مرض الحمي القلاعية في الماشية.. طرق انتقال العدوى .. التشخيص والعلاج
مرض الحمي القلاعية في الماشية
Foot and mouth disease (FMD)
مرض الحمى القلاعية يعتبرمن أهم الأمراض الفيروسية التي تصيب الأبقار والجاموس والحيوانات مشقوقة الظلف. يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وفقدان محاصيل اللحوم والألبان ومضاعفاتها الثانوية. لذلك أصبح المرض في دائرة الضوء على المستويين الدولي والمحلي في العديد من الدول للسيطرة عليه ومنع انتشاره اعتمادًا على التشخيص المبكر للمرض والتحصين وإجراءات الحجر الصحي الصارمة بالإضافة إلى الرعاية الجيدة للحيوان.
مرادفات المرض:
التهاب الفم والحافر- أبو الركب- أبو لسان- الجلاخ- الطوبان- أبولسين- أبوريالة- التلسين- مرض الفم والارجل- الشقاق.
تعريف المرض:
مرض فيروسي، حويصلي, حاد, شديد الوبائية, سريع الانتشار, يصيب الحيوانات مشقوقة الظلف ورغم انه غير قاتل غالبًا في الحيوانات البالغة الا انه يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، وهو من العوائق الكبيرة للتجارة العالمية لحيوانات المزرعة ومنتجاتها بالإضافة الي كثرة النفوق في الحيوانات الصغيرة وخاصة الحملان والخنازير.
الحيوانات القابلة للعدوي:
- الحيوانات المستأنسة مثل الأبقار والجاموس والخنازير والاغنام والماعز والغزلان ولكن المرض أشد خطورة في الماشية والخنازير.
- الجمال واللاما تصابربالمرض ولكنها اقل قابلية للعدوي.
- الحيوانات البرية ذات الظلف المشقوق فانها قابلة للعدوي بالرغم من انها نادرة الحدوث.
- الجاموس الافريقي شائع العدوي بالنوع SAT رغم ان الاعراض الاكلينيكية نادرا ما تلاحظ فيها.
المسبب للمرض:
ينتمي هذا الفيروس الي عائلة Picornaviridae , جنس Aphthovirus , وهناك 7 عترات (serotyps) من فيروس الحمى القلاعية وهى: (A- O- C- SAT1- SAT2- SAT3- ASIA) . وهي ذات خواص انتيجينية ومناعية مختلفة ولا توجد مناعة تقابلية بين العترات المختلفة لفيروس هذا المرض, وتحدث كل هذه العترات المرض والتي لايمكن التمييز بينها اكلينيكيا, ولكن يمكن التفرقة بينها بالاختبارات المعملية.
التحليل الجيني للعترات المختلفة بصفة دورية مهم جدا في دراسة وبائية المرض وذلك لمعرفة العترات وتحت العترات الأكثر شيوعا في الحقل من أجل تحديث اللقاح المستخدم في التحصين. يوجد 7 أنواع مصلية (Serotypes) واكثر من 60 تحت نوع .(Subtypes)
ترجع خطورة المرض الي:
- ان الفيروس المسبب للمرض ذو مقاومة عالية وينتقل بوسائل عديدة خاصة عن طريق الهواء.
- تعدد أنواع الحيوانات القابلة للعدوى ( ابقار- جاموس- اغنام- ماعز- حنازير- المجترات البرية).
- تعدد العترات للفيروس لذلك فالتحصين أو الإصابة بعترة منها لا يعطي مناعة ضد العترات الأخرى.
- الفيروس يفرز بكميات كبيرة في هواء الزفير وكل افرازات وسوائل الجسم (اللبن- البول- السائل المنوي – البراز) ويبدأ افراز الفيروس قبل ظهور الاعراض المرضية 4 أيام.
- قصر مدة المناعة نتيجة الإصابة بالمرض أو المناعة المكتسبة عند التحصين ضد المرض مما يستلزم إعادة التحصين كل 4 شهور في الحلاب أو 6 أشهر في التسمين.
