مفاوضات سد النهضة .. الدكتور نصر علام يكتب: وجهة نظر حول بيان واشنطن
وجهة نظر حول بيان واشنطن 15 يناير 2020:
فى المقدمة والخاتمة، أكد البيان على إلتزام ممثلى مصر وأثيوبيا والسودان بالعمل على التوصل الى إتفاق نهائى تفصيلى لتخزين وتشغيل سد النهضة. وقد لخص البيان ماتم الإتفاق المبدئى عليه من الدول الثلاثة حتى تاريخه، مع توضيح أنّ أى من هذه الإتفاقات المبدئية غير ملزمة بدون التوصل لإتفاق نهائى شامل بين الدول الثلاثة:
1. ملء سد النهضة سيتم على مراحل فى إطار تنسيقى ديناميكى (قابل للتعديل والتطوير التعاونى) تبعاً للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق وتداعيات الملء على دولتى المصب، على أن يكون الملء فى شهرى يوليو وأغسطس يمتد أحياناً الى شهر سبتمبر تحت ظروف يتم الإتفاق عليها
2. التخزين الأولى سيكون سريعاً (لم يتم تحديد عدد السنوات) لملء بحيرة السد حتى منسوب 595 متر فوق سطح البحر لتشغيل محطتى كهرباء السد مع مراعاة تداعيات ذلك على دولتى المصب اذا ما شهدت هذه فترة الملء جفافاً مؤثراً
3. المراحل التالية للتخزين وحتى الإمتلاء ااكامل للسد يكون تبعاً لألية (سيتم الإتفاق عليها) لحساب التصرفات المائية للسد تبعاً لمنسوب المياه فى بحيرة السد وللظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق وكمية الطاقة الكهربية المطلوب توليدها من السد وظروف الجفاف السائدة
4. تشغيل السد سيكون تيعاً لألية مماثلة لما جاء أعلاه فى (3)
5. سيتم الإتفاق على ألية للتنسيق والمتابعة، وأخرى لحل المنازعات
وجاء فى البيان أنّ إدارة مشاكل الجفاف مسئولية مشتركة بين الدول الثلاثة، وأنّ هذه الدول وافقت على الإجتماع فى واشنطن فى 28-29 يناير للتوقيع على الإتفاق النهائى لتخزين وتشغيل على أن تسبقه عدة إجتماعات بين الدول الثلاثة لعقد مناقشات قانونية وفنية للنقاط العالقة.
ملاحظات سريعة:
1. هناك إتفاق فقط حتى الأن على التخزين الأولى لأهميته لأثيوبيا
2. هناك مشاكل صعبة لم يتم التوصل لحلها حول بقية مراحل التخزين وكذلك إجراءات وقواعد تسغيل السد، وقد يعود ذلك لخلافات حول مطالب أثيوبيا بحصة مائية، ولكن ستكون فى حدود الفواقد والضروريات غالبا، وبعض الخلافات حول بعض معايير الجفاف ومسئولية إدارتها
3. تم إستبعاد مصطلح تدفق الطبيعى للنيل الأزرق وتم إستبدالها بالظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق، وقد يعود ذلك نتيجة مباشرة لطلب أثيوبى بالحصول على حصة من مياه النيل الأزرق
4. ليس مفهوماً معنى أو تبعات “المسئولية المشتركة للدول الثلاثة فى إدارة الجفاف والجفاف الممتد” وماهى نوع هذه المسئوليات، وماهى مثلاً مسئوليات السودان فى هذا الشأن
5. من الواضح جداً صعوبة المفاوضات وتشدد الحانب الأثيوبى، والمفاوضات المتبقية ستكون شديدة الصعوبة، وقد يستلزم ذلك تشدد مصرى فى بعض ما نملك فى هذه المعادلة الصعبة
وأحيرا أقول بالرغم من هذه الملاحظات فأنا متفاءل وكلى ثقة فى المفاوض المصرى وفى التوصل الى اتفاقية تحفظ الأمن المائى المصرى، ويجب دائما أن تقدر أننا فى تفاوض وكل مفاوض يريد تحقيق أعلى مكاسب ممكنة لبلده وليست نزهة أو ترفيه
