“بوابة الزراعة” تكشف عن مقترح تدرسه لجنة أثيوبيه حاليا لنزع فتيل أزمة سد النهضة
أعلن الدكتور أحمد المفتى خبير القانون الدولى السودانى وعضو لجنة مفاوضات سد النهضة المستقيل عن رؤية جرى تقديمها لمجموعة إدارة الأزمات الدولية ( إثيوبيا ) ، بناء علي طلبهم صباح اليوم 23 يوليو 2020 ، مشيرا إلى أن الأفكار الجديدة تركز على ” التنمية المتكاملة / التكامل الإقليمي ” ، وانها يمكن أن تكون الحل بعد فشل المفاوضات ، ووصول سد النهضة لمجلس الأمن
وقد تضمنت الرؤسة التى قدمها الدكتور احمد المفتى 13 بندا تتعلق بموضوعات مختلفة حول دعم وتطوير التكامل الاقليمى لفك الاشتباك بعد الاعلان عن فشل مفاوضات سد النهضة ..
“بوابة الزراعة” من جانبها تنشر البنود التى تضمنتها رؤية الدكتور المفتى الذى يشغل حاليا منصب مدير مركز الخرطوم لحقوق الانسان وهى كما يلى :
اولا : بعد اكثر من 8 سنوات من المفاوضات ، أعتقد ان المفاوضات قد استنفذت أغراضها ، ولم تعد اكثر من محفل ، تعيد فيه كل دولة تكرار مواقفها ، ولذلك استغرب كثيرا من الدعوة للعودة لطاولة مفاوضات اسننفذت أغراضها ، حيث ان الوسيط الأمريكي قد فعل نفس الشئ في نهاية العام 2019 ، ولم يحقق أي اختراق Break through .
ثانيا : وبسبب ذلك الفشل ، لم تجد الحكومة السودانية ، أمامها ، سوي اللجوء لمجلس الأمن الدولي ، ولكنها تخلت عن ذلك الآن ، بل أصبحت تلوم مصر ، علي اللجوء إلي مجلس الأمن ، وأصبح وزير الري السوداني يصدر ، بيانات رسمية تؤكد بأن المفاوضات قد حلت نسبة 95% من الخلافات ، ولكن قعقعة السلاح ، التي نسمعها ، وإعلان إثيوبيا أن ذلك غير ملزم ، ينفي ذلك ، بل إن تلك البيانات ، تعطي صورة وردية ، لا تساعد علي إضطلاع المجتمع الدولي بدوره ، في مساعدة الأطراف لحل خلافاتها ، والتي لن يحلها تصريح بأن الامور تسير علي مايرام .
ثالثا : وفي اعتقادنا ، أنه ينبغي أن تعي كل الأطراف ، أن الحل غير التوافقي ، لن يكون مستداما Not sustainable ، وان أفلحت احدي الدول الثلاثة في فرضه ، ولذلك لابد من التفكير خارج الصندوق ، والبحث في ماضي المفاوضات بين دول حوض النيل (Entebbee Process ) , لاستخدام ما تم الاتفاق عليه ، وهو كثير جدا ، ل ” تكملة ” complement ، المفاوضات الحالية ، بدل اللف والدوران ، في دائرة مفرغة .
رابعا : علما بأنني قد قدمت في الأسبوع الأول من العام 2012 , وفي اجتماع وزراء دول حوض النيل ، برواندا ، مقترحا لتجاوز الخلافات البسيطة حول اتفاقية عنتبي Entebbee ، ولقد قبلت كل دول حوض النيل مناقشته في اجتماع فوق العادة Extra – Ordinary , ولكن انشغلت الدول الثلاثة ، بمفاوضات سد النهضة ، ونسيا أمر تكملة مسار عنتبي ، من دون أن يكون لاي منها أي تحفظ ، ولذلك أسسنا مقترحنا علي مسار عنتبي ، ولم نات بفكرة غير معروفة للأطراف .
.
عودة لبنود اتفاقية عنتيبى :
خامسا : ولذلك وتجاوبا مع ضيق الوقت ، نقدم اقتراحا جديدا ، وذلك بتجميد الأمور مؤقتا ، عند حدودها الحالية ، والشروع في صياغة مسودة ” تنمية متكاملة / تكامل إقليمي” ، تحقق لكل دولة من الدول الثلاثة كل تطلعاتها ، وتوفر لها حلا مستداما ، لا يفضي بالدول الثلاثة ، إلي حلول احادية ، تهدد أمنها واستقرارها ، حاليا ، وفي المستقبل ، ومقترحنا كما سبق ان أوضحنا ، يقوم علي المواد المتفق عليها في اتفاقية عنتبي ، والتي تحدد معظم معالم ” التنمية المتكاملة /التكامل الإقليمي ” ، وبعد ذلك تستأنف إثيوبيا تكملة التشييد والملء ، بما يتوافق مع ذلك التكامل ، من دون تضرر أي دولة ، وهو تفكير خارج الصندوق out of the box .
سادسا : وما يؤكد أن المفاوضات الحالية قد استنفذت أغراضها منذ مدة ، هو انسحاب اثيوبيا من طاولة المفاوضات بعد اجتماعات 27 – 28 فبراير 2020 بواشنطن ، ثم تأكيدها عدم عودتها لطاولة المفاوضات مرات عديدة ، ثم استجابت لمبادرة الخرطوم وعادت لطاولة المفاوضات ، والتي فشلت بتاريخ 16 يونيو الجاري ، كسابقاتها ، بل ان فشلها جعل المواجهة اكثر حدة ، بما يعني انها قد اتت بنتائج سلبية ، ولذلك استغرب من الذين يرون أن الحل يكمن في العودة إلي طاولة مفاوضات اسننفذت أغراضها .
سابعا : ولقد اقتنع السودان ومصر كذلك ، بأن المفاوضات استنفذت أغراضها ، من دون الاعتراف بذلك ، والشاهد علي ذلك ، لجوئهما ، كل علي انفراد ، إلي مجلس الامن ، ثم مراجعة السودان لموقفه ، مؤخرا ، ولكنه يبدوا محتارا لان المفاوضات التي دعا لها قبل أيام واستضافها قد فشلت ، ولكن لم يجد أمامه أي رؤية ، سوي الدعوة للعودة لتلك المفاوضات التي استنفذت أغراضها ، والتي من المحتمل أن تاتي بنتائج سلبية ، كما فعلت جولتها الأخيرة
ثامنا : ولقد أهدر الأطراف وقتا ثمينا ، في مفاوضات استنفذت أغراضها ، و تبقت أيام قلائل علي بدء الملء ، ولابد من البحث عن حل خارج الصندوق ، ولكن للأسف ، لم تقبل الأطراف ، حتي اليوم نصيحتنا ، والتي نري جدواها حتي في حالة مخاطبة ايا منهم لمجلس الأمن ، ولكن لأن الأمر يهمني ، كمواطن ، فإنني ، اتقدم بوجهة نظري ، ولكن ليس للأطراف ، لأنني سبق أن قدمتها لهم عبر منشوراتي ، ولكن بناء علي طلب من مجموعة إدارة الأزمات ( إثيوبيا) International Crisis Group – E thiopia ، في محادثة هاتفية معي قبل قليل اليوم 23 يونيو الجاري .
الدكتور أحمد المفتى
تاسعا : ويتلخص مقترحنا في ” تنمية متكاملة / تكامل إقليمي ” ، يحقق لكل دولة من الدول الثلاثة طموحاتها ، بل ولكل دول حوض النيل .
عاشرا : ولن يستغرق إعداد إطار قانوني ومؤسسسي لذلك التكامل وقتا ، لأن سد النهضة سوف يكون ، عاموده الفقري Back Bone ، ولانه سبق للدول الثلاثة ، وكافة دول حوض النيل ، ان اتفقوا علي المبادئ الأساسية لذلك التكامل ، بشهادة 13 جهة دولية غربية واممية ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ، والبنك الدولي ، والأمم المتحدة .
حادي عشر : وان كان الأساس القانوني لسد النهضة حاليا ، هو اعلان المبادئ لسنة 2015 , الذي يتكون من عشرة مبادئ صيغت علي عجل في أيام معدودات ، فإن مبادئ اتفاقية عنتبي ، هي خمسة عشر مبداءا في المادة 3 وحدها ، صيغت بموافقة كل دول حوض النيل ، بشهادة الجهات الدولية ال 13 التي أشرنا إليها أعلاه ، طوال 15 سنة ، فكيف يستقيم للدول الثلاثة ، ان تتجاهل كل ذلك الإرث ، ولا تبحث عن الحل في اضابيره ، كما نفعل الان .
ثانيا عشر : وتشمل تلك المبادئ الأساسية بتصرف ، ما يلي :
1. وحدة المصالح Community of interest
2. اقتسام المنافع
Sharing of benefits .
3. التنمية المستدامة
Sustainable developments .
4. الحلول المكسبية
Win – win solutions .
5. التعاون عبر الحدود
Cross – border cooperation .
6. الأمن المائي للجميع
Water security for all .
7. حسن النية
Good faith .
ثالثا عشر : أما الامور الخلافية الأخري ، فإن قبول مبدأ التنمية المتكاملة / التكامل الإقليمي ، ذات نفسه ، هو أكبر ” حسن نية ” ، لم تنكر اهميته ، أي واحدة من الدول الثلاثة ، في يوم من الأيام ، وهو الكفيل بحل ما تبقي من الامور الخلافية .
رابعا عشر : و أناشد المجموعة ICG Ethiopia , ان تنظر في هذا المقترح ، وان وجدت فيه ما يتوافق معها ، أن تتبني مبادرة مجتمع مدني علي أساسه ، تقدم للأطراف ، عسي ان تساعدهم في تجاوز ما تبقي من خلافات .