الدكتورة رشا محسن تكتب : الالتهاب المعوي النخري في الدجاج ومقاومتها للمضادات الحيويه
الالتهاب المعوي النخري (الكلوستريديا بيرفرنجيز) في الدجاج ومقاومتها للمضادات الحيويه
تعد اللحوم البيضاء أحد مصادر البروتين الأكثر شعبية لدى المصريين وحيث ان مصر تمتلك صناعه دواجن عملاقه بلغت حد الاستثمارات بها مليارات الجنيهات . و حيث تتعدد الشكاوى الحقلية من المربيين بحدوث أعراض مرضية و خسائر اقتصادية تتشابه فيها الأعراض مع التعقيدات المرضية االناجمة عن الأصابة بالكولستيريديا المنتمية لعائلة العصيات اللاهوائيه موجبة الصبغة.
في البدايه يجب ان نتعرف علي اهم الامراض التي تسببها الاصابه بالكلوستيريدا في الدواجن وهي تنحصر في اربعه امراض وهي الالتهاب المعوي الناخر ويسببه الكلوستيريديا بيرفينجيز والتهاب الامعاء التقرحي ويسببه الكلوستريديا كولينيم ويصيب السمان اساسا ويسمي مرض السمان و الالتهاب الجلدي الغرغريني و البوتيوليزم و المسبب فيه هي الكلوسيريديا بوتيولينم
يعتبر ميكروب الكلوستيرديم بيرفرنجيز المسبب الرئيسى لمرض التنكرز المعوي ذو الأهمية الأقتصادية بصناعة الدواجن حيث انه يعد واحد من اخطر الامراض البكتيريه التي تصيب الدجاج (خاصه بداري التسمين ) حيث تترواح نسبه النفوق من 5-50% من القطيع وانخفاض معدل النمو ومعدل التحويل الغذائي . كما ان اهميه الاصابه بالكلوستيرديم بيرفرنجيز لا يقتصر علي الدواجن فقط ولكنها ترجع ايضا اهميتها بافراز السموم التي تنتقل الي الانسان عن طريق الغذاء مسببه له الامراض .
ميكروب الكلوستريديا هو ميكروب عصوي لا هوائي gram +)) كبير الحجم يصل الي 1× 2 مليميتر وتتميز ميكروبات الكلوستريديا بانها تكون سموم داخليه وخارجيه وهذه السموم التي يميز ضراوه الميكروب و معظم افراده تكون بوغات (Spores) مقاومه للعوامل الجويه هذا الميكروب موجود بصوره طبيعيه داخل امعاء الطائر ولكن بصوره غير ممرضه ويفرز مع الزرق ليلوث الفرشه وبقايا العلائق المتناثره حيث يتكاثر واذا كانت التهويه بالعنبر سيئه فان الاكسجين يقل ويزداد تكاثر الميكروب وتزداد ضراوته . وايضا عند تعرض الطائر لعوامل مضعفه (مثل تغيير العليقه او الاصابه بالكوكسيديا و درجات الحراره وبعد التحصينات )يتحول الميكروب الي الصوره المرضيه ويفرز انواع من السموم بكميات كبيره تكفي لنخر الامعاء وتبدا اعراض الاصابه بالمرض في الظهور.
من النقاط الهامه التي يجب ان تضع في الاعتبار هو التطهير الجيد للعنبر عند حدوث اصابه لان من الحتمي ظهور المرض في الدوره التاليه لقدره الميكروب علي تكوين حويصلات في الفرشه لها القدره علي مقاومه المطهرات .
يصاب الطائر في عمر 2-7 اسابيع وخصوصا في بداري التسمين لانها تربي علي الارض ويزداد ظهوره في العنابر سيئه التهويه وفتره حضانه المرض تكون من 1-6 ايام .
الاعراض :
نجد انخفاض حيويه الطيور المصابه وامتناعها عن الطعام وانتفاش الريش وعدم القدره علي الحركه مع وجود اسهالات داكنه اللون وحدوث جفاف ويزداد النفوق اليومي كما ان المرض يستمر في القطيع لفتره طويله طالما الاجراءات العلاجيه لم تتخذ حيث ينخفض الوزن بمعدل 20-30% عن باقي الطيور.
الصفه التشريحيه:
تتركز الاعراض التشريحيه في الامعاء حيث نجد تضخم في جدران الامعاء وخصوصا في الجزء الاوسط السفلي والاوسط مع وجود مناطق بها نخر شديد ويرجع ذلك لان الميكروب ينفذ الي الطبقات السفليه من الامعاء (وجود تشققات عميقه) وانتفاخ الاعورين كما ان الامعاء تحتوي علي مخلفات دمويه متساقطه كريهه الرائحه.
يجب ان نضع في الاعتبار عند التشخيص والتشخيص المقارن التفريق بين الاصابه بالكلوستيدريا والكوكسيديا وخاصه الايميريا بروتني ويتم ذلك بالفحص الميكروسكوبي باخد عينات من المناطق المصابه بالامعاء واذا اتضح بالفحص الميكروسكوبي عدم وجود اصابه بالكوكسيديا تؤخذ مسحات من سطح الامعاء وتصبغ بصبغه الجرام فنري اعداد كبيره من البكتريا عصويه ايجابيه لصبغه الجرام .
الوقايه والعلاج من المرض :
يجب مراعاه التهويه السليمه للعنابر المفتوحه مع مراعاه الا تقل مساحه الشبابيك عن 25% من مساحه الارضيه وان يكون جو العنبر خاليا من الغبار . كما يفضل تركيب مراوح شفاطه لسحب هواء العنبر وابداله بهواء نظيف . اما بالنسبه للعنابر المقفوله يجب التاكد من انتظام اجهزه التحكم في الهواء البارد والساخن .
يجب تجنب الاصابه بالكوكسيديا والعمل علي سرعه علاجها حتي لا تكون عاملا مؤثرا في زياده نشاط الكلوستريديا . يجب ازاله العلائق المقدمه المتساقطه علي الفرشه لانها تتعرض لتبرز الطيور المصابه . بالاضافه الي تجنب زياده نسبه البروتين في العليقه . وفحص العلائق المقدمه للطيور معمليا للتاكد من خلوها من الكلوستيريديا
كما سبق ان اكدنا علي اهميه تطهير العنابر بعد كل دوره بالمطهرات مثل الفورمالين 2-5% او الايودوفور بمعدل 1-2% .
كما ظهر في الاونه الاخيره استخدام البروبيتك والبربيوتك كاضافات في العليقه للوقايه من الاصابه بالكلوستيريديا .
من اهم المضادات الحيويه التي اثبتت اختبارات الحساسيه تاثيرها علي ميكروب الكلوستريديم هي الاموكسيسيلن والامبسلين كما يستخدم الزنك باستراسين بمعدل 200-500 جرام من الماده الفعاله/ طن عليقه والكلورتتراسيكيلن في مياه الشرب في العليقه بمعدل 200-400 جرام ماده فعاله / طن عليقه . مع العلم انه يفضل اجراء اختبار الحساسيه للوقوف علي اختيار المضاد الحيوي المناسب .
رشا محسن عزيز أحمد – باحث اول – معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل المنصورة – مركز البحوث الزراعية – مصر