خبير : مطلوب تغيير جذرى فى سياسات الزراعة للنجاة من الوضع الكارثى المتوقع للأمن الغذائى
أكد خبير الاقتصاد الزراعى الدكتور جمال صيام الاستاذ بجامعة القاهرة وجود ثلاثة أسباب وراء وضع الأمن الغذائى الغير أمن لمصر وهي محدودية موارد إنتاج الغذاء وبالتحديد المياه والأرض ، بجانب السياسات الاقتصادية والزراعية الفاشلة والزيادة السكانية.. مشيرا إلى أن هذه الأسباب نفسها عبر الزمن سوف تؤدى إلى مزيد من التدني في معدلات الاكتفاء الذاتي في الغذاء.
وقال الدكتور “صيام ” فى تصريحات لـ “بوابة الزراعة ” أن مصر تستورد كافة السلع الغذائية الأساسية وعلى رأسها الحبوب وزيوت الطعام والسكر فضلا عن البقوليات الجافة واللحوم الحمراء والألبان والأسماك ، مشيرا إلى أن معدلات الاكتفاء الذاتي تنخفض في الحبوب وزيوت الطعام والبقوليات الجافة إلى مستويات تنطوى على مخاطر كبيرة.
وأوضح الدكتور جمال صيام أن معدل الاكتفاء الذاتي لمصر في الوضع الراهن يبلغ نحو 40% ، ويبلغ معدل الاعتماد الغذائي 60%، مشيرا إلى انه حتى مع افتراض بقاء الموارد المائية والأرضية على ماهى عليه مستقبلا ، وهو أمر مشكوك فيه بالنسبة للمياه في ظل السدود الإثيوبية والتغيرات المناخية ، سوف تتدهور معدلات الاكتفاء الذاتي في الغذاء بسبب الزيادة السكانية من خلال أثرها المزدوج ، الأول تخفيض المياه المتاحة للزراعة ومن ثم تخفيض إنتاج الغذاء ، الثانى زيادة استهلاك الغذاء
وشدد الدكتور “صيام ” على أنه يبقى العامل الوحيد الذى يمكن التعويل عليه في إيقاف هذا التدهور على الأقل خلال العقدين القادمين هو السياسات الاقتصادية والزراعية.. مؤكدا على أن المقصود هنا هو إحداث تغيير جذرى في السياسات التي جرى تبنيها على مدى العقود الستة الماضية والتي همشت القطاع الزراعى تاريخيا في الاستثمار والمؤسسات والبحوث والتطوير والخدمات .
كما شدد الدكتور جمال صيام على أن تنفيذ ما سبق فيما يخص السياسات يعد هو الخيار الوحيد المتاح لصانع القرار المصرى بصدد مواجهة المخاطر المستقبلية فيما يتعلق بالغذاء ، وأن تخليه عن هذا الخيار سوف يتمخض عنه أوضاع كارثية على صعيد الأمن الغذائي الخارجي بوجه خاص والأمن الغذائي بوجه عام.