أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمقالاتمياه ورى

الدكتور حمدى عبد الرحمن يكتب : آخر تنوير أثيوبي بخصوص سد أبرهة (النهضة سابقا)

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميك ميكونين إن ممارسة ضغوط غير ضرورية على إثيوبيا من خلال التسييس المتعمد وتدويل المسألة لن تجعل إثيوبيا تقبل بمعاهدات الحقبة الاستعمارية بشأن نهر النيل. وأضاف إن إثيوبيا لن توافق أبدًا على مثل هذه الشروط غير العادلة التي تسعى إلى الحفاظ على الهيمنة المائية لمصر والسودان.

أدلى نائب رئيس الوزراء بهذه التصريحات يوم أمس أثناء إلقائه كلمة افتتاحية في ندوة افتراضية استضافتها السفارة الإثيوبية في لندن ونظمتها وزارة الخارجية الإثيوبية بالتعاون مع مختلف البعثات الإثيوبية في أوروبا.

وفقًا لمدير الجلسة ، السفير تيفيري ميليس ، كانت الندوة عبر الإنترنت تهدف إلى تقديم تحديث حول المفاوضات الجارية حول سد النهضة وتوضيح بعض القضايا المتعلقة بالمسألة.
وحضر الاجتماع أكثر من 200 مشارك ، حيث شارك سفراء ودبلوماسيون إثيوبيون في أوروبا ، ومفاوضون يمثلون إثيوبيا في المحادثات الثلاثية ، ووسائل الإعلام ، وأصدقاء إثيوبيا.”
هذا التنوير يطرح الملاحظات الآتية
الملاحظة الأولى أن الادعاء بعدم قبول المعاهدات الاستعمارية يناقض طبيعة الدولة الأثيوبية نفسها التي قامت على الغزو والضم مثل الاوجادين وغامبيلا وبني شنقول واريتريا التي تمت خلال نفس الفترة الاستعمارية . فإذا قبلنا بنفس المنطق ينبغي أن تعود هضبة الحبشة إلى حدود ماقبل العهد الاستعماري. مالكم كيف تحكمون؟
ثانيا. الهدف من فكرة السد وتصميمه بهذا الشكل وما يستتبعه من إقامة سدود أخري ليس هو إنتاج الكهرباء أو التنمية وإنما هي إعادة إنتاج فكرة أبرهة القديمة في الغزو والهيمنة. سوف يكون بمثابة خازندار مياه النيل أي المفتاح الذي يتحكم في مياه النيل . وقد أكدت تصريحات دينا مفتي حول نية أثيوبيا بيع المياه هذا الاتجاه.
ثالثا. تقود النخبة الحاكمة في أثيوبيا منذ عهد ميليس زناوي حملة تضليل إعلامي لتصوير السد على أنه مصدر تنمية ورخاء ليس لأثيوبيا وحدها ولكن لكل الإقليم. وقد وقعنا في البداية في فخ هذه الدعاية .ولنتذكر حديث الوفد الشعبي المصري الذي التقى زناوي وصفق له. المشكلة انها تقوم بشيطنة كل من مصر والسودان .
رابعا. بدون جلد الذات فإن من يحكم في أديس أبابا ليس على استعداد لتقديم تنازلات ويصر على موقفه الذي لم يتخلى عنه لحظة منذ عشر سنوات خلت على الرغم من تغير الأشخاص في رئاسة الوزراء الأثيوبية. كما أن انتظار الحلول الأمريكية أو الأوربية في هذه المرحلة يعد بمثابة السراب الذي يحسبه الظمآن ماء.
خلاصة القول أن عمليات الاستعداد للملء الثاني تجري على قدم وساق. فهل نترك أبرهة يهدم معبدنا ونلوذ بالدعاء؟ تعلمنا ونحن على مقاعد الدراسة أن القوة في العلاقات الدولية تخلق الحق وتحميه. خلص الكلام


د. حمدى عبد الرحمن _ الاستاذ بجامعة القاهرة





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى