أخباررئيسيمجتمع الزراعةمشروعكمنوعات

الدكتورة نجلاء فتحى تكتب : الصحة الواحدة

الصحة الواحدة هو نهج لتصميم و تنفيذ البرامج و السياسات و التشريعات و البحوث التى تتواصل فيها قطاعات متعددة (وزارة الصحة ، الخدمات البيطرية ، وزارة البيئة) و تعمل معاً من اجل تحقيق حصائل أفضل فى مجال الصحة العمومية و تشتمل مجالات العمل التى يتعلق بها بشكل خاص نهج

” الصحة الواحدة ” على سلامة الاغذية و مكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ
(الأمراض التى يمكن ان تنتشر فيما بين الحيوان والإنسان مثل الأنفلوانزا و السارس و الكورنا و داء الكلب و حمى الوادى المتصدع ) .
ومكافحة ظاهرة مقاومة بعض المضادات الحيوية عندما تتطور و تتحور البكتريا بعد تعرضها للمضادات الحيوية و تزداد صعوبة معالجتها .إن كثير من الجراثيم ذاتها تصيب عدواها الانسان و الحيوان على حد سواء حيث يشتركان فى النظم الإيكولوجية التى يعيشان فيها ، ولا يمكن أن تؤدى الجهود المبذولة من جانب قطاع واحد بمفرده إلى الحيلولة دون حدوث المشاكل أو التخلص منها .

فالمعلومات الخاصة بفيروسات الأنفلونزا التى تنتشر لدى الحيوانات لها أهمية حاسمة فى اختيار الفيروسات الخاصة باللقاحات البشرية المضادة لحوائج الأنفلونزا المحتملة ، و من الممكن أن تنتقل الجراثيم المقاومة للأدوية فيما بين الحيوانات و البشر من خلال المخالطة المباشرة بين الانسان و الحيوان أو من خلال اللعاب الملوث ومن ثم يقتضى الأمر اتباع نهج جيد التنسيق بين القطاعات الصحية المعنية بصحة الإنسان و الحيوان من أجل إحتواء المشكلة بفاعلية

و من هنا فقد حرصت دائماً وزارة الزراعة المصرية متمثلة فى مركز البحوث الزراعية على العمل يداً بيد مع وزارة الصحة المصرية لإحتواء اى أمراض أو أوبئة ناشئة عن اى ميكورب معدى يكون مشترك بين الحيوان والإنسان و وقفت بكل طاقتها و طاقمها و معاهدها البحثية و على رأسهم معهد بحوث الصحة الحيوانية لتظافر الجهود لدعم نموذج الصلة بالخبرات المتنوعة و العاملين فى شتى القطاعات من قبل الصحة العمومية و صحة الحيوان و صحة النبات و البيئة و لإكتشاف فاشيات الأمراض الحيوانية المنشأ و المشكلات المتعلقة بسلامة الأغذية و الإستجابة لها و الوقاية منها على نحو فعال و ينبغي تبادل البيانات الوبائية و المعلومات المختبرية فيما بين القطاعات.

و ينبغى تنفيذ استجابات مشتركة فى مواجهة التهديدات الصحية من جانب المسئوولين الحكومين والباحثين و العاملين عبر شتى القطاعات و هذا ما توصى به و تنتهجه دائماً وزارة الزراعة و معهد بحوث الصحة الحيوانية من أجل حياة أفضل للبشر و تنمية عالية و زيادة فى الثروة الحيوانية .
وقد أكد الأستاذ الدكتور  ممتاز شاهين مدير معهد بحوث صحة الحيوان أن المعهد يقع على عاتقه مسئولية حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية والوافدة علاوة على حماية الصحة العامة من مخاطر الأمراض المشتركة وحماية البيئة من التلوث بالمسببات المرضية بالإضافة إلى دوره فى النهوض وتطوير البحث العلمى لتنمية الثروة الحيوانية .


د/نجلاء فتحى حلمى الشب – معهد بحوث االصحة الحيوانية – المعمل الفرعى طنطا – مركز البحوث الزراعية – مصر

 

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى