الدكتورة فريدة حسن تكتب : إستخدام محفزات المناعة لزيادة الاستجابة المناعية فى الدواجن

تمثل صناعة الدواجن فى مصر اهمية اقتصادية كبيرة حيث أن الدواجن تعد من المصادرالأساسية للبروتين الهامة للمواطن المصرى و تأتى اهميتها ايضا لرخص ثمنها مقارنة بانواع البروتينات الأخرى. و على الرغم من الأنتشار الواسع ونجاح هذه الصناعة فى مصرفإن قطعان الدواجن قد تتعرض للعديد من الامراض التى تسبب خسائر مادية كبيرة للمربين.

و من هنا تأتى أهمية الجهاز المناعي في الدواجن فهو يمثل الحاجز الأساسي لصد الأمراض الفيروسية والبكتيرية بالإضافة إلي دوره المهم فى زيادة الإستجابات المناعية للتحصينات الدورية التي تحصن بها الدواجن
و تقسم الاستجابة المناعية  الى نوعين الفطريه و المكتسبة .

الاستجابة المناعية الفطرية(Innate immune response)      

يطلق علىها ايضا المناعه الفطرية او غير النوعية و تنتقل من الاباء الى الاجيال الجديدة و تعتبر خط الدفاع الاول ضد مسببات الامراض و هي تفتقر إلى النوعيه اى ان كل خلاياها المناعيه و كذلك المواد المفرزة منها تحمي ضد انواع متعدده من العوامل المرضيه. ويمكنها ان تميز بين ماهو ذاتي او غريب عن الجسم.

وتشمل الاستجابة الفطرية علي :

الوسائل الاوليه التي يدافع بها الجسم لمواجهة الاصابه بالامراض مثل الجلد و خلايا الاغشيه المخاطيه وافرازاتها  في الجهاز التنفسى و الهضمى و التناسلى .

افرازات بيوكيميائيه وتشمل العديد من المواد و المركبات مثل الليزوزيم (lysozyme) و منها ايضا بروتينات الدم مثل المتمم (Complement System) و كذلك الانترفيرون (Interferons)

الليزوزيم : يعتبر من المركبات الحيويه الاساسية في المناعة الفطرية و هو يتركب من 1,4,b-N-acetyl muramidase وله دور هام كمضاد طبيعي للبكتريا في داخل الجسم حيث انه يستطيع تكسير مركب البيبتيدوجليكين (peptidoglycan component) في الجدارالخارجى للبكتريا عن طريق التاثير على الرابطه الجليكوسيديه فيه.

الانترفيرون: هو نوع من السيتوكينات الهام جدا في الدفاع ضد الفيروسات ويفرز من خلايا التاء اللمفاوية المنشطة و خلايا البلعمات الكبيرة وكذلك من خلايا الجسم المصابة بالفيروسات و له دور فعال في وقف انتشار الفيروسات من خلية الى اخرى حيث انه يقلل من تكاثر الفيروسات داخل الخلية .

المتمم (Complement system): هوجزء ضرورى من طرق دفاع الجسم ضد الجرثومات المختلفة و يتكون من عدد من بروتينات بلازما الدم .و ينتج عن تنشيط جهاز المتمم انتاج سلسله من البروتينات، بعض هذه البروتينات تتحد مع البكتريا و تسبب موتها او تحفز ابتلاعها من قبل  خلايا البلعمات و تحطيمها.
و هناك مسارين شائعين لتنشيط المتمم ،  الطريقه الأولى وهى الكلاسيكيه و الطريقه الثانية و هي الطريقه المغايره. في الطريقه الكلاسيكيه يتم تنشيط المتمم بواسطة الاجسام المناعيه المتحده على سطح الجراثيم و يؤدى الى تحطيمها . بينما فى الطريقه الثانيه المغايرة  يحدث تنشيط المتمم ذاتيا عن طريق اتصاله مع جدار الجراثيم ثم تحطيمها.

الخلايا البلعميه  (Phagocytic cells)  : والتى تتمتع بخاصية البلعمه اي القابليه على التهام و إزالة العوامل المرضيه ومن أمثلتها خلايا البلعمات الكبيره (Macrophages)  و النيوتروفيل (Neutrophils) و الخلايا القاتله الطبيعيه ( Natural Killer Cells).

رد الفعل الالتهابى أو الالتهاب (Inflammation) : وهويحدث نتيجة لتلوث أو تهتك أنسجة الجسم كرد فعل مناعي و يتم اثناء الالتهاب  توظيف عدد متنوع من الخلايا والجسيمات المناعية وإرسالها إلى مكان الإصابة.

الاستجابة المناعيه المكتسبه (Adaptive immune response) 

يبدأ الجسم بتكوين الاستجابة المناعيه المكتسبه أو النوعيه بعد دخول العوامل المرضيه التي لم تستبعد و لم يتم القضاء عليها بواسطة  الحواجز الفيزيائيه و الكيميائية و وسائل الدفاع الفطريه. وتبدأ المناعه المكتسبه بالكشف على معالم او صورة الجزيئات المستهدفه الموجوده على سطح العوامل المرضيه، و يتبعها سلسله من الامور لإزاله العوامل المرضيه و احداث حمايه مستقبليه او ذاكرة مناعية في حالة دخول نفس العامل المرضي مرة اخرى. المناعه المكتسبه هي عالية النوعيه و التخصص للعامل المرضي الذي حفز تكونها، بينما المناعه الفطريه غير متخصصة.

الاستجابة المناعية المكتسبة تشمل  المناعه الفعاله  (Active immunization) و المناعه المنفعله او السلبية (Passive immunization)

المناعه الفعاله: هي المناعه التي يكونها الدجاج عن طريق تعرضها للمسببات المرضيه من خلال الاصابه بها او من خلال التحصينات المختلفة و هذه المناعه يمكن تقسييمها الى المناعه الخلطيهHumoral immune response  و المناعه الخلويه Cell-mediated immune response

و المناعه المنفعله او السلبية :هى المناعة التي تنتقل من الام (Maternal immunity) الى الكتاكيت  في وقت الفقس ، و التي توفر حمايه ضد مسببات مرضيه متعددة كانت قد طعمت الامهات بها او تعرضت لها خلال حياتها.

من الخلايا التى تساهم فى المناعه المكتسبه  الخلايا اللمفاويه البائيه و التائيه  و خلايا البلعمات العملاقه. و تلعب الخلايا التائيه دورا أساسيا في تكوين المناعه الخلويه cell-mediated immune response ، وايضا لها القابليه على التعرف على المستضدات الغريبه (انتيجينات) بعد ان تتعامل معها و تفتتها الخلايا الخاصه(البلعمات الكبيره و خلايا دندريتك (Dendritic cells) و الخلايا البائيه. هذه الخلايا تكسر المستضدات المعقده الى قطع صغيره  و تقدمها للخلايا اللمفاويه التائيه.

معظم المسببات المرضيه تحفز النوعين من المناعه، الخلويه و الخلطيه و لكن واحده من هذه المناعتين هي  الاكثر اهميه في الدفاع و الحمايه من الاخرى اعتمادا على نوع العامل المرضي

فالجهاز المناعي كأي جهـاز فـي جسـم الطـائر عرضـه للأمـراض وعوامـل  الإجهــاد فإذا مــا تلــف الجهــاز المنــاعي فــان المقاومـة الطبيعيـة للطـائرو الاستجابة لعمليات التحصين ستضعف.

ومن اهم العوامل التي تسبب ضعف المناعة: هى ضعف المناعة الأمية للطائر و الذى يجعله معرضا للعدوى في الأسابيع الأولى من عمره و فى اثناء فترة التربية يتعرض الطائر لعوامل كثيرة قد تؤثر بالسلب على الجهــاز المنــاعي وتقلل كفاءته.

و من هذه العوامل تعرض الطيور للعدوى بعترات شديدة الضراوة من الفيروسات أو البكتريا. كذلك الإصابة بأمراض مثبطة للمناعة و التى تؤثر على تكوين المناعة ضد أمراض أخرى مهما تم تحصينها باللقاحات المختلفة و أهم هذه الأمراض : الجامبورو و الليكوزيس و المارك و أنيميا الطيور والنيوكاسل و الأنفلونزا والإصابة بالسموم الفطرية  مثل الأفلاتوكسين . و الإستخدام المفرط للمضادات الحيوية.  بالإضافة الى الظروف البيئية الغير المناسبة التى تمثل اجهاد للطيور و منها الزحام الشديد و الحرارة الزائدة أو البرد الشديد و زيادة الرطوبة وكذلك الغذاء الغيرمتوازن و الذى قد يسبب ضعف في الاستجابة المناعية للدواجن  وخاصة عندما  يفتقر الى النسب الموصى بها من البروتين والفيتامينات و الاملاح المعدنية الاساسية.

المحفزات المناعية:

من الضرورى استخدام منشطات أو محفزات المناعة لرفع كفاءة الجهاز المناعى للطيور لحمايتها من الأمراض والتصدى لها.

ومن امثله محفزات او منشطات المناعة:   

الفيتامينات : و تنقسم الى فيتامينات ذائبة فى الدهون و هى أ ، د، هـ ، ك. و فيتامينات ذائبة فى الماء مثل ثيامين ، كولين، بيوتين، بانتوثينيك ، فوليك ، نياسين ، بيريدوكسي ،ريبوفلافين ، ب 12

. العناصر المعدنية:  مثل السيلينيوم و الزنك

بعض المواد التى تستخدم ايضا كمضادات للأكسدة (antioxidant substances)   و كمحفز او منشط مناعى مثل : البيتاجلوكان β–Glucans  والمنان أوليجو سكاريد Mannan oligosaccharides و الكيتوزان Chitosan المستخلص من قشور القشريات البحرية

بعض الأعشاب الطبية مثل حبة البركة   Nigella sativa  والثوم Allium sativa   ونبات الإكينيسياEchinacea purpurea  ونبات الينسون النجمىIllicium verum  . ونبات الريحان Ocimum basillicum

الطحالب : من انواع الطحالب المعروفه السبيرولينا Spirulina

و تتميز السبيرولنا انها تحتوى على نسبة عالية من البروتينات ولهذا تستعمل لعلاج سوء التغذية ، وايضا بفضل احتوائها على نسبة عالية من مضادات الاكسدة  (Antioxidants)مثل الاحماض الفينولية و بعض الفيتامينات والمعادن و عدد كبير من الصبغيات المهمة مثل: الكلوروفيل والبيتا كاروتين و الفيكوسيانين التى تساعد على حماية الجسم و يتم استخدام تلك الطحالب لعلاج و تنشيط الوظائف المناعية.

 د. فريدة حسن محمد – باحث بقسم المناعة. معهد صحة الحيوان – الدقى – مركز البحوث الزراعية- مصر