عادل أبو بكر عثمان يكتب : التكامل الزراعي بين القطرين الشقيقين مصر و السودان
فشلت حكومة البلدين في تحقيق هذا الحلم الذي يطمح ابناء وادي النيل الشرفاء بان يتحقق ولكن تلك السياسات حالت دون ذلك منذ الاستقلال بل زرعت الفتن والدغائن الكيدية للتفرقة وعدم التكامل ، وللأسف هذه السياسات عملت جاهدة علي عدم تحقيق منفعة واحدة تخدم البلدين وكانت النظرة تحت ارجلنا فقط ونسينا البعد الاستراتيجي..
نعم هذا البعد من أسبابه انفصال جنوب السودان ، وبناء سد النهضة الاثيوبي وما هو قادم ليس مبشرا بالخير في ظل التغيرات الدولية التي تطرأ من حولنا وللإسف مصر والسودان لم يستطيعا ادارة الملف بصورة جيدة علما بأن الدول العظمي تختلف سياسيا وايديولوجيا ورغم ذلك نجد شراكة ذكية اقتصادية ذات منفعة متبادلة .. أين نحن من هؤلاء ؟
السودان زاخر بالموارد الطبيعية
أراضي شاسعة خصبة تصلح لزراعة جميع المحاصيل، مصادر مياه عذبة متوفرة طيلة العام، تعدد المناخات، ثروة حيوانية ضخمة، معادن، غابات، سياحة .. الخ ولكنه فقيرا ويعاني شعبه من غلاء اسعار الخضروات والفواكهة ولا يستطيع توفير شراء بواخر القمح لياكل الشعب السوداني وتجد طوابير الرغيف تمتد لكيلو ميترات طلبا للقمة العيش وهذا يدل علي فشلنا الزريع منذ ان نال السودان استقلاله في التقدم خطوة واحدة نحو النهضة الزراعية ونواجه سياسات حكومية خرقاء ادت الي انهيار القطاع الزراعي
ملايين الأفدنة الزراعية والأراضي الشاسعة بور لم يتم زراعتها والسبب كل والي ولاية في انتظار مستثمر يأتي ليدفع ملايين الدولارات لمنحه اراض زراعية فشل زريع في سياسات البنك الزراعي السوداني جميع الحكومات السابقة تفكر بالثراء السريع التجارة والصناعة والتعدين في حين ان اساس الاقتصاد السوداني هو الزراعة والثروة الحيوانية لم يفكر احد جديا في نهضة هذا القطاع الحيوي بفتح ابواب الاستثمار الزراعي علي المستوي المحلي والعالمي ومنح اراض بمساحات محددة بدون مقابل او بسعر رمزي لجدية الزراعة .
لماذا لا يصدر قرار باعفاء جميع المدخلات الزراعية (جرارات،الآت، تقاوي ،اسمدة الخ..)من الجمارك والرسوم الادارية اعفاء المزارعين من الضرائب والزكاة وجميع الرسوم الادارية كل تلك الاعفاءات سوف تستردها الحكومة مرة اخري وبصورة غير مباشرة من عائد التصدير ووفرة الغذاء سوف يصبح السودان بلدا زراعيا بالدرجة الاولي و الاستفادة من الخبرات المصرية في مشروع شباب الخريجين
مصر تتفوق على السودان بالخبرات التراكمية الكبيرة، ومهارة الأيادي العاملة في الزراعة للاسف انكماش الدور المصري في الفترة الماضية وعدم التفكير خارج الصندوق تسبب في اثار سالبة كثير علي المستوي الحكومي والافراد ورجال الأعمال ، اعتقد هناك فرص جيدة بعيدة عن السياسة يمكن أن تتحقق في السودان بالاستثمار في مجال البذور والتقاوي بكافة انواعها والزراعة بكافة اشكالها وتصديرها للدول الخليجية والاوروبية لكن تلك الارادة تطلب تغيير في السياسات السودانية وانفتاح ورغبة لدي المصريين.
لا بد من توافق وتعاون بين وزارة الزراعة المصرية ووزارة الزراعة والغابات ووزارة الثروة الحيوانية بالسودان والاستفادة المشتركة والمتبادلة بين الخبرات وتكامل البحوث وان يلعب الحجر الزراعي دورا محوريا في تصدير واستيراد المنتجات الزراعية بين البلدين وتقديم المشورة والنصح علي تطوير البلد زراعيا وبكل شفافية.
الأشقاء المصريين الذين يفنون شبابهم في خدمة بعض الدول لو بذلوا مجهود بسيط في السودان سوف يكون الناتج الزراعي كبير وخير وفير للمستثمرين المصريين ورخاء وهنا للشعب السوداني نأمل أن لا تكون حكوماتنا وشعوبنا صم وبكم وعمي أفلا يبصرون.. ودمتم