الدكتور هانى رسلان يكتب : أثيوبيا بين الحماقة وفقدان التوزان .. هؤلاء لا يشعرون بالحرج أو الخجل
ملخص هذه التصريحات أن السد سدنا والمياه مياهنا ، والنهر يخصنا ، ولنا أن نفعل ما نشاء .. وبالرغم من كل هذا الكلام العبيط ، يعودون إلى ما يعتبرونه دهاءا سياسيا ، فيؤكدوا أنهم تفاوضوا طوال السنوات الماضية ، لكى يطمئنوا مصر والسودان أنه لا أخطار عليهم .. وانهم على استعداد للعودة إلى المفاوضات مرة أخرى لتحقيق هذا الهدف ..
والمفاجأة انهم يرددون هذه البلاهات ، بعد أن أعلنوا أنهم سيبدأون الملء فى هذا الفيضان ( يونيو ٢٠٢٠ ) .. وانهم سيبدأون توليد الطاقة فى مارس وابريل المقبلين ، وطبعا هاجموا مصر ، وبالمرة كمان هاجموا امريكا واتهموها بالانحياز لمصر .
هذه عقلية وسلوك من يعيشون فى مراحل ما قبل الكتابة .. يزعمون أن النيل الازرق شأن داخلى وهو نهر دولى ( ينكرون حقائق الجغرافيا ) .. يتجاهلون القانون والعرف الدوليين بالكامل ، ولا يشعرون بالحرج أو الخجل من إعلان اتجاههم لالحاق ضرر هائل لشعب يزيد تعداده عن ١٠٠ مليون ، متجاهلين حقوقه التى كفلها الله قبل أن تحميها القوانين والاعراف الدولية ، ومتجاهلين حقه فى الدفاع المشروع عن النفس لكل الوسائل المتاحة .
يصرحون علنا بأنهم كانوا يماطلون ويخادعون لسنوات ، ويحضرون مفاوضات بشهود دوليين ، ثم ينكرون بكل بجاحة ما حدث داخل قاعات التفاوض ، ويدعون أن صيغة الاتفاقية التى تم وضعها هى تعبير عن الموقف المصرى وليس مواقف البلدان الثلاثة .
باختصار يعملون بجهد هاىل لكى يثبتوا لكل العالم أنهم فاقدين للمصداقية ، وفاقدبن للاعتبار ، وانهم مارقين من القانون الدولى .. ما كل هذه الهمجية والانفصال عن الواقع !! .. وعلى اى اساس يفكرون أو يتصرفون !!
هؤلاء يتبعون سياسة حافة الهاوية وتعريض الشعوب الإثيوبية الباحثة عن السلام والأمن والتنمية والاستقرار ، لمخاطر صراع طويل المدى ، هم فى الحقيقة لا طاقة لهم به ، وليسوا بحاجة إليه ، طالما أن الاتفاقية المطروحة سوف تتيح لهم توليد الكهرباء التى يحتاجونها ، كما كانوا يعلنون طوال الوقت.
هذه مواقف تنم عن عدم الاحساس بالمسئولية فى الوقت الذى يضخون فيه طوال الوقت معلومات كاذبة تماما ويغذون سياسات العداء والكراهية بلا معنى مفهوم.
والاحتمال الثانى أنهم يستخدمون الأزمة فى لعبة توازانات القوى الداخلية التى تمر باضطراب كبير ، يتعرض معه آبى احمد وخطابه وسلطته الى مخاطر جمه .. وذلك عن طريق خلق أزمة هائلة واصطناع عدو خارجى ، لعل هذا يساعده فى خلق اصطفاف وهمى على أمل تجاوز ما يمر به من تحديات ..
هذه لعبة ستنهار سريعا ، فضلا عما تشير إليه من رخص وخيانة للمسئولية وانهيار اخلاقى سيرتد وبالا على من يقامرون به .