الدكتورة مروه مبروك تكتب : أخطر مرض يهدد تربية الماشية
عدوي الأنابلازما في الماشية ذو أهمية اقتصادية حيث أن المرض يتسبب في خسائر إنتاجية تتمثل في تدني إنتاجية الحيوانات المريضة أو تلك التي تم شفاؤها كما قد يحدث إجهاض للحيوانات العشار أو نفوق بعض الحالات ويضاف إلي ذلك تكلفة مكافحة القراد والحشرات الأخري الناقله للمرض.
الأنابلازما منتشره على نطاق واسع عالمياً وبالتحديد فى المناطق الحارة وتحت الحارة كما قد يتواجد بنسب أقل فى بعض المناطق المعتدلة. المرض متوطن فى بعض مناطق قارة إفريقيا إلى جانب الهند وروسيا وأستراليا وفى جنوب ووسط أمريكا وكذلك جنوب أوروبا.
الأنابلازما هي إحدي أمراض طفيليات الدم الأولية المعدية التي تعيش داخل كرات الدم الحمراء في الماشية (أبقار– أغنام – إبل) وبعض الحيوانات البرية وهي ذات شكل كروي حجمها يتراوح بين 0.2 إلى 0.5 ميكرون. البعض يصنفه على أنه من الطفيليات الأولية والبعض الأخر يصنفه علي أنه من الريكتسيات.
تنتقل الأنابلازما عن طريق القراد أو بطرق ميكانيكية بواسطة الذباب الماص للدم مثل ذبابة الإسطبل (Stomoxys) أو ذبابة الخيل (Talanus)أو عن طريق استخدام الإبر فى الحقن لأكثر من حيوان خاصة أثناء عمليات التحصين وأيضاً استخدام الأدوات الجراحية بدون تعقيم.
يوجد نوعان من الأنابلازما التي تصيب الماشية وهي :
الأنابلازما مارجينال (Anaplasma marginale) وتوجد قرب جدار كرات الدم الحمراء من الداخل.
الأنابلازما سنترال (Anaplasma centrale) وتوجد وسط كرات الدم الحمراء.
تتطفل الأنابلازما تطفلا إجبارياً داخل كرات الدم الحمراء وتتكاثر فتنقسم ثنائياً داخلها وتنتقل من كرات الدم المصابة إلي السليمة مباشرة ولاتسبب تكسر كرات الدم الحمراء.
الجهاز المناعي للحيوان المصاب يتخلص من هذه الخلايا المصابة حيث تبتلعها الخلايا اللاقمة أو البلعمية (Macrophages) كما أنها تبتلع أحيانا كرات الدم غير المصابة مما يسبب فقر دم حاد للحيوان.
الحيوانات التي تشفي من الإصابة تصبح حاملة للعدوي لعدة سنوات وربما مدى حياة الحيوان مع تواجد الطفيل بالدم بدون ظهور أعراض واضحه ويبقى هذا الحيوان مصدراً لنقل العدوى للحيوانات الأخرى القابلة للإصابة ويبقى هذا الحيوان محمياً مناعياً ضد هذا المرض وعند تعرضه للإصابة بمرض أخر بكتيرى أو فيروسى أو غير ذلك أو أى عامل مجهد للحيوان يتسبب فى ضعف مناعته ينشط الطفيل ويتكاثر وتظهر عليه أعراض المرض مرة أخرى.
الأعمار الصغيره من الحيوانات تكتسب مناعه من الأمهات تصل لمده عام تقريباً.
الأعراض المرضية لعدوي الأنابلازما:
1-الأعراض الحادة:
تظهر فى الماشية حتى عمر ثلاث سنوات وتوجد أحياناً فى الماشية بين سن سنه وسنتين. وفترة حضانة المرض حوالى 3 أسابيع.
يحدث إرتفاع فى درجة حرارة الحيوان تصل إلى 40- 41 درجة مئوية وتكون فى صورة متقطعة وأحياناً يحدث نفوق أثناء إرتفاع درجه حرارة الحيوان.
- فقر الدم وضعف عام وصعوبة فى التنفس.
- فقدان الشهية والجفاف.
- تضخم الغدد الليمفاوية واليرقان.
- نقص فى إنتاج اللبن والإجهاض فى بعض الماشية.
- فقدان الخصوبة المؤقت فى الثيران.
2-الأعراض المزمنة:
عادة ما يشمل هذا إصابة الماشية التى يزيد عمرها عن ثلاث سنوات. وتحدث بعد ظهور الأعراض الحادة للمرض ويصحبها فقر دم شديد مصحوب بشحوب الأغشية المخاطية.
هزال وفقدان الوزن.
الصفة التشريحية:
- هزال ويرقان.
- تضخم واحتقان الطحال والغدد الليمفاوية.
- وجود بقع نزفية بالقلب والأمعاء كما تظهر تجمعات دموية تحت الجلد.
- إحتقان الرئتين ووجود سوائل رغوية داخل القصبة الهوائية.
- تضخم الكبد وإصفراره والحوصلة المرارية تكون غالباً ممتلئة كبيرة الحجم وتحتوى على سائل مرارى بنى إلى أخضر اللون.
- الغدد الليمفاوية الكبدية وبين الرئتين تبدو بنية اللون.
التشخيص:
التشخيص المبدئى للحالات الحادة يمكن الوصول إليه من خلال التاريخ المرضي والصفات الإكلينيكية والباثولوجية وللنموذج الوبائى للمرض. لون البول يكون طبيعى على عكس ما يحدث فى الإصابة بطفيل البابيزيا.
الفحص الميكروسكوبى لشرائح دم رقيقة من الحيوان الحي المصاب بعد صبغها بصبغة الجيمسا وكذلك مسحات من أنسجة الكبد والطحال والرئتين والقلب فى حالة الحيوان النافق. تظهر الأنابلازما داخل كرات الدم الحمراء قرب جدارها من الداخل أو فى وسطها باللون الأحمر الداكن وأحياناً تظهر حولها منطقة دائرية خالية من الصبغة.
الفحص الباثولوجى الميكروسكوبى لأنسجة أعضاء الجهاز الشبكى البطانى تظهر التهام أعداد كبيرة من كرات الدم الحمراء بواسطة الخلايا البلعمية أو اللاقمة .
التشخيص عن طريق الإختبارات السيرولوجية مثل إختبار الإليزا (ELISA) .
إختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR).
العــلاج :
يتم العلاج بمركبات التتراسيكلين فى الحالات حديثة الإصابة فى فترة حضانة المرض.
يتم العلاج أيضاً بالإميدوكارب وهو شائع الإستخدام فى علاج الأنابلازما. قد يستخدم الإميدوكارب في أن يجعل الحيوان المصاب خالياً تماماً من الإصابة وتستخدم هذه الطريقة عند تصدير الحيوانات لمناطق خالية من الإصابة بالأنابلازما .الحيوانات التى أصيبت بالمرض من قبل تكتسب مناعة تحميها من الإصابة مرة أخرى ولكن المناعة لا تحمى الحيوانات من الإنتكاسات الناتجة عن تعرضها لعوامل الضغوط الخارجية مثل بعد إعطاء التحصينات أو الإصابة بأمراض أخرى أو نقل الحيوانات من مكان لآخر لمسافات طويلة تسبب إرهاق لها.
طرق المكافحة والوقاية من المرض:
-مكافحة الأنابلازما ليست سهلة لتنوع وتعدد الحشرات الناقلة للطفيل إلى جانب الحيوانات البرية الخازنة للطفيل وكذلك لطول الفترة التى يبقى فيها الحيوان الحامل للمرض قادراً على نشر العدوى.
-مكافحة القراد والحشرات الأخرى الناقلة للمرض عن طريق الرش أوالتغطيس الدورى للحيوانات وكذلك الرش داخل الحظائر وبخاصه داخل الشقوق.
-الفحص الدورى للحيوانات لاكتشاف المصاب منها والحامل للعدوى وعلاجها.
-الحجر البيطرى لأى حيوانات جديدة لفحصها وعلاج المصاب منها قبل إدخالها مع الحيوانات السليمة داخل حظائر التربية.
-فى حالة حقن الحيوانات بأي علاجات أو تحصينات يستخدم لكل حيوان إبرة منفصلة ذات الإستخدام لمرة واحدة.
-التعقيم الجيد للأدوات الجراحية.
-إتباع إجراءات الأمان الحيوى داخل مزارع تربية الماشية وقبل دخول الأفراد أو أى مستلزمات أو أعلاف لداخل المزرعة.
المراجع;
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/
https://www.vetacademy2021.com/2021/07/Bovine-Anaplasmosis-Gall-Sickness.html
https://garden-ar.desigusxpro.com/krs/zabolevaniya/anaplazmoz.html
باحث فارماكولوجي – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق – مركز البحوث الزراعية – مصر