مولد السيدة نفيسة .. غدا .. قلوب العاشقين تهيم فى حب كريمة الدارين وساقى الأرواح يحيى الليلة الختامية
ساقى الأرواح ياسين التهامى يشدو بأعزب القصائد فى حب الرسول واهل بيته الكرام
حضور مكثف من مصر والعالم الإسلامى للمشاركة فى احتفالات الليلة الختامية للسيدة نفيسة
تعرف على قصة السيدة نفيسة كاملة بداية من مولدها ونشأتها وقصة زواجها بأمر من رسول الله
غدا الاربعاء 5 فبراير وفى تمام الساعة التاسعة مساءا موعد قلوب العاشقين لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الاحتفال بالليلة الختامية لنفيسة العلوم السيدة نفيسة ، وسط حضور الالاف من أبناء مصر والعالم العربى والاسلامى .
ومن المقرر أن يشدو سلطان المنشدين الشيخ ياسين التهامى بأعزب القصائد والمدائح فى حب الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام
كما يشارك نقيب المنشدين والمبتهلين الشيخ محمود التهامي فى الاحتفال بالليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة والتى ستبدأ فعاليتها في تمام التاسعة مساء .
ومن المنتظر أن تشهد ساحة الاحتفال حضور من جميع أطياف الشعب المصري من مختلف المحافظات المصرية كما هو متبع كل عام.
يشار إلى أن الطرق الصوفية، تحتفل بإحياء مولد السيدة نفيسة في الفترة من يوم 24 يناير، وحتى يوم 5 من فبراير المقبل، باستقبال المشاركين وإطعامهم، خاصة الذين يتوافدون من المحافظات، على محيط مسجد السيدة نفيسة، والميدان والساحات المحيطة.
نسبها الشريف :
السيدة نفيسة الطاهرة البارة كريمة الدارين الورعة سليلة أل بيت النبوة .. هي بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و ابن فاطمة الزهراء البتول ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و أمها السيدة أم ولد.
متى ولدت السيدة نفيسة ؟ :
ولدت السيدة نفيسة بمكة المكرمة 11 من ربيع الأول سنة 145 هجرية و نشأت بالمدينة المنورة و حفظت القرآن الكريم و تفقهت في الدين و ربيت على الصلاح و التقوى و قد تزوجها ابن عمها اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و ابن فاطمة الزهراء البتول ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسيدة نفيسة هى حفيدة الحسن و زوجها حفيد الحسن و الحسين (رضي الله عنهم) و يلقب زوجها اسحاق المؤتمن لكثرة أمانته و قوة ايمانه.
ولما سمع الحاضرون من صفوة الأخيار وصالحي المريدين نبأ ولادة مولوة للحسن الأنور، قاموا وهنّأوه بتحقيق أمله، واستجابة دعائه… فشكر لهم… ثم رفع يديه إلى السماء، وبسط كفيه بالدعاء والرجاء قائلا: “اللهم انبتها نباتًا حسنًا، وتقبلها قبولا حسنًا طيبًا، واجعلها من عبادك الصالحين، وأوليائك المقرّبين الذين تحبهم، ويحبونك.
حجت السيدة نفيسة 30حجة و أكثرها و هي تمشي على أقدامها.
نشأة السيدة نفيسة :
وقد نشأت السيدة نفيسة في جو يسوده العلم والورع والتقوى، في وسط يزخر بالعلماء والعبّاد والزهّاد… فقرأت القرآن وحفظته، ودرست العلم ووعته، وسمعت مسائل الحديث والفقه ففهمتها.
وكانت رضي الله عنها مُجابة الدعوة، أظمأت نهارها بالصيام، وأقامت ليلها بالقيام، عرفت الحق فوقفت عنده والتزمت به، وعرفت الباطل فأنكرته واجتنبته، واجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله بكرامات عديدة
بلغت نفيسة العلم وكريمة الدارين سن الزواج، فرغب فيها شباب ءال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما تهافت لخطبتها الكثير من شباب أشراف قريش لما عرفوا من خيرها وبرّها وإيمانها وتقواها… وكان أشدهم حرصًا عليها إسحق بن جعفر الصادق وهو الذي كان يُلقّب بين أقرانه، ويُعرف بين الناس بإسحق “المؤتمن” لكثرة أمانته وقوة إيمانه ودينه.
ولم يكن هذا الشاب بغريب عنها فهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سر حسن الانور :
ولقد رأى إسحق الناس يخطبون السيدة نفيسة من أبيها الحسن الأنور، ومنهم العلماء الأفاضل، والعباد الأعلام، وكان أبوها إذا سأله الناس عن سبب رفضه لهم قال: “إني أريد أن أؤدي الأمانة إلى أهلها، وأردّ القطرة إلى بحرها، وأغرس الوردة في بستانها”. فإذا سمع الناس منه ذلك أمسكوا عن الكلام، وقالوا: لعلّ في الأمر سرًا لا ندركه ولا ندريه.
لكن إسحق رأى أن يُجرّب حظه، فيطلب الزواج بالسيدة نفيسة، فاستخار الله تعالى، وذهب إلى عمه ومعه كبار أهل البيت. فرحّب بهم الحسن ضيوفًا كرامًا. لكنه امتنع عن تزويج السيدة نفيسة لإسحق، فانصرفوا من عنده يعصر الألم قلوبهم لأن إسحق لا يُردّ.
قام إسحق من عند الحسن، وفي نفسه حزن كبير، وذهب إلى المسجد النبوي، ووقف في محرابه الميمون، وأخذ يصلي، فلمّا فرغ دخل الحجرة النبوية، ووقف عند القبر الشريف وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين.. إني أبثك لوعتي، وأنزل بك حاجتي، وأعرض عليك حاجتي.. ولطالما استغاث بك الملهوفون، واستنجد بعونك المكروبون، فقد خطبت “نفيسة” من عمي “الحسن” فأباها عليّ…” ثم سلّم وانصرف.
ماذا قال رسول الله لحسن الانور ؟ :
فلما كان الصباح بعث إليه الحسن فأدهشه ذلك فلما لقيه قال له: لقد رأيت الليلة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة يُسلّم عليّ ويقول لي: “يا حسن زوّج نفيسة ابنتك من إسحق المؤتمن”. فتمّ زواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة إحدى وستين ومائة للهجرة.
وبزواجهما اجتمع في بيتها نوران، نور الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، فالسيدة نفيسة جدها الإمام الحسن وإسحق المؤتمن جده الإمام الحسين رضي الله عنهما.
وكان إسحق من أهل الفضل والاجتهاد والورع، روى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، فقد كان محدثًا ثقة مأمونًا صادقًا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بزواجها :
و يروى فى موضع اخر من كتب السيرة أنه قبل زواجها تقدم اليها سيدنا اسحاق يخطبها من والدها فصمت والدها و لم يرد عليه جوابا فقام اسحاق من عنده و دخل الحجرة النبوية الشريفة و توجه الى النبي و قال بعد السلام يا رسول الله اني خطبت نفيسة بنت الحسن من أبيها فلم يرد جوابا و انني لم أخطبها الا لخيرها و دينها و عبادتها ثم خرج من الحجرة النبوية الشريفة فرأى والدها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام و قال له (يا حسن زوج ابنتك نفيسة لإسحاق المؤتمن)
وجدها النبى يأمر ببقائها في مصر :
وكان كلما نزل بالناس أمرا جاؤا الى السيدة نفيسة و سألوها الدعاء فتدعوا لهم فيكشف الله عنهم ما نزل بهم و كانوا يزدحمون عندها فلما رأى ذلك زوجها قال:نرجع الى الحجاز فقالت لا أستطيع لأن الرسول قال لي في المنام لا ترحلي من مصر فإن الله متوفيك فيها.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفنها في مصر…
لما امتنع زوجها من دفنها في مصر رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له
( يا اسحاق لا تعارض أهل مصر في نفيسة فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها)
خطط المقريزى :
وذكر المقريزي في خططه أن السيدة نفيسة نشأت بالمدينة المنورة، فكانت تذهب إلى مسجد جدها صلى الله عليه وآله وسلم لتحفظ القرآن الكريم وتتفقه على أيدي العلماء هناك، فبرعت ونبغت حتى لقبوها بـ”نفيسة العلوم”.
ولما ترك أبوها الإمام الحسن الأنور ولاية المدينة خلفه عليها زوجها ابن عمها إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وأنجب له ولدين هما: “الـقاسم” “وأم كلثوم”، كما جاء في الخطط المقريزية.
اشتهرت السيدة نفيسة بمحبة العلم وتلقيه عن كبار العلماء في عصرها وفي مسجد جدها صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أشهر شيوخها الذين تلقت العلم عنهم إمام دار الهجرة الإمام مالك رضي الله عنها فقرأت عليه الموطأ ونهلت من علمه.
