الكورونا فيرس مميت بحق نفسيا قبل أن يكون صحيا .. كشفت الكورونا عن الوجه الحقيقي للأسر و اخفقت الاداعاءات الكاذبه
نادت جميع الحكومات بالتباعد الإجتماعى و بدأت فى إتخاذ تطبيق الحظر و الذى و بشكل مغاير أدى الى التقارب الاسري و من هنا بدأت تسقط الأقنعه !!!
ست البيت المصريه طالما اشتكت من عدم تواجد الزوج فى البيت و انها مفتتقداه فعلا و تحلم باللحظه التى يقضى معها ساعه واحده بالبيت بعيد عن الشغل لتسترجع الذكريات و اللحظات بل ليتوفر لها وقتا تعيد صياغة الحياه بأكملها هى و الزوج و الأبناء … الرجل المصرى دائما و أبدا يشتكى من ضغوط الشغل و زحمة المواصلات و كثيرا ما يبحث عن العمل فى احدى المصالح الحكوميه السبت اجازة من العمل فيها ليجمع بين الجمعه و السبت , كان مطلب حقيقي بالنسبه له.
الابناء يكرروا “نفسنا نقعد” معاك يا بابا نحكى لك و نقولك على مشاكلنا بس عارفين انه ليس لديك الوقت !! وجاءت الكورونا لتضع كل واحد أمام نفسه و يظهر الوجه الحقيقي و يسقط قناع المظلوم المهضوم حقه و لينتصر الوقت على هذه الادعاءات مع قرار رئاسة الوزراء بالعمل بالتبادل طوال ايام الاسبوع
و مع غلق جميع المحلات و الكافيهات و خلافه نهاية كل شيء تبدأ فى الثامنه مساءا و أيام البقاء فى البيت زادت و لكن للغرابه بدأت المشاحانات و الشكاوى و تكرار جملة ( امتى ينزل ؟؟ و استرجاع المثل الشعبي الفظيع == عذرا على استحدامه – جنازة بتار و لا قعاد الراجل فى الدار !! يا ترى ليه لو سألنا نفسنا ايه السبب ؟؟ هى دى نفس السيده التى طالما اشتكت من عدم وجود الراجل فى البيت و هوده آدم الذى تمنى حضن اولاده و الدفء العائلى مااذا حدث ؟؟؟
الموضوع ببساطه بعيد عن اننا شعب بيموت في انه يظهر بمظهر الضحيه و المظلوم دائما وجود آدم فى البيت لمدة ليست بالقليله كشفت عن كل تصرفات حواء الغير مرضيه بالنسبه له على سبيل المثال مكالمه تليفونيه تزيد عن الساعه بالموبيل فيرد ببساطه و بتقولى ممش عارفه رصيدك بيروح فين؟؟ الولاد بيخلصوه ؟؟ كده الولاد فعلا ؟؟ يتلوها مكالمه بالتليفون الارضي من الام او الاخت و نبدأ في سرد احداثث اليوم كله منذ الاستيقاظ حتى لحظة المكالمه و يتبعها رنة جرس الباب هذه هى فلانه جارتنا تسأل عن شيء ما و يبدأ حوار بمدخل الشقه يتبادلون كل شىء و يتطرق الحوار الى اخبار الكورونا و يأتى مشهد آخر و هو الأبناء فى وجود الأب و هما بيلعبوا ع النت و إذا بالأب يصرخ بعلو الصوت بتقولوا ايه الاسلوب ده؟؟ ايه الالفاظ دى ؟؟ و ينادى مصرخا تعالى يا هانم شوفى ولادك بيقولوا ايه ؟؟ و الابناء قد اصابتهم حالة من الذعر و الهلع خوفا من الأب و الطاامة الكبرى بمجىء الأم هو اعتراضها الشديد على الأب و قولها مصرخه ايه ؟ فى ايه ؟؟ رعبت الولاد هى دى طريقة التربيه بتاعك ؟؟ هو ده الوقت ال بتقعد فيه معانا !! دون توجيه اى لوم للابناء على الاسلوب كل ما تفعله تتأمرهم بالخزل لغرفتهم لتدااارى جريمتها الشنعاء إن صح التعبير… و يبدأ الحساب بين الزوجين و قد يتطرق الى حالات من الندم على سوء الإختيار من الجانبين الله يسامحك يا كورونا بجد كشفتينا و عجبي !!
يا ريت نخلع ثوب الملايكه ال بنتجمل بيه و نسيب دور المظلوم ال بنعيشه و نبعد خاالص عن ندب الحظ و استخدام جملة لو … لكنا فعلنا هذا و ذاك… يا ريت نعيش بوجه واحد و بدون اقنعه مزيفه ..
يا ريت كل واحد يحاسب نفسه و يراجع نفسه فى جميع تصرفاته و يكون فعلا لديه الرغبه فى التغيير صدقونى هو فعلا صعب لكن ليس مستحيل .. تعالوا نخرج من الأزمه بدون أزمه لان الأزمه الحقيقيه فينا إحنا بجد !! الانسان و ليس الظروف فنحن من نصنع الظروف
تحياتى الى فيرس كورونا
دكتوره فيروز ابوعمر – مدرب التنميه البشريه بجامعة الدول العربيه