الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : فى وداع أحد مؤسسي مركز بحوث الصحراء
فقدت مصر امس عالما من الطراز الذهبى لاجيال العلماء الرواد الذين نفقدهم ونفتقدهم مع استحالة استعواضهم فى عصر معدنه السائد الخرده والصفيح !! . رحل امس فى صمت كعاده شخصيته الهادئه المتواضعه ليدفن فى الاسكندريه وسط عاصفه من مياه الامطار التى آثرت ان تشارك فى وداعه الى مثواه الاخير وهو الذى كرس حياته العلميه منذ خمسينات القرن الماضى فى التنقيب عنها بأعماق صحارى مصر الجافه حتى ينشر بها الخير والنماء .
أستاذنا وقدوتنا البروفيسور ابراهيم حسن حميده هو احد مؤسسى معهد بحوث الصحراء فى عصره الذهبى منذ عام 1959 حينما استهواه العمل به مفضلا اياه آنذاك عن وظيفته كمعيد بعلوم الاسكندريه . أستطاع بعلمه ونبوغه المشاركه فى تأسيس مدرسه الهيدرولوجى التى صارت المقصد لعدد كبير من طلاب الدراسات العليا بالجامعات .
شارك البروفيسورالراحل فى مشروعات دوليه عديده مع البروفيسور فاروق الباز وغيره من المؤسسات الدوليه . تولى استاذنا البروفيسور ابراهيم حميده رئاسه مركز بحوث الصحراء عام 1995 .
حينما توليت رئاسه مركز الصحراء عام 2003 كنت اخجل من تواضعه فى الحضور لمكتبى لقضاء امر رافضا بشده الحاحى بأن اذهب اليه فى مكتبه وهى القيم الاخلاقيه النبيله التى سادت مركز بحوث الصحراء قبل تصحره !! .
رحل استاذنا وقدوتنا قبل ان تكرمه الدوله بالتقدير المستحق بمنحه جائزه الدوله التقديريه ولكن الله اراد له استبدالها بثواب الآخرة الاعظم جزاء ماقدم لوطنه وتلامذته من علم ينتفع به .