أخباررئيسيمياه ورى

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : سد النهضة والتعنت الإثيوبى وأطماع إسرائيل فى مياه النيل

أصبح سد النهضة حديث الساعة من المواطن البسيط حتى رئيس الجمهورية  ، وأصبح الآن على مائدة مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأنه وبدأ المصريون يصنفون من معنا ومن علينا خارجيا وداخليا .

تقول اثيوبيا ومن فى فلكها عن سد النهضة هو سد للتنمية وهى كلمة حق يراد بها باطل بل هو سد لحصار دول المنبع وخاصة مصر التى تعتمد كليا على مياه نهر النيل .. ولو نظرنا إلى التعنت الإثيوبي سوف تجد له عدة أسباب

لعل فى مقدمتها غرور الزعامة الافريقية و التى تنافس عليها مصر منذ القدم والإحساس بأن الأمطار التى تسقط عليهم هى حقهم وحدهم مع ان شريان نهر النيل الذى يفرغ المياه ويسحبها بتضاريس ربانية لادخل لاثيوبيا بها كما لا دخل لاثيوبيا فى توزيع المطر ولولا نهر النيل لما كان لدولة اثيوبيا وجود من كثرة المستنقعات.

وزادت هذه النزعة العنصرية عندما عززتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد بناء السد العالى ورفض البنك الدولى تمويلة بمجموعة من الدراسات على اعالى النيل واقتراح 24 سد يمكن عن طريقهم أن تتحكم اثيوبيا فى مياه النيل الأزرق

ثانيا : أصحاب المصالح مثل إسرائيل ورغبتها القديمة الحديثة فى أخذ حصة من مياه النيل و التى ظهرت على السطح بعد توقيع إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل و التى حولها لغط كثير فهى الآن لاعب رئيسى فى اثيوبيا بل وتعمل على تأمين السد بمنظومة للدفاع عنه .

ثالثا تركيا التى تتمدد فى كل الاتجاهات وتحلم بإعادة الخلافة العثمانية وإرجاع ملك الآباء وشجع تركيا على ذلك ارتداء اردوغان ثياب الدين والتقوى والصلاح وهو منه براء

فهو اكبر شريك مع العدو الصيهونى وأكبر مناور وصار فى ركبه كل أصحاب الأيديولوجيات الخربة التى اتخذت من الدين شعار للوصول للسلطة وكل هدفهم الوصول إلى أهدافهم حتى لو وصلوا على اشلاء وطن .

رابعا : دويلة قطر مقر اكبر قاعده أمريكية فى الشرق ومن هم على شاكلتها الذين يحملون لمصر الحقد ويعلنون ذلك العداء صراحة للدولة المصرية بكل وقاحة ويمولون أى عملية تضر بمصر ولعل العمليات الإرهابية فى مصر وسيناء والموقف فى ليبيا أكبر دليل على ذلك
ويسعون بكل حقد إلى حصار مصر من كل الجوانب ومن ضمنها شريان نهر النيل ويغذون الموقف الاثيوبى بالتعنت كأنهم أصحاب حق.

خامسا : المثتثمرين من الأشقاء من الدول العربية للأسف قبل الأعداء الذين يمولون مشروع السد وهم يعلمون يقينا بأنه سيضر بدول المنبع ولكن ساد عندهم الغاية تبرر الوسيلة وتوافقت المصلحة مع العداوة لمصر

سادسا : انشغال الدولة المصرية بعدأحداث ثورة يناير واهتمامها بالشأن الداخلى ومحاولة هدم الدولة من الداخل مما أضعف الدولة المصرية فى أعين من يتآمرون عليها.

تحول واضح فى الموقف السودانى :

وبالتأكيد أن الأسباب السابقة تحت نظر القيادة السياسية ويدركونها جيدا ، ولذلك كانت جميع الخطوات تحاول التعامل مع كل الملفات المحيطة ، ولعل الصبر فى المفاوضات من جانب مصر كان أمرا واضحا ، مع أن التقارير كانت تؤكد بتسويف القيادة الإثيوبية وخاصة فى عدم وضوح الموقف السودانى فى بداية الأمر والذى وضع عبئا كبيرا على المفاوض المصرى ونتمنى من الأشقاء فى السودان ان يراعوا مصلحتهم أولا ووحدة التاريخ ويعرفون ان مصر هى السند دائما

وهذا الصبر فى المفاوضات أعطى لمصر الفرصة فى بناء جيش قوى كى يكون قوة ردع تجعل العدو قبل الصديق يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على عمل يستفذ به المصريين لأننا أصبحنا فى عالم لايعترف إلا بلغة القوة .

ولعل تحفظ جيبوتى والصومال على قرار الجامعة العربية على سد النهضة ليس شجاعة منهما ولا وجهة نظر بل يدل ذلك على مدى الضعف والهوان الذى وصلت إليه هاتان الدولتان واصبحتا تأتمر بأمر تركيا .

كما أن اتفاق المبادىء الذى وقعته مصر 2015 والذى نال هجوما كثيرا من البعض بقصد أو بدون قصد اصبح الآن هو المرجعية الرسمية الذى استندت عليه مصر فى رفع الملف إلى مجلس الأمن والذى من ضمن بنوده إلا يتم بداية ملأ السد آلا بعد اتفاق جميع الأطراف
مما لاشك فيه أن الدولة المصرية والشعب المصرى يولى قضية المياه الإهتمام الأول ضمن مجموعة التحديات التى تحيط بالدولة المصرية وتتخذ من الإجراءات والسياسات والاتصالات المعلن والغير معلن عنها ،
وأى إجراءات تحقق الصالح العام هو الشغل الشاغل للدولة المصرية وتجنب الدخول فى صراع مسلح سيكون أفضل.

وعلينا أن نستعد .. هل مازالت الرغبة الإسرائيلية فى مياه النيل قائمة وكيف سيكون التعامل مع هذه الرغبة وتحييد إسرائيل واعوانها وأبعادهم عن هذه القضية ؟ أو الاستفادة من هذه الرغبة بأكبر قدر من الاستفادة الممكنة

ولا يخفى على أى عاقل أن القضايا القومية قضايا كاشفة خارجيا تعرف من خلالها الصديق من العدو ، وايضا كاشفة داخليا تعرف منها الوطنى الشريف من الخسيس الحاقد الذى يضع نفسه فى خندق الأعداء .
حفظ الله الوطن من كل سوء





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى