الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : حديث ” الفهلوه” وتخزين المياه فى منخفض القطاره وبحيره قارون
ثلاث ساعات من العصف الذهنى تناولنا خلالها أمس الثلاثاء كيفيه تخزين الفائض من مواردنا المائيه الشحيحه بالمنطقه العربيه فى سنوات الرخاء تحسبا لسنوات جفاف طارئ او ممتد .
الحوار تضمن نموذجين احدهما فى دوله الامارات والآخر فى مصر . كلاهما تناول طرق التخزين السطحيه فوق الارض او بالشحن فى خزانها الجوفى طبقا لحسابات دقيقه يتم المفاضله بينها فنيا واقتصاديا كما افاض فى استعراضها الخبير الدولى البروفيسور محمد داوود استشارى الموارد المائيه بدوله الامارات وهو مصرى الجنسيه ومنوفى الهويه !!. تخزين المياه فى باطن الارض فى الامارات صار “اختيارا استراتيجيا” فرضته الطبيعه والجغرافيا والتحديات السياسيه المحليه والاقليميه لدوله تستورد 80 % من احتياجاتها الغذائيه .
تحديات توفير ” قطره المياه الذهبيه ” فى الامارات اثارت فى القاعه تعاطفا ورثاءا نسبيا على حالهم !! وشكرا وثناءا وحمدا لله على حالنا !!.
صيانه ” قطره المياه الذهبيه ” تكلف الحكومه هناك حوالى 13 مليار دولار سنويا !! بالأضافه الى عده مليارات اخرى لتوفير مياه متعدده المصادر والجوده ( 61 % جوفيه و31 % محلاه و8 % معالجه ) .
اكد محاضرنا ان المفاضله فى اختيارات تكنولوجيا انتاج وتخزين المياه مشروطه بجدوى المقارنه بين التكلفه والعائد الاقتصادى لكل تقنيه متاحه ( الفهلوه محظوره فى الامارات !! ) .
يقتصر موسم الزراعه هناك على فصل الشتاء حينما تروى المزارع بالمياه المحلاه التى تعد المنتج الثانوى فى عمليه انتاج الكهرباء. تخزن المياه بالشحن جوفيا بعد دراسات جيولوجيه فى خزانات ارضيه خرسانيه تدار الكترونيا وتراقب ساعيا مخزون المياه وجودته بدقه بالغه لتفادى اى طارئ .
تناول البروفيسور مصطفى عيسى استاذ الهيدروجيوكيمياء بمركز بحوث الصحراء اهميه استخدام المنهج العلمى فى تحديد مواقع تخزين المياه بمصر حتى نتفادى اهدار المتاح الشحيح منها بأختيارات ” الفهلوه ” من غير المتخصصين كمقترح التخزين فى منخفض القطاره وبحيره قارون وغيرها من الاجتهادات العشوائيه .
التدقيق العلمى فى اختيار مواقع تخزين المياه قد يوفر اهدار 16 مليار متر مكعب مخزون فى منخفضات توشكى و 80 % من مياه الامطار المهدره فى الساحل الشمالى .
اشكروا الله على مااختص به” ام الدنيا ” من نعم كثيره تستحق الحفاظ عليها من الاهدار !!