اختفاء الصادرات الزراعية المصرية بحلول 2030 ..دراسة : فجوة غذائية مستقبلية بسبب سد النهضة
حدد الدكتور جمال صيام الأستاذ بزراعة القاهرة وخبير الاقتصاد الزراعى المعروف عددا من الأثار السلبية التى ستطول قطاع الزراعة جراء سد النهضة فى مقدمتها حدوث فجوة غذائية وتراجع نسبة الاكتفاء الذاتى فى الحبوب إلى 30% فى 2030ثم تنخفض إلى 18% فى 2050 ، بجانب تلاشى الصادرات الزراعية المصرية .
وقال الدكتور “صيام ” فى دراسة بعنوان ” الفجوة الغذائية المستقبلية فى مصر فى ظل سيناريوهات المياه ” حصلت ” بوابة الزراعة ” على نسخه منها أنه بالنسبة لسد النهضة والسدود الإثيوبية الأخرى المقامة على النيل الأزرق فسوف تؤثر سلبا على كمية المياه المتاحة للزراعة مستقبلا ، فيتوقع أن يتم تشغيل هذه السدود بحلول 2025 ويفترض فى هذا الصدد أنها تتسبب فى مجملها فى اقتطاع 15 مليار متر مكعب سنويا من حصة مصر.
وأشارت الدراسة إلى أن سد النهضة والسدود الإثيوبية الأخرى – بجانب النمو السكانى- سوف تضاعف من أزمة المياه فى مصر، إذ تنخفض نسبة الاكتفاء الذاتى فى الحبوب إلى 30% فى 2030ثم تنخفض إلى 18% فى 2050 .
وتوقعت دراسة الدكتور جمال صيام أنه بحلول عام 2030 وربما قبل ذلك بسنوات ، تتلاشى الصادرات الزراعية المصرية ، إذ تتحول مصر من مصدر للخضر والفاكهة إلى مستورد لهما نتيجة لتأثير الزيادة السكانية فقط على كل من كمية المياه المتاحة لإنتاج الغذاء واستهلاك الغذاء.
وعلى مستوى أثر سد النهضة على الإنتاج الزراعى والفجوة الغذائية قالت الدراسة: يلقى سد النهضة والسدود الإثيوبية الأربعة الأخرى بظلال كثيفة على الإنتاج الزراعى والغذائى فى مصر الذى يتعرض بسببها إلى نقص جوهرى نتيجة لفقد شطر كبير من الموارد المائية والأرضية. وقد تناول سيناريو 2 تقييم أثر هذه السدود حيث افترض أنها تتسبب فى اقتطاع 15 مليار متر مكعب سنويا من حصة مصر المائية فى المدى الطويل أى اعتبارا من تشغيل سد النهضة وحتى 2050. وتمثل هذه الكمية المتوقع اقتطاعها نحو 26% من الحصة السنوية. وبافتراض ثبات العوامل الأخرى – فى جانب العرض- على ما هى عليه ، يتوقع أن ينخفض إنتاج الغذاء مستقبلا بنفس النسبة .
وواصل الدكتور جمال صيام فى دارسته قائلا : ولا يعزى النقص إلى الفقد الكلى أو الجزئى فى المساحة الزراعية فقط بل يتقرر كمحصلة للفقد فى المساحة والتوزيع الجغرافى لها والتغير فى التركيب المحصولى والفقد فى الإنتاجية الزراعية . فالتركيب المحصولى فى ظل عجز المياه يتجه إلى زراعة المحاصيل الأقل احتياجا للمياه على حساب المحاصيل كثيفة استخدام المياه. أما بالنسبة للإنتاجية الزراعية فيتوقع أن تنخفض لأكثر من سبب ، الأول نتيجة لقصور المياه عن استيفاءالاحتياجات المائية للمحاصيل ، والثانى هو تدهور نوعية المياه بسبب زيادة درجة الملوحة ، وزيادة معدل تدوير المياه. فى المجمل إذا كان الناتج المحلى الإجمالى حاليا يبلغ 35 مليار دولار ، فإن قيمة النقص المتوقع فى الإنتاج الزراعى والغذائى نتيجة لسد النهضة منفردا قد يبلغ أكثر من9مليار دولار.أما فى ظل السيناريو الأكثر سوءا على الإطلاق والذى يضم آثار الزيادة السكانية والسدود الإثيوبية والتغيرات المناخية وهو سيناريو 3 فقد ينخفض الناتج الزراعى بنسبة 77% أى بما قيمته نحو 27 مليار دولار.
ويتوقع الدكتور جمال صيام “وفقا للدراسة ” أن تتفاقم الفجوة الغذائية وتتجه إلى الاتساع بشكل جوهرى نظرا لأن محاصيل الحبوب وهى عصب الأمن الغذائى سوف تتأثر سلبا بدرجة أكبر بالمقارنة للزروع البستانية ، وتتركز محاصيل الحبوب فى منطقة الدلتا التى ستضرر أكثر من غيرها من المناطق الزراعية .