أخبارانتاج حيوانىدرسات وابحاثمقالات

الدكتورة عزة مصطفى تكتب : رحله الدواء في جسم الحيوان

يلعب الطب البيطري دوراساسي في توفير المنتجات الحيوانية وحماية الإنسان من الأمراض المشتركه والحفاظ على سلامة البيئة و ذلك بالحفاظ علي صحة الحيوانات والتحسين الوراثي وتعزيز النمو بالاضافه الي التشخيص السريع والدقيق للأمراض مع توفير الدواء المناسب للحد من انتشار الأمراض الوبائية والطفيليات البيطرية بين الحيوانات.

ومن المتوقع عند تناول الدواء حدوث تفاعل بين الدواء والأنسجة والأجهزة المختلفة بالجسم وتكمن اهميه دراسه هذه التفاعلات لتحديد الجرعة والتوقيت المثالي لتناول الدواء. والتفاعلات الدوائيه تشمل الفارماكوديناميكية المؤثره علي المستقبلات الخلوية وعلى وظائف الجسم. والتفاعلات الفارماكوكينتيكية وهي تأثير الجسم على الدواء من خلال عمليات الامتصاص والتوزيع والايض والإخراج حيث يتم هضمه وامتصاصه في الجهاز الهضمي ويتم توزيع الدواء عن طريق الدم إلى مختلف أنسجة الجسم

و يمكن للدواء أن يتوزع في اللعاب والعرق والبول وسوائل الهضم والسوائل الدموية الأخرى ، أو يتراكم في اللبن ، ويعتمد توزيع الدواء على خصائص كلا من الدواء والأنسجة اما التفاعلات الدوائية المتأخرة تظهر نتيجه استخدام الدواء لفترة طويلة و تراكمه في الجسم.

ويتيح ارتباط الدواء بالبروتين التنقل في الجسم والانتقال من نقطة الامتصاص إلى الأنسجة المستهدفه. كما تعمل البروتينات الرابطة كمستودعات للدواء في البلازما، حيث يتم تخزين الدواء وتحريره وفقًا لاحتياجات الجسم. وثم تحدث عمليات استقلاب الدواء في الكبد حيث يتحول الدواء بواسطة الإنزيمات الكبدية إلى مركبات أقل فعالية لتقليل الآثار الجانبية أو رفع الفعالية لتحقيق الفائدة العلاجية ، كما يقوم بإفراز المركبات المحولة الناتجه من عمليه الاستقلاب إلى الدم أو الصفراء المرارية، ليتم الاخراج عن طريق البول أو الصفراء المرارية للحفاظ على توازن الدواء في الجسم.

التفاعلات الدوائية تتأثر بالعوامل البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة والضوء مما يزيد من نشاط الانزيمات المسؤولة عن استقلاب الأدوية في جسم الحيوانات والتعرض لملوثات البيئة مثل المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة و المبيدات يساعد علي تكوين مركبات جديدة يصعب التخلص منها بواسطة الجسم، وظهورآثار جانبية.

واختلاف التركيب الوراثي لكل فرد يظهر استجابات متباينة لنفس الجرعة من الدواء. فقد تؤثر الجينات علي أنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب الأدوية أو علي مستقبلات الأدوية في الحيوان ، مما يزيد من خطر حدوث آثار جانبية خطيرة أو يزيد من فاعلية الدواء.

التقدم في العمر يؤثر على استجابه الحيوانات للأدوية بسبب انخفاض نشاط الإنزيمات الهاضمة وقدرة الأمعاء على امتصاص الدواء. و انخفاض كفاءه الكبد على استقلاب الأدوية وتغيرات في ارتباط الأدوية بالبروتينات في البلازما وزياده وقت نصف العمر للأدوية. بالإضافة إلى تغير في وظيفة الكلى والقلب والأوعية الدموية مما يؤثر على استجابة الجسم للأدوية .

والأمراض المزمنة تؤثرعلى استقلاب الأدوية في الكبد مما يزيد أو يخفض من تحلل وإزالة الأدوية من الجسم. وبعض الأدوية تؤثر على وظيفة التنفس فقد تؤثر الأدوية على تدفق الدم ونقل الأكسجين إلى الأنسجة المختلفة في الجسم.

و ايضا النظام الغذائي الغني بالدهون يؤدي إلى زيادة تراكم الدواء في الأنسجة الدهنية مما يزيد من فترة بقائه في الجسم. بينما النظام الغذائي الفقير بالبروتينات يقلل من امتصاص الدواء في الجهاز الهضمي و تخفيف تأثيره العلاجي. و تناول مضاد حيوي مع طعام غني بالكالسيوم، فقد يؤدي إلى تقليل امتصاص الدواء بواسطة الجهاز الهضمي وبالتالي يمكن أن يؤثر على فعاليته.

وعلي الجانب الاخر تؤثربعض الأدوية علي نمو الحيوانات و قدرتها على البقاء على قيد الحياة والتكاثر بزياده او نقص الشهيه أوتثبيط إفراز الأنزيمات الهاضمة في المعدة والأمعاء، بالإضافة إلى أن بعض الأدوية تسبب تهيج الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي و زيادة الإفراز المعوي مما يؤثر علي عمليات التمثيل الغذائي وتحويل الطاقة و امتصاص العناصر الغذائية الضرورية كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون. مما ينتج عنه أمراض تغذوية وضعف الحالة الصحية للحيوانات.أو يؤدي الي تغيير التركيبة البكتيريه الموجودة في الجهاز الهضمي مسببه تهيجًا وتقلصات واسهالًا أو امتصاصً غير كامل للمواد الغذائية.

كما يمكن للأدوية أن تؤثر على انتقال الإشارات العصبية في الجهاز العصبي المركزي ، وذلك عبر تعديل نشاط الناقلات العصبية أو تثبيط إنتاج المواد الكيميائية العصبية. أو تؤدي إلى تغييرات في التوازن والتنسيق الحركي بزياده أو نقص النشاط الحركي والتغيير في سلوك الحيوانات. ويظهر تأثير التفاعلات الدوائيه في اضطراب الجهاز المناعي للحيوانات، فقد يحدث تثبيط أو تقويه في استجابة الجهاز المناعي بسبب بعض الأدوية.

وعند تناول عده أدوية معاً تحدث تفاعلات كيميائيه تبعا للصيغ الكيميائيه بواسطه الأنزيمات الموجودة في الجسم ينتج عنها مركبات فعالة تساهم في تحقيق تأثير الدواء أو تنتج مركبات غير فعالة فيتخلص الجسم منها. ، او يحدث تفاعلات فارماكولوجيه عن طريق التأثير على نفس المسارات البيولوجية داخل الجسم مما يؤدي إلى تعزيز التأثير أويحدث التفاعل العكسي بسبب تداخلات في المسارات الحيوية للأدوية بسبب تغيير تركيز الأدوية في الدم أو طريقة تأثيرها على الحيوانات.

ولذلك يكمن أهمية دراسه التفاعلات الدوائية البيطرية في القدرة على تقييم فعالية وسلامة الأدوية وتقييم المزايا والمخاطر المحتملة قبل استخدام أدوية متعددة ومعرفه تأثيرها على الحيوانات لتلافي المشاكل المحتملة والمرتبطة بتداخلات الأدوية

ويجب مراقبة الأعراض المصاحبة للاستخدام الدوائي والتعامل معها بحذر لتفادي التأثير السلبي وتعديل الجرعة إذا لزم الأمر لضمان العلاج الفعال للحيوانات والحفاظ على صحة الحيوانات.


د/ عزه مصطفي مصطفي عبد المطلب
باحث أول فارماكولوجي- قسم الكيمياء والسموم النقص الغذائي
معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية -مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى