الدكتورة عزة صلاح الدين تكتب : بعض الأمراض الفيروسيه والبكتريه التي تصيب الماشيه والاغنام بمحافظه الشرقيه وسبل الوقايه منها
مقدمه
تنتشر بمحافظة الشرقية أسواق الماشية والأغنام بكافة أنواعها لتواجد ثروة حيوانية تقريبه تقدر بنصف مليون رأس من الأبقار والجاموس والأغنام والماعز.ويعتبر قطاع الثروة الحيوانية من أهم القطاعات ذات التميز والامكانيات التنموية الكبيرة،وتهتم الدولة بهذا القطاع لتحقيق إنتاج وطني من اللحوم والألبان يلبي احتياجات السوق المحلية. فصحّة الماشية ليست مشكلة بيطريّة فحسب، بل إنّها أيضًا قضيّة صحّة عامّة، إذ تؤثر معايير الصحة العامة وسلامة الغذاء بشكل مباشر على العمل اليومي للمزارعين الذين يتعاملون مع الحيوانات بصورة مباشرة، فيجب أن يكون أصحاب المزارع والمربين على دراية بأهم الامراض وكيفيه التعامل معها ، حيث أنّ هناك أمراض تصيب الماشيه نفسها، وهناك أمراض قد تنتقل إلى البشر المعرّضين للحيوانات المصابة. ومن ابرز هذه الأمراض:
أ. الأمراض الفيروسيه:
1.مرض الحمي القلاعية:
مرض سريع الإنتشار ويصيب الأبقار والجاموس ولكن الماعز والأغنام بصورة أقل ويسبيه فيروس من عائلة بيكورنا. هذا الفيروس له سبع عترات أهمها SAt2 , A, O وينتقل المرض عن طريق الغذاء والماء الملوث بالفيروس حيث أن هذا الفيروس يفرز باللعاب والبول والبراز واللبن وعن طريق السائل الموجود في الفقاقيع في أماكن الإصابة (من أهم مصادر العدوي).
ـ الأعراض: إرتفاع درجة حرارة الجسم وفقدان الشهية وانخفاض معدل الحليب ويسيل اللعاب من الفم بشدة، حتي يصل للأرض علي هيئة خيوط ويصاب الحيوان بالعرج نتيجة لظهور الحويصلات بين الأظلاف وتظهر الإصابة علي الضرع والحلمات وظهور الحويصلات حول الفم والقدم واللسان واللثة وينفجر الحويصلات ويكتشف تحته أنسجة ملتهبة متسلخة غير ملتئمة وتنفجر الحويصلات مكونة قشور بنية أو سمراء
- التهاب الجلد العقدي:
مرض يصيب الأبقار والجاموس ويسببه فيروس يتشابه مع فيروسات الجدري (جدري الأغنام) ويتميز بظهور عقد جلدية علي كامل الجسم مع تورم الغدد الليمفاوية السطحية.
ـ الاعراض: حمي مفاجئة ولعاب شديد وإرتشاحات أنفية مع ظهور العقيدات الجلدية في أجزاء مختلفة من الجلد كالرقبة والظهر والمهبل وحول الفم والسطح السفلي للذيل وتكون الإصابات في الفم والأذن مصفرة ومغطاة بإرتشاحات ليمفاوية ومحاطة بمنطقة محتقنة.
- مرض حمي الوادي المتصدع:
يصيب الأبقار والجاموس والجمال ويسيبه فيروس ينتمي مجموعة الفيروسات المنقولة بالبعوض ويتميز بإنتشاره خلال تكاثر البعوض خلال أشهر الصيف ويسبب هذا المرض نسبة إجهاض عالية في إناث الحيوانات ونفوق شديد في الصغار خاصة الحملان والجديان في أول عمرها.
الأعراض: ارتفاع في درجة الجرارة ونسبة نفوق بين الحملان والجديان وإجهاض بين النعاج وإناث الماعز والأبقار والجمال.
- مرض طاعون المجترات الصغيرة:
مرض يصيب الأغنام والماعز شديد العدوي سريع الانتشار.
ـ الأعراض: إرتفاع في درجة الحرارة وإنعدام الشهية وعدم استقرار الحيوان وإحتقان في الأغشية وإفرازات مصلية من العين والأنف وتقرحات بالفم وإسهال شديد وضعف وهزال وعادة يحدث التهاب رئوي ونفوق الحيوان خلال 6-12يوم.
