الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : “ندره ملقحات النخيل “.. تهدد أسعار ” فاكهة الغلابة”!!
قد يكون هناك مبرر لأرتفاع اسعار العديد من السلع الغذائيه نتيجه غلاء مدخلات الانتاج ولكن لا اعتقد ان هناك مبررا لشح منتج ربانى محلى من صنع الطبيعه لا يحتاج توفيره دولارا واحدا !! ماهو مبرر ارتفاع سعر ” كوز ذكر النخيل” اللآزم لتلقيح اناثه من 5-7 جنيها العام الماضى الى سبعين جنيها فى الموسم الحالى !! اى تضاعف السعر عشر مرات !! بالأضافه الى صعوبه تدبيره من مصادره التقليديه المعتاده من رشيد وادكو والفيوم والصعيد ( الصوره لرخاء وفره العام الماضى ).
كعادتنا فى مصر نتناول قضايانا بالشائعات فى غياب دراسات السوق المشتقه من بيانات موثقه . اليكم الشائعات المتداوله عن ازمه ” ذكور النخيل ” فى وطن يحتل المركز الاول عالميا فى اعداد أناث نخيله المهدده حاليا فى خصوبتها !!. شائعه تفسر ظاهره الموسم الحالى الغير مسبوقه بالتغيرات المناخيه وتقلبات ارتفاع وانخفاض الحراره التى دفعت ذكور النخيل الى اطلاق كيزانها الحامله لحبوب اللقاح مبكرا وقبل ان تتهيئ اغاريض الاناث لأستقبالها . اى ان عدم التوافق الزمنى فى توقيت نضج اغاريض الذكور والاناث اهدر حيويه حبوب لقاح الذكور المبكره ورفع سعر الذكور المتأخره الاكثر حيويه وتوافقا مع الاناث . اما الشائعه الاخرى فهى ارتفاع الطلب على لقاح الذكور لأستخدامات طبيه دوائيه جديده . الشائعه الاخرى هى ” عشوائيه التخطيط ” فى اغفال التناسب بين اعداد نخيل الذكور والاناث فى انشاء المزارع لتحقيق الاكتفاء الذاتى .
اننى احد ضحايا ندره وارتفاع اسعار لقاح ذكور النخيل التى سوف تحرمنى هذا الموسم من ثمار 100 انثى ارقى اصناف الزغلول والسمانى فى ظل الغلاء الذى افسد احلامى عندما زرعتها فى زمن آخر جميل !!. الاعتذار واجب للأناث الباسقات فى مزرعتى عن ” التقصير فى اداء حقوقهم الربانيه المشروعه” فى هذا الزمن الردئ !!.
واخيرا الا تستحق تلك الظاهره الى دراسه علميه مبكره لتفادى آثارها السلبيه المستقبليه واعجبها ” ندره ملقحات النخيل ” !! . الا تستحق لدراسه اقتصاديه عن الغلاء المتوقع لأسعار البلح هذا الموسم بالرغم من كونه ” فاكهه الغلابه ” !!.