الدكتورة إيمان الشربينى تكتب: بكتريا الإيروموناس فى مزارع الاسماك..المخاطر وطرق الوقايه والعلاج
التسمم الدموى ببكتريا الإيروموناس المشكله المتجدده فى مزارع الاسماك (المخاطر وطرق الوقايه العلاج)
في الفتره الأخيرة زادت سرعة انتشار العديد من الأمراض مع بداية ظهور وانتشار نظم الاستزراع والتربية المكثفة للأسماك بأعداد كبيرة في مساحة صغيرة، مما ترتب عليه نفوق أعداد كبيرة مما أثر بشكل ملحوظ على العائد الاقتصادي لهذه المزارع, وتمثل مياه الصرف الزراعي المصدر الرئيسي لتواجد المسببات البكتيرية الضارة المختلفة في مياه المزارع السمكية.
تتميز الامراض البكتيريه من حيث اصابتها اعداد كثيره فى وقت طويل بخلاف الامراض الفيروسيه التى تتميز باصابتها اعداد كثيره فى وقت قليل, كما تختلف عن الامراض الطفيليه التى تتميز باصابتها اعداد قليله فى وقت كبير.
تصنف البكتريا الى بكتريا مفيدة و مضرة, تتواجد البكتيريا المفيدة في الاحواض في الفلتر البيولوجي او في الماء و تعمل على تكسير الامونيا و النترات ليسهل امتصاصها او ازالتها, بينما تسبب البكتريا المضرة الامراض وخاصه مع ضعف جهاز المناعة وتعتبر من أهم أسباب النفوق العالى فى أسماك المياه العذبة أو المزارع السمكية لذا يجب علاج العدوى البكتيرية في وقت مبكر من الاصابة.
مرض التسمم الدموى بالايروموناس (الاستسقاء البكتيري المعدي)
تمثل أمراض التسمم الدموي البكتيري العائق الأكبر لإنتاجية الأسماك المستزرعة في المزارع السمكية نظراً لتواجد الميكروب المسبب في دم الأسماك المصابة مفرزا سموماً قوية تكون هي السبب الأساسي لتلف الأنسجة المختلفة وغالباً ما يصاحبها نسب نفوق عالية قد تصل في كثيراً منها في الحالات الحادة إذا أهمل التعامل معها من 80% -100%.
وتعد الإصابه بالإيروموناس هيدروفيلا من أشد الأمراض فتكا بالأسماك, وهى المسئوله عن العديد من حالات النفوق بالإضافة إلى الانخفاض الشديد في معدلات النمو بين الأسماك التي تتعرض لهذا المرض وتقاومه وتعتبر حامله للعدوى ومصدر للاصابه, وتمتد حضانة المرض من 4 أيام في درجة حرارة 30 درجة مئوية إلى عدة أسابيع في درجة 10 مئوية لذلك أكثر ما يظهر المرض في الربيع والصيف.
كيفية حدوث العدوى :
تحدث العدوى عن طريق الخدوش في الجلد أو الخياشيم بالتماس المباشر من سمكة مريضة إلى أخرى سليمة أو استخدام أدوات الصيد الملوثة. والميكروب المسبب لهذا المرض يتواجد باستمرار في المياه المحيطه والطبقات السطحية من التربة.
العوامل المساعدة لظهور المرض وانتشاره:
العامل الرئيسي المسئول عن حدوث المرض هو تعرض الأسماك إلى أحد العوامل المجهدة (يمكن تجنب80-90 % من امراض الاسماك بتجنب الاجهاد حيث يقوم الاجهاد باضعاف نظام المناعة و يؤدي الى سهولة الاصابة بالامراض التى تكون مسبباتها موجودة بشكل شبه دائم في الاحواض) مثل:
- التقلب السريع والتفاوت في درجات الحرارة.
- زيادة أو نقص الحموضة المفاجئ في المياه.
