أخبارمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : خواطر إنسانيه … وبعيدا عن السياسة (بعد السبعين .. محطات في حياتي)

بعد أيام قليله أو بالأحرى إن شئت قل بعد ساعات قليله وفي يوم السادس من يناير يكون عمري قد تجاوز السبعين .. وأعتقد أنه بحساب أيامنا تلك لا يعد ذلك العمر بالقصير

لقد عشت طفولتي وصدر شبابي الأول في قريتي الحبيبه (كوم النور -دقهلية ) والتي تعد واحدة من أكبر قري الجمهورية وكانت تحمل شعار (في كل بيت نخله+معلمه ) والتي يزيد عدد سكانها عن ١٠٠ ألف نسمة وبها العديد من المدارس الابتدائيه والاعداديه وايضا مدرسه ثانوية عامه قبل ثورة يوليو ١٩٥٢م. وأتذكر ونحن طلاب بالمرحلة الثانوية أن معظم السادة المدرسين لنا كانوا تلاميذ في نفس المدرسه يوما ما وجلسوا علي نفس المقاعد التي كنا نجلس عليها .. وانجبت القريه العديد من السادة الوزراء السابقين وقادة الجيش فعلي سبيل المثال كان جارنا في البيت المجاور هو الفريق الركن/عبد الله الشرقاوي قائد الجبهة الشمالية أيام الرئيس ناصر وفي قطاع الشرطة أنجبت العديد من السادة اللواءات منهم إثنين من رؤساء أكاديمية الشرطة وبعض السادة مديري الأمن في الكثير من المحافظات .. كما أستشهد من قريتي العديد من السادة الضباط والصف والجنود في حرب الاستنزاف وحرب التحرير السادس من أكتوبر ١٩٧٣م. وكان زميلي في المقعد المجاور بل صديقي وتوأم روحي بالثانوية العامة هو اللواء الشهيد شرطة/محمود عادل سلامة.

كوم النور.. قرية مميزة 

وللعلم فكوم النور قرية مميزة تحب العلم والعلماء ويوجد المئات من أبنائها من حمله درجة الدكتوراة والذين يعملون في مختلف الجامعات المصرية ومنهم من تقلد منصب العميد ونائب رئيس الجامعة في الكثير من الجامعات المصريه …كما أن الكثير منهم يعملون في مراكز البحث العلمي المختلفة ويوجد بالمركز القومي للبحوث إثنين من أبناء كوم النور تقلدوا وظيفة رئيس المركز ومازالت القافله تسير …..
وبعد أن أنهيت دراسي الثانوية وكنت أشغل منصب رئيس إتحاد طلاب المدرسة الثانوية بكوم النور عام ٧٠-٧١ وبعدها مباشرة إلتحقت بجامعة القاهرة والتي حصلت منها علي درجة البكالوريوس عام ١٩٧٥م. بتقدير عام جيد جدا وبعد أن أديت شرف الخدمة العسكرية بالقوات المسلحة إلتحقت بالعمل بمركز البحوث الزراعية بالجيزة بدرجة مساعد باحث(معيد) ..

وبعد أن حصلت علي درجة الماجستير عام ١٩٨٢م. وصلت دراستي الدكتوراة في مصر الي أن تم ترشيحي من قبل الإدارة العامة للبعثات وبعد موافقة معهدي الذي أعمل به للسفر لدراسة الدكتوراة بالاتحاد السوفيتي عام ١٩٨٥م.

دكتوراة من طشقند عاصمة أوزبكستان 

ثم ناقشت درجة الدكتوراة في مدينة طشقند عاصمة جمهوريه أوزبكستان في يناير ١٩٩٠م. ثم عدت الي أرض الوطن مره أخري في ابريل ١٩٩٠م. …وللعلم طوال فترة البعثة الدراسية كنت اكتب بصفة مستمرة في جريدة الشباب العربي والتي كانت تصدر بالقاهرة تحت إشراف المجلس الأعلي للشباب والرياضه وكانت توزع علي كل المبعوثين والمغتربين العرب والمصريين في كل أنحاء العالم .. وتتدرجت في العمل الوظيفي بعد عودتي الي أرض الوطن حتي حصلت علي درجة الأستاذية(رئيس بحوث عام ٢٠٠٠م.) ثم كلفت بالعمل وكيلا بمحطة البحوث الزراعية بالجميزة عام ٢٠٠٣م. الي أن صدر قرار الأستاذ الدكتور رئيس المركز في يناير ٢٠٠٧م.

بتكليفي للعمل مديرا لمحطة بحوث الجميزة ثم وبتاريخ أغسطس ٢٠٠٧م. تم صدور قرار معالي السيد وزير الزراعة بتكليفي للعمل وكيلا للوزارة بمحافظة المنوفية بالإضافة الي عملي البحثي وهناك مارست العمل لمدة أربع سنوات تم إعادة هيكلة المديرية من الداخل لتحسين الأداء الوظيفي بكل الادارات المختلفة وكانت مهمتي الأساسية حسن معامله المواطن البسيط من خلال سياسة الباب المفتوح والألتحام المباشر بالجماهير ولمدة أربع سنوات وحتي مايو ٢٠١١م. الي ان نقلت للعمل بالجيزة وشغلت منصب وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية لمدة ستة أشهر ثم نقلت للعمل مدير الهيئة العامة لصندوق الموازنة الزراعية بوزارة الزراعة (وكيل وزارة) لمدة عام كامل حتي بلغت السن القانوني للتقاعد في يناير ٢٠١٣م. أي منذ حوالي عشر سنوات ومن يومها وحتي الآن أعمل أستاذ ورئيس بحوث متفرغ(علي درجه مالية نائب رئيس جامعة ) وملخص القول إنني تحررت كثيرا من العمل الإداري..

عودة للكتابة فى الصحف والمواقع الإلكترونية

وهنا أصبحت لدي الفرصة مرة أخري الي إعادة هوايتي في الكتابة علي صفحات التواصل الاجتماعي وايضا بعض الصحف الالكترونية والورقية حيث كتبت العديد من المقالات المتنوعه وقمت بتجميع بعضها في مجلد يشمل العديد من تلك المقالات مثل الأمن الغذائي في العالم العربي – سد النهضة(النشأة والمستقبل) الزراعة المصرية وخطوات الخروج من المأزق وتصحيح المسار – البحث العلمي في مصر والعالم العربي – الماسونية العالمية .. النشأة والأهداف – تحليل ما يسمي بروتوكولات حكماء صهيون … ومازالت القافله تسير .

كما تصديت لكل المحاولات الأثمة للنيل من واحدة من أكبر المؤسسات العلمية البحثية التطبيقية الزراعية في مصر والعالم الثالث ألا وهو مركز البحوث الزراعية والذي حمي البلاد من مجاعة غذائية محققة في السنوات الأخيرة وشهد أزهي أيامه في فترة د.والي أي طوال فترة الثمانينات و التسعينات حيث بلغت ميزانية المركز في تلك الأيام حوالي المليار جينة وبعد رحيل د.والي تدهورت الميزانية تدريجيا الي أن وصلت في بعض السنوات الي أقل من ١٠٠ مليون ..

وعلي الرغم من تولي أكثر من ٦. من رؤساء المركز مقعد وزير الزراعة في السنوات العشر الأخيرة إلا أن المركز لم يجد من يحنو عليه بل يتلقي السهام الطائشة مع العلم بأنه هو قاطرة الأمة والتي تقودها الي النهضة الزراعية الحديثة إذا أحسن قيادته .

وأثناء فترة بعثتي ناشدت معالي وزير الزراعة حينها تشجير الطرق الصحراوية بمصر وبدأ سيادته بطريق القاهره-الإسكندرية الصحراوي حيث قام بتشجير هذا الطريق بأشجار الزيتون والتي شاهدتها بنفسي بعد عودتي من البعثة وهي مثمرة ثم ماتت الفكرة والمحاوله بعد أن ترك الوزارة ولهذا عاودت في بعض مقالاتي وفي السنوات الأخيرة بإعادة إحياء فكره تشجير الطرق الصحراوية الطويلة وأعتقد أن القيادة السياسية تتجاوب مع تلك الفكرة حاليا وإن كانت هناك بعض الأصوات السلبية والتي تعودنا عليها من أعداء النجاح تتعرض لها لاسباب واهية.

 

حوار وطني علي أسس علمية موضوعية شاملة

وكان لي أيضا الشرف بالمطالبه بالحوار الوطني ولكن علي أسس علمية موضوعية شاملة و أن يضم بعض الشخصيات ذات الحس الوطني المرهف .. مع زيادة مساحة حريه الرأي الآخر .. فالدولة الحديثة تبني بالرأي والرأي الآخر.
كما إننا نناشد القيادة السياسيه بإجراء تغيير وزاري شامل وعاجل علي أن يكون علي رأس الوزارة شخصية اقتصادية سياسية واعية وخاصة في تلك الظروف الصعبة التي يمر بها العالم وتمر بها مصر … مع أهمية إختيار العديد من السادة الوزراء المختصين وأصحاب الرؤي السياسية والاجتماعية الواضحة.
وكنا ومازلنا نناشد السيد الرئيس بضم جميع المراكز البحثية والتابعة لبعض الوزارات المختلفة تحت مظلة أكاديمية البحث العلمي وتحت إشراف رئاسة الجمهورية لحسن سير العمل و الاداء بها.
تلك كانت ومازالت أحلامنا مع العام الجديد ٢٠٢٣م. .. فهل يا تري تجد تلك الأحلام من يستمع إليها ويحنو عليها ….
واسلمي يامصر انا لك الفدا…..
مع خالص تحياتي…..
د. حمدي المرزوقي
وكيل وزارة سابق
اول يناير ٢٠٢٣م.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى