدر قيمة المؤشرات المناخية وتضربها في مؤشرات المحصول وتحسب تراكماتها … ولما تعدي نسبة معينة تقدر تقول إن الموسم هيعدي بسلام أو تحتاج لتدخل “نوعي” … وهكذا …

دكتور محمد علي فهيم
14 يوليو 2020





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى