أخبارمقالات

الدكتور إسماعيل صبرى يكتب : مع كورونا نحن أمام كارثة بشعة ومدمرة

يبدو أن جائحة وباء كورونا لم تبلغ ذروة انتشارها بعد كما سبق وأن اوهمونا ولتبدا بعدها في التراجع والانحسار والتلاشي ليلتقط العالم أنفاسه ويهدا.. فالوباء ما يزال يضرب بعنف شديد معظم دول العالم حتي صرنا امام ملايين الضحايا والمصابين،. والحبل على الجرار كما يقولون..

عجز العالم رغم الطفرة العلمية المذهلة التي حققها في مجال البحوث الطبية و الدوائية والبيولوجية عن إيجاد الامصال واللقاحات والمضادات الحيوية القادرة علي كبح جماح هذا الفيروس القاتل او تهبيط معدل انتشاره أو حتي التخفيف من اعراضه ووقف مضاعفاته.. بل عجز هذا التقدم الذي تصورنا ان بإمكانه تحقيق المعجزات او قهر المستحيل عن تقديم رسالة تطمين للعالم بأن هذه الموجة القاتلة من فيروس كورونا في طريقها الي الزوال.. ما زلنا في دائرة الامنيات بعيدا عن الواقع وصدماته وأحواله الصعبة.

والان يبدو واضحا ان الدمار الاقتصادي الشنيع الذي أحدثه هذا الوباء لمعظم دول العالم سوف يتزايد ويأخذ ابعادا أكبر واخطر على كل مستوي وفي كافة مجالات الحياة وسوف يفرض علي كل الشعوب والمجتمعات خيارات قاسية ومؤلمة لم تكن واردة في بال او حتى في خيال احد.. فكل شيئ في العالم يتغير ليس للأفضل وإنما للأسوأ..

سوف تطول عزلتنا الإجبارية التي فرضها علينا هذا الفيروس الشرس المتربص بنا ،. وسوف يظل الكثير من المرافق الحياتية والتعليمية والخدمية والمجتمعية متوقفة عن مزاولة أنشطتها المعتادة الي ان تتعافي وتعود إلى سابق عهدها من جديد.. أما متى فهو احتمال ما يزال في علم الغيب.

وهنا اقول وقد اكون مخطئا في ظني ان كل ما اضعنا وقتنا فيه طيلة الشهرين الماضيين من تحليلات لم تترك مجالا واحدا الا وتطرقت اليه عن عالم ما بعد كورونا وبخاصة في العلاقات الدولية والإنسانية والاجتماعية يبدو لنا وكأنه كان نوعا من الحرث في الماء.. فعالم ما بعد زوال جائحة كورونا سوف لن يسمح بمثل هذا الترف ولا سوف يتيح الوقت الذي يسمح بإعادة تخطيط أحوال وعلاقات العالم على نحو ما يتبادر إلي خيالنا الان وإنما سيكون عالما اخر مليئا بالاحزان والالام و المخاوف و الهواجس والأخطار والتحديات فما حدث مع كورونا يمكن أن يتكرر ليضرب عالمنا من جديد وربما بقسوة اكبر وبعنف أشد.

نحن مع كورونا امام كارثة بشعة ومدمرة ولسنا امام محنة عابرة كما قد نتصور. وبين الكارثة المدمرة والمحنة العابرة فارق نوعي كبير. أما عن السر في كل هذا الذي يحدث ووصل بنا إلى هذا الحال من البؤس والهلع والدمار فإن العلم فيه يبقى أولا واخيرا عند الله..





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى