اصابنى الرعب كغيرى من احتمالات الاصابه بفيروس كورونا بالرغم من عدم وجود اى اعراض على وزوجتى حيث لم تتجاوز درجه حراره كلانا 36.5 C يوميا ولا نعانى سعالا او صداعا ولكن اردت الاطمئنان بعمل مسحه فأكتشفت ان طوابير اجراءها بأقرب مركز تابع لوزاره الصحه بمصر الجديده اشد خطرا فى نقل العدوى ونحن اصحاء !! فأكرمنى صديقى الطبيب بتيسير الامر لى وزوجتى فى اجراء المسحه بطريقه كريمه آمنه حتى وصلت العينات الى المعامل المركزيه لوزاره الصحه كما هو المفترض فى ارجاء العالم ولكنه اعتذر لى بعدم ضمان المده الزمنيه للحصول على النتائج ناصحا بأستعجالها بأتصالات خاصه اخرى !! وتوسطت لدى صديق آخر بعد انقضاء اسبوع فى انتظار النتائج قضيتها وزوجتى فى حاله قلق فاقت انتظارنا نتائج اولادى فى الثانويه العامه منذ ربع قرن !!
المهم فوجئت بمكالمه على الموبيل من المعامل المركزيه ( عقب واسطه الاستعجال ) بأن النتائج ستصلنى خلال دقائق فأستبشرت خيرا واسرعت بتقديم الشكر العظيم” للواسطه النافذه ” ولكن يبدو ان اتصال معامل الصحه بى كانت لأسترضاء مجامله الواسطه لى !! حيث لم تصل النتائج مما استلزم واسطه اخرى “اكثر نفوذا وفاعليه ” فأنقضى الامر فى ثوان بدلا من ساعات ولكن بعد عشره ايام صعبه كانت كفيله بتغيير عنوان منزلنا الى مقابر العائله !!.
الاكثر اثاره هو تعجلنا باللجؤ الى وسيله اخرى – تحت ضغوط القلق – من ابداعات استثمار الكوارث بعمل مسحه مقابل الفى جنيها للمواطن وهو يسمع الموسيقى داخل سيارته ويحتسى عصيربرتقال مع سندوتش جمبرى لتقويه المناعه للحصول على النتائج فى اليوم التالى . ووقفت فى طابور سيارات فاخره متفاخره كان افقرها سيارتى وهو الفقر المستحق بجداره لمن يمتهنون وظيفه حكوميه ولو كانت مرموقه .
الطريف جاءت نتائج “المسحه الارستقراطيه المستعجله” عكسيه لمسحه ” السلحفاه الحكوميه المجانيه ” !!! وللأمانه اثبتت الاشعه المقطعيه مصداقيه المسحه الحكوميه المجانيه عن الارستقراطيه الاستثماريه !!
نواصل غذا
الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الجليل – رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق ( أبو الصحراء )