- عوامل بيئية اخرى مثل زيادة المادة العضوية في التربة والمياه وما يترتب علي ذلك من تواجد بعض المواد السامة مثل غاز كبريتيد الأيدروجين والنشادر الناتجين عن تحلل هذه المواد العضوية.
- زيادة اعداد الأسماك وتكثيفها بالأحواض وقلة الأوكسجين والمعاملة الخشنة في نقل وتداول الأسماك يعد من أهم العوامل المساعدة علي ظهور وانتشار هذا المرض.
تتكاثر الميكروبات فى حاله الاجهاد في أمعاء الأسماك حيث تعيش معايشه تكافليه داخل امعائها يصاحب ذلك إفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة بإسم الإنتيروتوكسين والذي يؤدي إلي التهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهية. ومع تزايد التكاثر البكتيري في الأمعاء الملتهبه يصل الميكروب الي الدم ليفرز العديد من السموم لعل أهمها سموم الهيموليسين والليكوسيدين والبروتياز والسيتوتوكسين والتي تؤدي إلى التكسير الحاد في خلايا الدم الحمراء والبيضاء علي السواء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية وتدمير اعضاء الجسم المختلفه والتى تؤدي إلي العديد من الأعراض المرضية الخارجية و الداخلية علي السواء .
في الحالات المزمنة يصل الميكروب المسبب للمرض إلى عضلات مسببا تحللها والى جلد الأسماك مفرزاً سماً اخر يعرف بإسم الدرموتوكسين والذي يؤدي الي تنكرزالجلد وظهور القرح السطحية والعميقة فى اجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة .
يعتبر التعرف علي المرض في أوقات مبكرة من أهم النقاط التي تعتمد عليها نتائج الإصابه ونسب الفقد في المحصول السمكي لتقليل الفاقد وتكاليف العلاج. ومن اولى العلامات التي تلفت نظر المربي هي عدم تجانس توزيع الأسماك في الأحواض حيث تجد الأسماك متجمعة في الأركان وتميل إلى السكون وقلة الحركة, وإذا أجبرت الأسماك علي الحركة بإزعاجها فإنها تسبح في حركات غير منتظمة، هذا بالإضافة إلى التوقف عن تناول الغذاء أو فقدان الشهية.
الأعراض الظاهرية:
1- الطور فوق الحاد :
النفوق الحاد في الأسماك المصابة الذي يصل الي نسبة 100% في الأسماك الصغيرة (يرقات وزريعة الأسماك) وحوالي 80- 90 % من الأسماك اليافعة في أحواض التربية دون ظهور أعراض خارجية مميزة نتيجة للصدمة الدموية من إرتفاع الحمل البكتيري ونسب السموم المفرزة منها في الدم.
2- الطور الحاد :
الأنزفة الخارجية علي أماكن مختلفة من الجلد والزعانف مع تأكلها, تساقط القشور, جحوظ أحد العينين أو كلتاهما (مثل عين الضفدع), الإستسقاء البطنى، بروز الأمعاء الملتهبه من فتحة المجمع لبعض الأسماك وخاصة المعدية عن طريق الفم .
3- الطور المزمن :
القرح السطحية و العميقة علي جسم الأسماك المصابة ذات المكان المميز في بداية ظهورها في الأسماك المختلفة حيث منطقة الذيل في أسماك المبروك العادي والظهر في أسماك البلطي النيلي والمنطقة الخلفية للرأس في أسماك البوري.
وبفحص عدد من الاسماك المصابه تشريحيا تظهر العلامات الآتية:
1- عند فتح البطن نجد استسقاء بخروج سوائل مخاطية ومتقيحه صفراء مخلوطة بالدم لها رائحة.
2- احمرار الأمعاء أو جزء منها مع التصاق الأمعاء بألياف بيضاء مصفرة في بعض الحالات.
3- تضخم المرارة وتغير لون الكبد إلى الأصفر الفاتح أو الأخضر.
4- تضخم الطحال.
6- التهاب المبايض او الخصية
طرق الوقاية و العلاج :
ينطبق القول الشائع بأن الوقاية خير من العلاج تماماً علي أمراض التسمم الدموي البكتيري بين أسماك المزارع السمكية.
الوقاية:
- تجنب العوامل المساعدة لانتشار المرض وظهور العدوى.
- الاهتمام بالأحواض وصيانتها وتجفيفها وتعقيمها وتعريضها للشمس مع التعقيم بالكلس الحي وبمعدل 1500 كغ / هكتار لقطع دورة حياة العامل المرضي.
- إجراء المغاطس الوقائية للعناية بالأمهات والإصبعيات بأحواض تخزينها قبل بداية مرحلة التربية لمنع ظهور المرض وانتشاره.
- عدم توزيع الأسماك المريضة على مزارع أخرى.
- التخلص من الأسماك النافقة بالحرق والدفن.
- تعقم أدوات الصيد بمحلول برمنغنات البوتاسيوم بمعدل 1 غرام لكل 100 لتر ماء.
- بالنسبه للأسماك المرباة يجب وضع الشباك الخاصة بمنع دخول اى أسماك غريبة مريضة أو حاملة للمرض إلى الأحواض.
- التأكد من مصدر الأسماك وخلوها من الإصابة بأي أمراض.
العلاج:
- لا يجب معالجة الاسماك الا مع وجود مرض واضح .
- تؤدي معالجة جميع الاسماك بدون سبب بواسطة عدة ادوية الى اسماك ضعيفة و بكتيريا مقاومة للامراض.
- المضادات الحيويه الواسعه المدى هى الاكثر استخداما مثل الفلوروفينيكول, المواد السلفاميدية والانروفلوكساسين ولكن مع تطور العترات المقاومه للعلاج اصبح من الضرورى اجراء اختبارات الحساسيه للعتره الخاصه بالمزرعه المصابه اولا قبل اختيار العلاج المناسب.
- العلاج لا تكون ملائمة لبعض أنواع السمك، لذا لابد من قراءة النشرة الداخلية الموجودة مع الدواء جيداً قبل اعطاءه.
- تجديد المياه في الأحواض والتوقف عن التسميد والتغذية.
- يجب تطهير الحوض بعد معالجة الامراض المستعصية بواسطة الكلور او ملح بحري جيد او برمنجنات البوتاسيوم و يجب شطف الحوض جيدا بعد التطهير
- البحث على سبل جديده ذات كفاءه عاليه متعدده التأثير كمضاد للبكتريا ومضاد للاكسده ورافع للمناعه لعلاج هذه الامراض دائمه الحدوث بالمزارع السمكيه حفاظا على انتاجها مثل استخدام البروبيوتك, وبعض المستخلصات النباتيه مثل الثوم والجنزبيل.
آفاق جديده للعلاج باستخدام النانو تكنولوجى
تعتبر علوم النانو من التكنولوجيات الواعدة والمتقدمة التى تمتد إلى علوم كثيرة وترتكز اهميتها فى الناحيه العلاجيه على:
- التحكم فى المادة بأبعاد تقريبية 1-100 نانوميتر حيث تظهر خواص جديدة للمادة يمكن استخدامها بتطبيقات حديثة تساعد فى حل كثير من المشاكل المرضيه ولا تكتسب البكتريا مقاومه ضدها.
- توجد أجهزة على نطاق النانو لها القدرة على اكتشاف ومعالجة المشاكل الصحية مبكراً.
- وجد أن استخدام جزئيات النانو كيتوزان يؤدى إلى مرتفع من الحماية للأسماك والقشريات ليس فقط ضد الأمراض البكتيرية ولكن بعض الأمراض الفيروسية لسهوله دخوله الخليه.
- استخدام جزئيات النانو كحامل لجزيئات الدواء لتحسين كفاءه امتصاصها.
د/ إيمان محمد السعيد الشربينى- باحث بمعمل طنطا- معهد بحوث الصحه الحيوانيه – مركز البحوث الزراعيه – مصر