الأقدم فى التاريخ .. 50 صورة لـ “بوابة الزراعة ” ترصد واقع ومستقبل حدائق انطونيادس بالإسكندرية
قصر انطونيادس شهد احداثا مهمة منها توقيع اتفاقية الجلاء واجتماع تأسيس الجامعة العربية
<< تقع على مساحة 140 فدان ويرجع تاريخ إنشائها إلي الفترة البطلمية في مصر
<< أقامت الأميرة فوزية وزوجها «شاه إيران» بالقصر في الشهور الأولى من الزواج
<< نموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس التي أقام بها الخديوي إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا
<< تضم تماثيل رخامية نادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال
<< حديقة المشاهير بها تماثيل لفاسكو دي غاما وكريستوفر كولومبس وماجلان
<< سعر تذكرة الدخول 5 جنيهات و تضم مجموعة نادرة من النباتات
رصدت عدسة ” بوابة الزراعة” فى أكثر من 50 صورة واقع ومستقبل حدائق انطونياديس بمنطقة سموحة شرق الإسكندرية وذلك بعد تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى وكذا بعض التقارير الإعلامية والصحفية تزعم هدم معالم حديقة أنطونيادس التاريخية وقطع أشجارا نادرة بها وسط مطالبات بتوضيح حقيقة ما يحدث.
بمجرد دخولك من البوابة الرئيسية للحديقة يستوقفك هذه الحركة المستمرة للمعدات والجرارات التى تحمل مخلفات الأشجار ، بجانب أعمال الصيانة التى تجرى فى الاستراحة المواجهة للمدخل الرئيسيى ، وعندما سألنا العمال أكدوا أن ما يجرى هو تطوير وصيانة للحديقة ضمن برنامج متكامل لإعادتها لسابق عهدها
رصدت كاميرا ” بوابة الزراعة ” الحالة المتردية لأنحاء مختلفة من حديقة انطونيادس ، حيث باتت المسطحات الخضراء والنباتات بحالة سيئة نتيجة انعدام مياه الري وعدم تقليم الأشجار والعناية بها .. وقد أكد بعض العمال الذين تحدثنا معهم أن ما يجرى حاليا هو بمثابة اعادة إحياء للحديقة والحفاظ عليها ، ففى السابق لم تفلح جهود المشرفين عليها فى فرع معهد بحوث البساتين من وقف اعمال البلطجة والتعديات التى كانت تحدث خاصة أن مناطق كثيرة كانت مهدمة من سور الحديقة وكانت مرتعا للخارجين على القانون ومدمنى المخدرات .. وأكدوا ان الوضع اختلف الأن تماما ، فلا يستطيع احد الأقتراب من الأسوار أو الإقدام على أى عمل مخالف للقانون .
حديقة من أيام البطالمة :
حدائق وقصر أنطونيادس – وبحسب موسوعة ويكيبيديا – هي حدائق يرجع بعض المؤرخون تاريخ إنشائها إلي الفترة البطلمية في مصر وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية وتعتبر من بين أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان علي مستوي العالم، وكانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو «جنات النعيم» ولقد عاصرت هذه الضاحية أحداثاً تاريخية مهمة لملوك البطالمة .
وفي القرن التاسع عشر كانت ملكا لأحد الأثرياء اليونانين وكانت تعرف باسمه «حدائق باستيريه» حتى تملكها محمد على باشا وأقام قصرا له بها وفي عام 1860 م عهد من قبل الخديوي إسماعيل إلى الفنان الفرنسي «بول ريشار» بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس التي أقام بها الخديوي إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا، وكانت مساحة الحدائق آنذاك نحو 50 فداناً بل وصلت مساحة الحدائق نتيجة التوسعات التي أمر بها الخديوي إسماعيل إلى محل نادي سموحة حاليا، وأضيف وقتها عدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة إلى الحديقة حيث عرف عن الخديوي إسماعيل ولعه بصيد الطيور بها.
انتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء وهو البارون اليوناني جون أنطونيادس العام1860 م والذي سميت الحدائق باسمه لاحقا، وقد ظل جون أنطونيادس زمناً بالقصر، وعندما توفي عام 1895 م آلت الحدائق والقصر بالميراث لإبنه أنطوني الذي نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية العام 1918 م.
تماثيل رخامية نادرة لشخصيات أسطورية
توجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية أيضا تماثيل تمثل الفصول الأربعة إضافة لأسود مصنوعة من المرمر.
ومن حدائق أنطونياديس حديقة المشاهير والتي تضم تماثيل لفاسكو دي غاما وكريستوفر كولومبس وماجلان…و كذلك حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس. و حديقة الورد التي صممها المهندس الفرنسي ديشون ومساحتها 5 أفدنة ويوجد بها نافورة مياه يتوسطها تمثال رخامي، كما يوجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة.
أحداث مهمة شهدها قصر حديقة انطونيادس :
شهد القصر الموجود فى حديقة انطونيادس توقيع اتفاقية الجلاء عام 1936 م بين الحكومة المصرية برئاسة حزب الوفد والحكومة البريطانية للانسحاب من مصر إلى منطقة القناة وتم غرس شجرة بمدخل القصر تخليدا لهذه المناسبة.
استضاف القصر ملوكا أثناء اقامتهم في الأسكندرية منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا حيث أقام في قصر أنطونيادس لفترة الملك زوغ الأول ملك ألبانيا وزوجته الملكة جيرالدين بعد خروجهم من البلد عقب اجتياح مملكة إيطاليا الفاشية في فترة حكم رئيس الوزراء بينيتو موسيليني.
أقامت ابنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية «امبراطورة إيران» وزوجها الإمبراطور محمد رضا بهلوي «شاه إيران» السابق بالقصر في الشهور الأولى من الزواج..كما شهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية العام 1944 م.
أعمال تطوير حديقة انطونيادس :
تشهد حدائق انطونيادس حاليا عمليات تطوير واسعه ، حيث كشفت جولة ” بوابة الزراعة ” عن استمرار عمليات رفع المخلفات والبدء فى أعمال الصيانة الخاصة بسور الحديقة .
وقال عمال فى حديقة انطونيادس انهم حتى الآن يتبعون وزارة الزراعة -و معهد بحوث البساتين الذى لايزال يمارس عمله داخل الحديقة – وأشاروا إلى نسبة الإقبال على زيارة الحديقة ارتفعت خلال الأيام الماضية على خلفية الموضوعات التى تناولها الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى بشأن تطويرها .
وأكد العمال أن ما يجرى وما نشاهده هو اعمال تطوير حقيقية للنهوض بالحديقة واعادتها لرونقها ووضعها السابق ، وقد توقفت تماما الأعمال والممارسات الغير منضبطة التى كان يقوم بها البلطجية على أطراف الحديقة وبدأنا نرى حركة ووفود تأتى هنا لمتابعة أعمال التطوير والصيانة التى تجرى فى الاستراحة المقابلة لباب الحديقة الرئيسى أو التى تجرى فى قصر محمد على .
و حديقة انطونيادس هي حديقة نباتية عالمية تحتوى على طرز ونظم التصميمات للحدائق بكل أنواعها من طرز عربية إسلامية وطرز يونانية وإيطالية وفرنسية وأيضا بها الطرز الهندسية والحرة لتصميم الحدائق كما أنها تحتوى على مجموعات نباتية نادرة ومعمرة ويقوم باحثون من قسم بحوث الحدائق النباتية بمعهد بحوث البساتين بالعمل على تطوير الحدائق بصفة مستمرة والتبادل النباتى بين الحدائق النباتية العالمية كما أن الحدائق مفتوحة لزيارة الجمهور برسم دخول رمزي 5 جنيهات .
مردود كبير وعوائد من نشاط الشتلات والزوار :
وأضاف أحد المهندسين الزراعيين فى حديقة أنطونيادس – رفض ذكر أسمه – أن العوائد التى تحققها حديقة انطونيادس من بيع الشتلات و ” العُقل ” تتخطى حاجز 140 مليون جنيه سنويا كان من المفروض تخصيص جزء منها للصرف على تطوير الحديقة ومدها بشبكات رى متطورة بجانب تدبير مكافآت للعمالة المؤقتة التى للأسف تم التخلى عنها بحجة عدم وجود ميزانية ..
وأضاف أن العمالة المؤقتة كانت تتولى اعمال الصيانة ورى أشجار الحديقة وغيرها من الأعمال وبعد الاستغناء عنهم أصبح العدد حاليا لايكفى لهذه الأعمال ، واعتقد أنه أمام هذه الأمور كان لابد من تصحيح الأوضاع والبدء فى عملية اعادة التطوير .
رحلة التطوير بدأت من أيام استضافة “ليالى التليفزيون ” :
وقد شهدت الحدائق تطويرا ملحوظا في عهد فوزى معاذ عندما كان يديرها المهندس سعيد صبره وكانت تستضيف في المسرح حفلات ليالى التليفزيون وحفلات العيد القومى للإسكندرية
وقد عاني القصر وجزء من الحدائق لبعض الإهمال لكن محافظة الأسكندرية في فترة اللواء عبد السلام المحجوب سلمت ملكية الحديقة الي مكتبة الأسكندرية وذلك لجعلها مركزا ثقافيا عالميا لحوض البحر المتوسط ويخدم دول حوض البحر المتوسط وليكون مقراً لحوار الحضارات والثقافات لحوض المتوسط وحلقة للاتصال بين الشمال والجنوب، وتولي مركز دراسات الإسكندرية ودراسات حوض البحر المتوسط التابع لمكتبة الإسكندرية بالاتفاق مع مجموعة أوناسيس العالمية اليونانية لكي تضم الحديقة متحفا لحضارات البحر المتوسط وقاعة للمؤتمرات ومكتبات وموقعا للحفلات مستويات مختلفة.
ووفقا للقرار الجمهورى رقم 112 لعام 1968 فإن تبعية الحدائق «انطونيادس والنزهة والورد» تخضع لوزارة الزراعة حيث يشرف عليها ويديرها معهد بحوث البساتين أحد معاهد مركز البحوث الزراعية ، وكانت تذكرة الدخول تتضمن معلومات وبيانات تؤكد ذلك ، فهى صادرة عن وزارة الزراعة ، أما الآن و-بحسب تذكرة الدخول التى حصلت عليها “بوابة الزراعة ” فإن التذكرة لا تتضمن أى بيانات تشير إلى جهة الولاية على الحديقة ”
القصر لا يزال تحت الصيانة ولم يتم فتحه منذعام 2004
القصر الموجود داخل حديقة انطونيادس تم منحه لمكتبة الإسكندرية مع الحديقة الامامية للقصر في حدود مساحة 2 فدان ليكون مركز ثقافى متميز وما زال منذ منح القصر لمكتبة الإسكندرية في عام 2004 وحتى الآن في مراحل الترميم ولم يقم به أي نشاط أو يفتح للزيارة…
تجريف حديقة أنطونيادس وقطع الأشجار النادرة بها ..شائعة
استاذ بزراعة الإسكندرية : التطوير خطوة إيجابية لحماية الحديقة والحفاظ عليها
من جانبه نفى الدكتور هاني النجار الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية ما يثار حول أن التطوير سيجعل الحديقة تفقد تراثها، مؤكدا أن ما تعرضت له حديقة أنطونيادس خلال السنوات الماضية جعل النباتات والمسطحات الخضراء بها بحالة سيئة، لانعدام المياه، حيث أنها لم يدخلها مياه سوى الأمطار منذ عام 2013.
وأشار النجار، في منشور توضيحي عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، إلى أن إعادة تطوير الحديقة خطوة إيجابية هامة لحمايتها والحفاظ عليها لمحبيها، مؤكدا أنه خلال السنوات الماضية عانت أشجار الحديقة من قلة التقليم، فضلا عن انتشار القوارض والثعابين بصورة كبيرة، وقلة الصيانة والأشجار التي أصبح بها إصابات شديدة من السوس.
وأكد النجار، أن أعمال التطوير بدأت بإعادة بناء السور الخارجي بشكل جمالي يتناسب مع قيمة المكان، كما بدأت عملية تقليم الأشجار وإزالة الأجزاء الجافة منها، وذلك من الحفاظ على كافة أشجار الحديقة وعدم إزالة أي منها.
ولفت الدكتور النجار إلى أن هذا التطوير يتم تحت رعاية متخصصين من أساتذة معهد البحوث بوزارة الزراعة، وعدد من أساتذة كلية الزراعة، لافتا إلى عمل ممرات جديدة الصرف والري بالحديقة وإعادة المسطحات الخضراء