- وجود حيوانات حاملة للفيروس) Carriers) لفترات طويلة تختلف حسب نوع الحيوان اما ان تكون في فترة الحضانة أو في فترة النقاهة ( في الابقار تظل حاملة للمرض لمدة لا تزيد عن 6 شهور وفي بعض الأحيان قد تصل الي 3 سنوات أما الجاموس يظل حاملا لانواع SAT لمدة طويلة قد تصل الي 5 سنوات).
المؤثرات البيئية علي الفيروس:
- الأس الهيدروجيني: يعتبر فيروس الحمى القلاعية من الفيروسات الحساسة لحالات الحموضة والقلوية ويعتبر أكثر ثباتا عند 7.2 الي 7.6 .(PH) ويتم تثبيط الفيروس سريعا عند PH أقل من 6 وأكثر من 9. وبالرغم من تثبيط فيروس الحمى القلاعية في اللحوم التي تمت فيها عملية التيبس الرمي الحمضي ( PH أقل من 6 ) بعد الذبح ويمكن تناولها الا ان الفيروس يبقي مدة طويلة في الغدد الليمفاوية وكذلك نخاع العظم المجمدين.
- درجة الحرارة: هذا الفيروس مقاوم للبرودة فيستطيع ان يستمر حيا في المراعي فترة طويلة في درجات الحرارة المنخفضة, ويتم تثبيط الفيروس عند درجة حرارة أعلى من 50 درجة مئوية, كما ان الفيروس يبقى في الالبان ومنتجاتها بعد عملية البسترة العادية ولكن يتم تثبيطه اثناء البسترة عالية الحرارة.
- المطهرات: تعتبر الاحماض والقلويات أكثر أنواع المطهرات فاعلية ضد الفيروس(هيدروكسيد الصوديوم 2%- كربونات الصوديوم 4%- حمض الخليك 2%؟). حيث تقتل الفيروس خلال دقائق لذلك تستخدم في تطهير وتعقيم الحظائر وأحواض الشرب والمعالف.
طرق انتقال العدوى:
يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض عدوى حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق مباشر وذلك عن طريق التجمعات الحيوانية عند المساقي والمعالف وأماكن التحصين والعلاج الى جانب الأسواق أو عن طريق غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس مثل: اللعاب، اللبن، البراز، البول والسائل المنوي. كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات والآدميين علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية الملائمة.
فترة الحضانة:
تتراوح غالبا بين 4-10 أيام وقد تصل الي 14 يوم حسب ضراوة الفيروس ومقاومة الحيوان.
في الإنسان:
لا ينتقل المرض في الغالب إلى الإنسان إلا في بعض الحالات النادرة لأن الفيروس يتأثر بالأحماض (الحمض المعدي) وبالتالي الانتقال يكون عن طريق الفم قبل البلع ووصول الفيروس إلى المعدة.
الأعراض الاكلينيكية:
ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائي للسان وفي شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن.
كما أن المرض يكون في قمته في الحيوانات التي تعتمد على الرعي في حياتها فهي تفقد القدرة على الحركة كما تفقد القدرة على الأكل فيقل وزنها، وفي الصغار تزيد نسبة الوفاة عن 50% أما في الكبار فالمرض غير قاتل ونسبة الوفاة تصل إلى 5%، ومن الآثار السيئة لهذا المرض على الحيوان المصاب الإجهاض، العقم وضعف في المواليد ونقص إنتاج اللبن لفترة كبيرة تصل إلى ستة أشهر أو أكثر.
تشفى الحيوانات المصابة عموما خلال 8-15 يوم وتستعيد القدرة علي الاكل وذلك في حالة عدم حدوث مضاعفات نتيجة العدوى البكتيرية الثانوية فقد يؤدي ذلك الي تقرحات شديدة باللسان؛ خلع الاظلاف؛ اجهاض؛ التهاب الضرع والذي يؤدي الى توقف انتاج اللبن في الحيوانات الحلابة أو فقدان الوزن بشكل ملحوظ في حيوانات التسمين.
الصفة التشريحية:
- تقرحات علي اللسان, والوسادة السنية, اللثة,فتحات الانف, المخطم, حلمات الضرع, وبين الحوافر.
- افات تنكرزية على أعمدة الكرش وعضلة القلب (قلب النمر) وبخاصة الحيوانات الصغيرة لكل أنواع الحيوانات المعرضة للإصابة.
التشخيص:
أولا: التشخيص الحقلي: وذلك عن طريق اجراء الفحص الاكلينيكي للحيوانات المصابة والتي تظهر عليها الاعراض المرضية أو الصفات التشريحية السابقة.
ثانيا: التشخيص المعملي: ويعتمد على سحب العينات بصورة صحيحة ودقيقة وهي.
- سائل الحويصلات المائية بالفم أو اللسان أو الضرع أو الحلمات بواسطة سرنجة معقمة.
- النسيج الطلائي لتقرحات الفم واللسان في حالة انفجار الحويصلات ويتم حفظ العينات في محلول معقم (50% محلول ملح فسيولوجي + 50% جلسرين).
- القلب في حالة الموت المفاجئ في الحيوانات الصغيرة والتي تكون مخالطة للحيوانات المصابة. وتنقل العينات الي المعمل علي ثلج في خلال 24 ساعة على الأكثر.
- يعتمد التشخيص لمرض الحمي القلاعية علي عزل الفيروس أو الإيجابية لوجود الانتيجين الخاص بالعترة الحقلية وذلك باختبار الاليزا.
- يتم استخدام اختبار انزيم البلمرة المتسلسل /حقيقي الوقت ((RT-PCR في التشخيص نظرا لانه يتميز بالحساسية والسرعة ولذا يكون مفيد في حالات اذا ما كانت العينة غير كافية أو في حالة وجود عينات غير مناسبة للفحص عن طريق الاليزا أو العزل الفيروسي مثل (اللبن و السيرم).
العلاج:
علاج للاعراض فقط وذلك لمنع وجود مضاعفات نظرا للعدوى البكتيرية الثانوية وذلك بالإجراءات التالية:
- عزل الحيوان المصاب في مكان سبق تطهيره.
- استخدام خافضات للحرارة.
- حقن مضادات حيوية.
- العلاج الموضعي لتقرحات الفم بالمطهرات المناسبة مثل محلول كربونات صوديوم 4% ويستخدم لعلاج إصابات الاظلاف؛ ومحلول كبريتات نحاس 5%.
- توفير العليقة الخضراء سهلة المضغ.
التحكم والسيطرة علي المرض:
- التحصين الدوري كل 4 شهور من خلال 3 حملات قومية تتم باللقاح متعدد العترات يحتوي علي مكونات ثبت فعاليتها في صد العترات الحقلية.
- الامن الحيوي في المزارع: وهي التدابير والإجراءات المتبعة لحماية الصحة العامة وصحة الحيوان والبيئة للحد من دخول أو انتشار العوامل أو الافات الممرضة.
- اجراء المسح السيرولوجي علي مدى شهور مختلفة بعد التحصين وذلك لتقييم المستوي المناعي للحيوانات المحصنة وتحديد التوقيت الزمني لبداية انخفاض المستوى المناعي وعليه يمكن تحديد المدة الزمنية الازمة لاعادة التحصين مرة أخرى ويتم ذلك باستخدام الاختبارات السيرولوجية.
- التقصي السلبي:عن طريق تلقي البلاغات الخاصة باشتباهات الحمى القلاعية من المحافظات المختلفة وتشكيل لجان مشتركة بين الهيئة ومعهد بحوث صحة الحيوان وذلك للفحص الاكلينيكي للحالات المصابة وسحب العينات اللازمة.
- التقصي النشط: عن طريق تنفيذ خطة للتقصي من الحالات المرضية لمرض الحمى القلاعية في المحافظات المختلفة وسحب عينات منها للكشف عن العترات المنتشرة في الحقل وتحت العترات من أجل تحديث اللقاح المستخدم في التحصين بما يتناسب مع العترات الأكثر انتشارا في الحقل.
أسماء جمال عبدالمنصف
باحث
معمل بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق
الكيمياء والسموم والنقص الغذائي
مروة فؤاد حسن شعبان
باحث
وحدة البروتينات
قسم الكيمياء والسموم والنقص الغذائي
مركز البحوث الزراعية – مصر