الدكتور محمود أبوزيد : سيتم التوصل لاتفاق يوفر احتياجاتنا من مياه النيل

أخبار, رئيسي, زراعة عربية وعالمية, مياه ورى ,
تحدث الدكتور محمود أبو زيد، وزير الري الأسبق، عن أزمة سد النهضة، بعد التطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية، قائلًا: “من أهم الآثار الجانبية الخطيرة لسد النهضة أنه في حالة وجود جفاف ممتد لعدة سنوات فإن مياه السد العالي لن تكفي لتواجه هذه السنوات الطويلة”.
وأضاف أبو زيد، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “90 دقيقة” المذاع على قناة “المحور”، قائلا:”مفيش شك إننا مش عارفين المفاوضات هتوصل لفين، خاصةً وأن المعلومات المتوفرة ليست مبشرة، ولكننا نأمل في ظل الأيدي الأمينة أن نصل إلى اتفاق يسد احتياجات مصر على مر السنين المختلفة، وإن شاء الله سنصل لذلك، ومن الوارد أن تفشل المباحثات، ولكن هناك خطوات ستُتبع حال ذلك موجودة في اتفاق المبادئ”.
وتابع: “ملف سد النهضة في أيد أمينة، فنيا وسياسيا، ومطمئن إنه إن شاء الله سنصل لاتفاق مرضى لنا من ناحية توفير القدر الكافي لسد احتياجاتنا من المياه”.

استمرار جلسات التفاوض اليوم :

يشار إلى أنه تتواصل اليوم الاثنين جلسات التفاوض الخامسة بين الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا على أمل التوصل لاتفاق حول ملئى وتشغيل سد النهضة وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس بحضور ممثلين عن البنك الدولى ..
وقد اعلن المتحدث الرسمى لوزارة الرى فى وقت سابق أمس الاحد أن المفاوضات لم تأتى بجديد فى ظل استمرار التعنت الاثيوبى  وتقديمها لمقترح يضر بحقوق دولتى المصب فى مياه النيل .

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري في تصريحات للمراسلين الصحفيين أنه ليس متفائلاً بتحقيق أي اختراق أو تقدم في المفاوضات الجارية حول سد النهضة، وذلك بسبب استمرار التعنت الأثيوبي، والذي ظهر جلياً خلال الاجتماعات التي تعقد حاليا بين وزراء الموارد المائية في مصر والسودان وأثيوبيا.

وأوضح المتحدث الرسمي أنه في الوقت الذي أبدت فيه مصر المزيد من المرونة خلال المباحثات وقبلت بورقة توفيقية أعدتها جمهورية السودان الشقيق تصلح لأن تكون أساساً للتفاوض بين الدول الثلاث، فإن أثيوبيا تقدمت، خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد يوم الخميس 11 يونيو 2020، بمقترح مثير للقلق يتضمن رؤيتها لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة وذلك لكونه اقتراح مخل من الناحيتين الفنية والقانونية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن هذا المقترح الأثيوبي، الذي رفضته كل من مصر والسودان، يؤكد مجدداً على أن أثيوبيا تفتقر للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل حول سد النهضة ويكشف عن نيتها لإطلاق يدها في استغلال الموارد المائية العابرة للحدود دون أية ضوابط ودون الالتفات إلى حقوق ومصالح دول المصب التي تشاركها في هذه الموارد المائية الدولية.

وكشف المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري عن بعض أوجه العوار في هذا الطرح الأثيوبي الأخير، ومنها ما يلي:

أولاً: في الوقت الذي تسعى فيه مصر والسودان للتوصل لوثيقة قانونية ملزمة تنظم ملء وتشغيل سد النهضة وتحفظ حقوق الدول الثلاث، فإن أثيوبيا تأمل في أن يتم التوقيع على ورقة غير ملزمة تقوم بموجبها دولتي المصب بالتخلي عن حقوقهما المائية والاعتراف لأثيوبيا بحق غير مشروط في استخدام مياه النيل الأزرق بشكل أحادي وبملء وتشغيل سد النهضة وفق رؤيتها المنفردة.

ثانيا: إن الطرح الأثيوبي يهدف إلى إهدار كافة الاتفاقات والتفاهمات التي توصلت إليها الدول الثلاث خلال المفاوضات الممتدة لما يقرب من عقد كامل، بما في ذلك الاتفاقات التي خلصت إليها جولات المفاوضات التي أجريت مؤخراً بمشاركة الولايات المتحدة والبنك الدولي.

ثالثاً: إن الورقة الأثيوبية لا تقدم أي ضمانات تؤمن دولتي المصب في فترات الجفاف والجفاف الممتد ولا توفر أي حماية لهما من الآثار والأضرار الجسيمة التي قد تترتب على ملء وتشغل سد النهضة.

رابعاً: تنص الورقة الأثيوبية على حق أثيوبيا المطلق في تغيير وتعديل قواعد ملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي على ضوء معدلات توليد الكهرباء من السد ولتلبية احتياجاتها المائية، دون حتى الالتفات إلى مصالح دولتي المصب أو أخذها في الاعتبار.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن هذه الورقة الأثيوبية هي محاولة واضحة لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب، حيث أن الموقف الأثيوبي يتأسس على إرغام مصر والسودان إما على التوقيع على وثيقة تجعلهما أسرى لإرادة أثيوبيا، أو أن يقبلا بقيام أثيوبيا باتخاذ إجراءات أحادية كالبدء في ملء سد النهضة دون اتفاق مع دولتي المصب. وقال المتحدث الرسمي أن هذا الموقف الأثيوبي مؤسف وغير مقبول ولا يعكس روح التعاون وحسن الجوار التي يتعين أن تسود العلاقات بين الأشقاء الأفارقة وبين الدول التي تتشارك موارد مائية دولية.