وجاءت السيدة نفيسة إلى مصر في 26 من شهر رمضان سنة 193 هجريًا، مع زوجها أولادها وأبوها لزيارة من كان في مصر من آل البيت الأطهار، وخرج أهل مصر عند العريش واسقبلوها استقبالًا باهرً، وذكر المؤرخون أن الهوادج والخيول خرجت تحوطها وزوجها، حتى نزلا بدار كبير التجار وقتها جمال الدين عبد الله الجصاص.
السيدة نفيسة تنزل فى دار ام هانئ :
ثم انتقلت إلى القاهرة ونزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى أم هانئ وكانت دارًا رحيبة ومحط لطلاب العلم، وأقبل الناس على بيتها إقبالًا كبيرًا للاستزادة من علمها والتماس الدعاء والمشورة منها، وهو ما شغلها عن عبادتها وأذكارها، فعزمت على الرجوع إلى مدينة جدها- صلى الله عليه وآله وسلم- مرة أخرى لتتفرغ للعبادة، فخرجت إلى الناس، وقالت لهم: إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمْع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى. ففزع الناس لقولها، وأبوا عليها رحيلها، حتى تدخَّل الوالي السَّرِيّ بن الحكم، وقال لها: يا بنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه. ووهبها دارًا واسعة، ثم حدَّد يومين من أسبوع، يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة؛ لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع، فرضيت وبقيت.
ولشهرة السيدة نفيسة ومكانتها فقد كان الإمام الشافعي رضي الله عنه حريصًا على حضور مجالسها عندما جاء إلى مصر، وإذا مرِض يرسِلُ لها رسولاً من عندِه، كالربيع الجِيزي أو الربيع المُرادِيّ، فيقرئها سلامَه، ويقول لها: إن ابن عمّك الشافعي مَرِيض، ويسألُك الدّعاء فتَدعو له، فلا يرجِعُ إليه رسولُه إلا وقد عُوفي مِن مَرضِه.
فلمّا مَرض الشافعيُّ مرضَه الأخير، أرسلَ لها على عادتِه رسولَه يسألها الدعاءَ له، فقالت لرسولهِ: متّعَه الله بالنظَر إلى وجهِه الكريم.
عبادة السيدة نفيسة :
وعن عبادتها تقول زينب بنت أخيها يحيى المتوج، والتي كانت منقطعة لخدمتها: «خدمت عمتي أربعين عاما فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت بنهار إلا في العيدين وأيام التشريق.
وعندما اقترب موعد انتقالها إلى الرفيق الأعلى حفرت السيدة نفيسة قبرها في صحن دارها بيدها، وكانت تنزل فيه وتصلى كثيرًا، حتى إنها قرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا.
وفي شهر رجب سنة 208هـ مرضت السيدة نفيسة وظل المرض يشتدّ ويقوى حتى أول أيام شهر رمضان، فأحضروا لها الطبيب فأمرها بالإفطار، فقالت: “وا عجباه.. إن لي ثلاثين سنة وأنا أسأل الله أن يتوفاني وأنا صائمة.. أفأفطر؟!”.
السيدة نفيسة قالت : هذا قبرى وهنا أدفن إن شاء الله :
كان قبرها وراء ستارها الذي تتعبد فيه، فأشارت إليه وقالت “هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاء الله، فإذا متُّ فأدخلوني فيه”، وبينما كانت تتلو سورة الأنعام، حتّى إذا بلغت قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} توفّيت.
وبعد وفاتها رضي الله عنها عزم زوجها إسحاق بن الإمام جعفر الصادق على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك، فسأله المصريون بقاءها عندهم، وقيل إن زوجها لم يرض، وهنا حصلت الرؤيا.
فقد رأى زوحها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه وهو يقول له: “يا إسحق لا تعارض أهل مصر في نفسية، فإنّ الرحمة تنزل عليهم ببركتها”، فدُفنت السيدة نفيسة في مسجدها الشهير في المكان الذي كان يعرف بـ “درب السباع” في بيتها وفي القبر الذي حفرته بأيديها وختمت فيه القرآن أكثر من 190 مرة.
تجديد وتطوير مقام السيدة نفيسة :
وذكر الإمام المقريزي في خططه أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري والي مصر من قبل الدولة العباسية. ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية، حيث أضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام وضع على باب الضريح وتبين اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه، وتم تجديده وتطويره أكثر من مرة، كما جُددت المقصورة النحاسية الموجودة بالضريح في عهد والي مصر عباس الأول.