ب. الأمراض البكتيريه
- مرض التهاب الضرع في الابقار:
هو عبارة عن التهاب يصيب ربع واحد أو أكثر من أرباع الضرع .و هو من أهم الأمراض التي تصيب قطعان الأبقار الحلوب و يحدث تقريباً في كل قطيع من قطعان الأبقار الحلوب. و يعتبر التهاب الضرع مشكلة قطيع أكثر من كونه مشكلة فردية و السبب في ذلك هو عند إصابة بقرة واحدة بالتهاب الضرع فإن ذلك سيؤدي إلى انتشار المرض في القطيع بأكمله. يتسبب في حدوث التهاب الضرع بعض العوامل الممرضة التي تنتقل بالعدوى و هي بشكل أساسي مجموعه من البكتريا التي لايمكن رؤيتها بالعين المجردة و لكن معظمها يعيش في البيئة المحيطة بالحيوان مثلاً على سطح الضرع و على القوائم الأمامية و الخلفية للحيوان و في الروث المستخدم لتجفيف أرض الحظيرة و على كؤوس آلة الحلابة المتسخة و كذلك على يدي الحلاب.
ـ الأعراض: يمكن أن يظهر التهاب الضرع بشكل التهاب ضرع مرئي أو التهاب ضرع غير مرئي و ذلك حسب شدة الالتهاب.
أعراض التهاب الضرع المرئي :
حرارة، ألم ، ورم أو انتفاخ غير طبيعي في الضرع أو الربع المصاب. يظهر بالحليب بشكل غير طبيعي من ناحية التجانس و اللون و يمكن أن يكون متخثر أو مائي أو كليهما و ربما يصبح أصفر أو أحمر اللون. يمكن أن تكون الإصابة بالتهاب الضرع المرئي خفيفة حيث تسبب تغيرات في الحليب فقط أو شديدة حيث تصاب البقرة عندها بالتسمم الدموي.
أعراض التهاب الضرع الخفي:
هو إصابة أنسجة الضرع المنتجة للحليب دون ظهور علامات مرئية للالتهاب، و بالتالي يصبح من الصعب على المربي أو الطبيب البيطري تحديد الأبقار المصابة بدون وسائل و مواد مساعدة.
2. الإجهاض المعدي ( البروسيلوزس)
مرض معدي خطير يصيب حيوانات كثيرة ( كالأبقار و الماعز) و ينتقل إلى الإنسان. سببه ميكروب بكتيرى يطلق عليه ” بروسيلا (Brucella). يتسبب لدى الحيوان في موت الجنين و حدوث الإجهاض (الطرح).
- مرض السل:
مرض يسبب خسائر كبيرة في مجال الإنتاج الحيواني وتسببه بكتريا الميكوباكتريم والحيوان المصاب هو مصدر العدوي الأساسي حيث تفرز الميكروبات المسببة للمرض في الوسط المحيط به من خلال الرذاذ والإفرازات في حالة الإصابة الرئوية أو سل الجهاز الهضمي ويفرز الميكروب في اللبن في حالة التهاب الضرع وطرق نقل العدوي هي استنشاق هواء ملوث بالميكروب أو أكل أعلاف ملوثة بـالميكروب ومن خلال الجلد عن طريق تلوث الجروح.
ـ الأعراض: ضعف عام وفقدان الوزن وشهية متقلبة الأطوار وحرارة متذبذبة ويتغير شكل شعر الحيوان ويصبح جاف ويصاب الحيوان بالخمول وفي حالة السل الرئوي يكون السعال واضح في الصباح كما يمكن إحداثه بالضغط علي البلعوم وسل الجهاز التناسلي قد يسبب إجهاض الحيوانات العشار أو ولادة جنين ميت وتضخم الغدد الليمفاوية.
- مرض جونز:
مرض مزمن لكل المجترات (أبقار – ماعز – أغنام) ويتميز بإسهال مستمر لمدة شهر أو أسابيع ثم يتوقف ثم يستمر بقوة أشد لفترة أطول ويسببه بكتريا من نوع ميكوباكتريم باراتيوبركلوسيس وينتقل عن طريق الغذاء والماء الملوث ببراز الحيوانات المريضة.
ـ الأعراض: إسهال مائي كثيف وهزال شديد ولا يستجيب للعلاج مع تضخم بـالغدد الليمفاوية وهزال وضعف مستمر وفقدان الشهية وجفاف الحيوانات.
- مرض التهاب الغدد الليمفاوية التجبني:
يصيب الأغنام والماعز وهذا المرض يسبب خسائر اقتصادية علي تجارة الماشية لما يسبب من عدم صلاحية الذبيحة للإستهلاك الآدمي ويسببه بكتريا تسمي كوريني باكتريم سودوتيوبركولوسيس وتوجد عادة في التربة وأدوات الحيوان ولوازمه وفي الأسمدة الملوثة من الحيوان المصاب حيث تعيش هذه البكتريا فترة طويلة في براز الحيوان وكذلك في فرشة أرضية الحظائر ويعتبر المنفذ الرئيسي لدخول الجراثيم الممرضة هي الجروح السطحية.
ـ الأعراض: الحيوانات الكبيرة قابلة للإصابة أكثر من الحيوانات الصغيرة وتظهر الخراجات السطحية مع حمي وقلة الشهية وتستمر هذه الخراجات في الإزدياء حتي خروج القيح المعدي ويحدث أحياناً أن يتداخل موقع الخراج مع الوظائف الطبيعية مثل البلع والتنفس.
وبداية يلاحظ زيادة حجم الغدد الليمفاوية السطحية ويمكن إدراكها بالعين المجردة ويعقب ذلك تقيح الغدد مع خروج الصديد ذي القوام التخين الأصفر المخضر ويتحول الي مادة متجبنة صفراء.
- مرض السالمونيلا:
يسببه ميكروب السالمونيلا ويوجد منه أنواع عديدة ولكن الأكثر شيوعاً سالمونيلاتيفي، سالمونيلا تيفيميوريم، سالمونيلا أنترتيتيس وتنتقل عن طريق الغذاء والماء الملوث بالبكتريا والحيوان الذي يشقي يظل حاملاً للبكتريا و ينزل مع البراز ويعدي حيوانات أخري.
ـ الأعراض: تنقسم حدة المرض في الماشيه الي 3 مجموعات:
أ. المجموعة الحادة: في العجول حديثة الولادة حتي 4 شهور وتتميز الأعراض بإرتفاع درجة الحرارة وعدم القدرة غلي الوقوف وموت خلال 24-48 ساعة.
ب.المجموعة الحادة المعوية: في كل الحيوانات البالغة وتتميز بإرتفاع درجة الحرارة مع براز ذو رائحة كريهة ومحتوي علي مخاط.
ج. المجموعة المزمنة المعوية: وتتميز بإسهال مستمر مع حمي والإسهال يحتوي علي دم ومخاط.
- مرض الباستريلا:
مرض حاد سببه بكتريا الباستريلا مالتوسيدا ويصيب الأبقار والجاموس والجمال ولكن الماعز والأغنام بدرجة أقل وتنتقل العدوي عن طريق الغذاء والماء الملوثين بالماء بالبكتريا وهذه البكتريا توجد طبيعياً في الجهاز التنفسي للحيوان ولكن تنشط نتيجة عوامل الإجهاد.
ـ الأعراض: إرتفاع درجة حرارة الجسم وإسهال وإفرازات أنفية مخاطية مع كحة والتهاب بـالمفاصل وهبوط شديد ينتهي بنفوق الحيوان.
طرق الوقاية من هذه الأمراض:
- العناية بنظافة الحيوانات وأماكن سكنها، فكلما كان السكن نظيف وغيررطب كلما قلّت فرصة الإصابة بالأمراض
- العناية بجودة الغذاء والتأكد من خلّوه من مسببات الأمراض
- عزل الحيوانات الجديدة عن القطيع الموجود لمدة أسبوع على الأقل حتى يتم التأكّد من صحتها وخلوّها من الأمراض
- الاحتفاظ بالسجلات الصحية لمعرفة تاريخ مرض كل حيوان والتطعيمات أو الأدوية التي تلقّوها عند الشراء الأول، ويُعد التطعيم من طرق الوقاية الأساسية بالغة الأهميّة إذ تتوفّر لقاحات لأغلب الأمراض المنتشرة بين الماشيه، فيجب إعطاء اللّقاحات بانتظام ومعرفة الأوقات المناسبة لإعطائها.
————————————————————————————————————————-
د. عزة صلاح الدين عبد السلام – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر