الدكتورة رانيا عبد الجواد تكتب : الأرانب كقيمة غذائية محفوفة بالمخاطر
تصنف الأرانب من الثدييات سهلة التربية في المنازل ذات ربح اقتصادى متميز . ولكنّها سرعان ما تصاب بأحد الأمراض التي قد تسبّب نفوقها ، وغالباً ما يكون سبب أمراض الأرانب هو سوء التغذية والرعاية السيئة ، ولعّل أكثر الأمراض التي تصاب بها الأرانب هي أمراض الانتفاخ ، والبرد ، والزكام ، والإسهال ، والعطاس .
تعتبر لحوم الأرانب من أهم أنواع الغذاء الصحى للإنسان ، فهى تعد مصدرا هاما للبروتينات حيث أنها تحتوي على أقل نسبة من الدهون ، و20 % فقط من جسم الأرانب عظام والباقي لحوم ، وللحوم الأرانب فوائد طبيعية وصحية عديدة حيث تتركز قيمتها الغذائية في احتوائها على 20 % بروتينات و4 % دهون ، والكيلو جرام الواحد منها يحتوي على 350 سعرا حراريا ، وهى غنية بالفيتامينات الهامة مثل فيتامين ب 12 بالإضافة إلى النياسين والحديد والسيلينيوم والفسفور وقليل من الصوديوم .
وقد تعددت فوائد تناول لحم الأرانب وفيما يلى إستعراض لبعضها :
غذاء مفيد ومثالي جدا للمرأة الحامل ، والقضاء على السمنة التى أصبحت من أمراض هذا العصر والتى بدأت تظهر فى الأطفال والشباب بشكل ملحوظ نتيجة تناول الأغذية الغير صحية ولكن لحوم الأرانب تحتوي على نسبة عالية من البروتينات ونسبة منخفضة جدا من الدهون بالمقارنة بأنواع اللحوم الأخرى ، وغذاء صحى لمرضى القلب وضغط الدم بسبب خالوها من الكولستيرول واحتوائها على نسبة قليلة جدا من الصوديوم بالإضافة إلى احتوائها على نسب متوازنة من العناصر الغذائية الهامة ، وتحافظ لحوم الأرانب على صحة العظام والأسنان ويرجع ذلك إلى احتوائها على نسبة عالية من عنصر الكالسيوم ، وتحتوي لحوم الأرانب على البوتاسيوم والمغنيسيوم حيث أن لهما فائدة هامة في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي ويقوي الجهاز المناعي ويحمي من السكتة الدماغية ، وتساعد على التخلص من فقر الدم والأنيميا نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من الحديد الهام لتكوين الهيموجلوبين في الدم
وتساعد لحوم الارانب على بناء الأنسجة والعضلات وتقويتها وهذا يرجع لاحتوائها على نسبة من عنصر الفسفور ، وتساعد لحوم الأرانب على زيادة النشاط الذهني لاحتوائها على البوتاسيوم والزنك وغيرها من العناصر المفيدة جدا للجسم ، وتجدر الإشارة إلى أن لحوم الأرانب أصبحت من اكثر اللحوم التي يقبل عليها الأوروبيين في الآونة الأخيرة لقلة احتوائها على الدهون وغناها بالبروتين حيث ثبت أن تناول أرنب واحد يعادل تناول دجاجتين كاملتين في نسبة البروتينات التي يحصل الجسم عليها وبالتالي فقد أصبحت لحوم الأرانب أغلى ثمنا بالمقارنة بكل أنواع اللحوم البيضاء الأخرى .
لذا وجب الإهتمام بتربية الأرانب والحفاظ على صحتها وخلوها من الأمراض التى تؤثر سلبا على سلامتها وصحة الإنسان . وفيما يلى نستعرض بعض الأمراض التى تصيب الأرانب وكيفية السيطرة عليها .
الباستيريلا فى الأرانب
أهم الأمراض التنفسية البكتيرية التى تصيب الأرانب ، وتتسبب الباستيريلا مالتوسيدا فى مرض الزكام . ومن أهم أعراضه سيلان العين والأنف ، العطس ، ، قد يصاب الأرنب بإمالة الرأس بسبب التلف العصبي ، قروح جلد الفراء ، تلبد الفرو
الإلتهاب الشعبى
من أعراضه مخاط في الأنف مصاحب بحشرجة في الصدر
الإلتهاب الرئوى
احد أهم الأمراض التى يعانى منها مربي الأرانب وسببه فيروس يصيب الأرانب ويسبب حالة زكام معدى وهذه العدوى الفيروسية ليست لها قيمة ولكن المشكلة تكمن فى الغزو البكتيرى من بكتريا مثل الباستيريلا مالتوسيدا، البورتيديلا برونكيسبتكا ، دبلوكوكس نيمونى لأماكن الإصابة فى الأغشية التنفسية فإذا لم تعالج يتحول إلى إلتهاب رئوى وتؤدى إلى إلتهابات حادة فى الجهاز التنفسى مع وجود مخاط بالرئة مما يسبب حالات صعوبة التنفس والحشرجة .
الجـــرب
وينتج من الإصابة بطفيل يحفر داخل الجلد يتسبب فى تهيج الجلد وسقوط الشعر فى المناطق المصابة وتتكون القشور وتبدأ الإصابة فى منطقة الرأس والأنف والذقن وحول العين ثم تنتقل إلى الأرجل الأمامية ثم باقى أجزاء الجسم مع ظهور حكة فى الأجزاء المصابة من الجسم ويصاب الأرنب بالهزال ثم يموت.
عدوى السالمونيلا
تتميز بنفوق سريع وإسهال مع انتفاخ في صغار الأرانب من عمر 1 – 3 أشهر وتسبب إجهاض في الحوامل وتنتقل العدوى للإنسان والحيوان .
الإجهاد الحراري
تعتبر الأرانب أكثر الحيوانات عرضة للإجهاد الحراري وذلك عندما ترتفع درجة حرارة الجو حيث أن جهاز التنظيم الحراري بجسم الأرنب يفشل في القيام بدوره فترتفع درجة حرارة جسمه أكثر مما يحتمل بقاءه حيا .
التسمم الدموي الفيروسي
رعشة نتيجة الحمى حيث تصل درجة الحرارة إلى 41.5م ، صعوبة شديدة في التنفس مع نزيف دموي من الأنف مع تشنجات ثم اختناق، شلل في الأطراف ، براز مدمم لمدة 2-3 يوم ثم النفوق .
الكوكسيديا وهى نوعان :
الكوكسيديا الكبدية : حيث تظهر أعراض المرض على شكل اسهال وفقدان للشهية وخشونة الشعر وتأخر فى النمو وتضخم البطن وافراز مخاطى من الفم وعند التشريح يلاحظ تضخم الكبد مع وجود حبوب بيضاء أو حويصلات الكوكسيديا , وتؤدى الى نفوق الأرانب بعد أسبوعين من الاصابة وتصل نسبة النفوق إلى 50%.
الكوكسيديا المعوية : يظهر على الأرانب القلق وتفقد شهيتها مع نقص فى وزن الجسم ويكون هناك اسهال مائى , وقد يكون مدمم أحيانا وكذلك اتنفاخ وزيادة فى افراز اللعاب , وتشريحيا يكون هناك التهابات معوية وتضخم فى جدرانها .
تختلف طرق العلاج من مرض إلى آخر ، فيجب عزل الأرانب المريضة فى بطاريات نظيفة والحصول على مسحات أنفية وعينات دم تحت الإشراف البيطرى للوقوف على سبب المرض ثم إجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية لإختيار أنسبها للعلاج مع عدم الإستخدام العشوائى لمثل هذه المضدات . ورفع مستوى المناعة فى أجسام الأرانب بإستخدام الفيتامينات والتغذية المتوازنة المتكاملة .
طرق السيطرة على بعض أمراض الأرانب :
- عزل الأرانب المريضة بعيدا عن القطيع وعلاجها بالعلاج المناسب أو إعدامها حسب الحالة المرضية
- عزل الأرانب السليمة وفحصها يوميا مع تقديم الغذاء المتوازن لها
- التعرف على سبب العدوى لتجنبه
- الإهتمام بنظافة البطاريات والإستخدام المنتظم للمطهرات المناسبة والتى يجب أن تكون قوية وفعالة
- تطهير البطاريات للتخلص من الميكروبات الضارة بإستخدام المطهرات الكيميائية والتى تقضى على الفيروسات مثل : الفورمالدهيد – الكلور – اليود – مركبات رباعى الألومنيوم
- اتباع الطرق الصحية لمنع تلوث الماء والغذاء
- إتباع بروتوكول التحصينات للأرانب بصورة منتظمة
- تجنب التعرض المفاجئ للتيارات الهوائية
إعداد د/ رانيا حامد عبد الجواد -باحث أول بقسم بحوث الميكوبلازما – معهد بحوث الصحة الحيوانية – الدقى – مركز البحوث الزراعية – مصر