طالعتنا التصريحات الأثيوبية حول استعدادها لبدء العودة لمفاوضات سد النهضة، وأرسل لى أحد الأصدقاء أمس تسجيل للقاء على قناة الجزيرة حول هذه التصريحات، فى حضور ممثلين عن مصر والسودان وأثيوبيا، وهناك اتصالات من أصدقاء صحفيين حول رأيي فى عودة مصر للمفاوضات بالرغم من استمرار أثيوبيا فى تعلية السد استعدادا للملء الثالث للسد وقيامها بتشغيل توربينة لتوليد الكهرباء بدون محاولة التوصل لاتفاق مع مصر والسودان. والحقيقة انا غير راضى عن أداء الحكومة على المستوى الاعلان السياسي وكذلك الأداء الاعلامى، وغير سعيد بتصريحات (بعض) الخبراء المصريين فى برامج المحطات الفضائية عربية أو مصرية.
وجدير بالاشارة والادراك أنه هناك رؤية واضحة ومعلنة للقيادة السياسية، تتمثل فى الالتزام بمسار تفاوضى بناء فى هذه القضية يحافظ على المبادئ الأساسية للقانون الدولي من عدم الاضرار الجسيم، وتحقيق التنمية المشتركة، وبما يحفظ حقوق مصر وحصتها المائية من نهر النيل. وهذه الرؤية قد تكون محصلة لوعود قوى سياسية عظمى بالتزام أثيوبي فى التفاوض، وقد أيضا لضغوط ووعود اقليمية ودولية. ولكن بطبيعة الحال، رؤية قيادة الدولة تعكس ماهو الأصلح للدولة فى ظل المعطيات الدولية الحالية فى هذا الشأن.
فى برنامج الجزيرة بالأمس، هناك برلمانى أثيوبي يتحدث بطريقة كوميدية وغير لائقة، وليس له الخلفية العلمية او المهنية للارتقاء الى مستوى ممثلى السودان ومصر. والحوار لم يكن ناجحا فى رأيي، ولم يصل الى نتيجة مهمة نتيجة لمشاركة هذا البرلماني الأثيوبي، وأعتقد أن مشاركته كانت تهدف لذلك. كان الافضل فى هذا البرنامج الأخ السودانى، ولكن لم يحظى بالوقت الكافي للتعبير عن وجهة نظر السودان. وهناك عدم سرد كاف من ممثلى (مصر على الأقل) لمخالفات أثيوبيا للقانون والأعراف الدولية فى هذه القضية، منذ بدايتها وحتى تاريخه.