أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور إسماعيل صبرى يكتب : حل ايجابي لاخراج علاقة السودان مع مصر من مسارها السلبي الحالي

ما هي العقدة التي تحكم علاقات السودان بمصر ، وهي العقدة التي تجذرت واستحكمت وافرزت كل هذه الحزازات والحساسيات والسلبيات رغم تغير انظمة الحكم ووجوه القادة والزعماء في السودان وبعد كل ما حدث هناك من ثورات وانتفاضات وتحولات ومع ذلك بقيت هذه العقدة علي حالها ولا يوجد ثمة ما يؤشر بانها في طريقها الي التلاشي والاختفاء لتظل العلاقة برغم هذا كله تعاني من الضعف والفتور والتبلد الواضح والمستمر .

وهذا ما يدفعنا للتساؤل : ما هي حقيقة الاسباب التي ادت الي المواقف السودانية السلبية وغير الودية ولا اقول العدائية والاستفزازية التي عبرت عن نفسها بصراحة شديدة في المرحلة الاخيرة والحاسمة من مفاوضات واشنطن حول ازمة سد النهضة تضامنا مع اثيوبيا التي تغيبت عمدا وامتنعت عن التوقيع وليحذو السودان حذوها هو الاخر ويتبني موقفها المتعنت وغير الايجابي ، ثم في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة حول الموضوع نفسه حيث كان السودان هو الدولة العربية الوحيدة التي سجلت موقفا سلبيا متخاذلا يدعو للاسف برفضها اتهام اثيوبيا بتهديد حقوق مصر المائية في نهر النيل كما جاء في البيان الختامي الصادر عن هذا الاجتماع ، كل ذلك بلا اساس مقبول من المنطق او الواقع الذي يليق يمستوي العلاقة بين دولتين عربيتين جارتين شقيقتين بينهما الكثير من المصالح الحيوية المشتركة والروابط التاريخية الابدية .

واذا كان من الصعب التوصل الي اجابة شاملة علي هذه التساؤلات تفسر اسباب هذا المسلك السوداني غير الودي ؛ فانه ليس ثمة ما يمنع من محاولة البحث عن حل ايجابي قادر علي اخراج علاقة السودان مع مصر من مسارها السلبي الحالي والدفع بها في مسار مختلف بروح جديدة ودماء جديدة تبدد كل هذه الغيوم وتحدث تحولا حقيقيا في طبيعة الاجواء التي تحيط بهذه العلاقات بين البلدين الجارين علي كافة المستويات الرسمية والشعبية .

نحن امام مشكلة حقيقية ومستمرة ليست كاي مشكلة في علاقات مصر الخارجية مهما بدا الامر لنا علي خلاف ذلك وعلينا ان نؤدي ما علينا وان نجتهد ولنترك النتائج بعدها للظروف .

————————————————-

الدكتور إسماعيل صبرى مقلد –  أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية  بكلية التجارة جامعة أسيوط والعميد الأسبق للكلية.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى