صديقة حسين تكتب : فى ( cop28) مصير كوكب الارض بين الالتزام بالاتفاقيات الدولية وعدم تنفيذها
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي تكثر الاصوات ويصيح العلماء والخبراء المهتمون بالشأن البىئى بأنها الفرصة الأخيرة أمام العالم والعالم المتقدم فى وادى اخر ودائما تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ، فنجد أن عام 2023 عاما مليئا بالتحديات البئئية المناخية التى بالفعل تهدد الحياة على كوكب الأرض بشكل سريع
للأسف وعلى الرغم من كافة التعهدات والاتفاقات الدولية التى وقعها العالم فى كل المؤتمرات السابقة للcop تصطدم بواقع حقيقى بعدم وجود نوايا حقيقية لتنفيذ الاتفاقيات والتعهدات لعدم وجود إرادة حقيقية للدول المتقدمة لتنفيذها فالمهم هى مصالحها وليحترق العالم لذلك فإن الأمر سيصبح كارثيا خاصة بعد عانى منه العالم من ارتفاع وتيرة الحروب والنزاعات فى جميع أنحاء المعمورة فى الشرق وأفريقيا والشرق الأوسط ومع ازدياد وتيرة الحروب والنزاعات التى تسبب خللا بيئيا كارثيا على وجه المعمورة لأن ما تنتجه هذه الحروب والنزاعات من مخلفات الحرب من نفايات صلبة وطبية خطيرة تتراكم تحت الأنقاض تنتقل للاسف الشديد عبر التيارات الهوائية وتلوث كافة أشكال الحياة وتدمر الكائنات الحية وتؤثرتاثيرا سلبيا على الهواء والمياه والتربة والمحيطات والبحار
وليس هذا فقط بل تنتشر الاوبئة والأمراض التى تعد الحياة على كوكب الأرض كما أن ما يستخدم من الوقود الاحفورى للطائرات والمدافع والدبابات يزيد من الاحتباس الحراري الذى يرفع درجة حرارة الأرض بسبب الغازات الدفيئة وان ما تسببه هذه الحروب والنزاعات تستمر لعقود طويلة خاصة بعد أن تضع الحرب أوزارها فهذه الآثار لا تمحى فتترك بصماتها على حياة سكان الأرض
ولهذا فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل ثلاثين عاما أصدرت وثيقتها التى تتضمن اربع وثلاثون بندا تحت عنوان (المبادىء التوجيهية بشأن حماية البيئة الطبيعية )وكان هذا بناء على طلب من الجمعية العام للأمم المتحدة عندما عانى العالم من الدمار البيئ الذى خلفته حرب الخليج الثانية عام 1990/1991 وقد نتج عن هذه الحرب تضررا كبيرا لملايين الأشخاص وخرجوا عم مسار حياتهم الطبيعية نتيجة للتلوث البيئ وتأثيره على كافة أشكال الحياة وأنه للاسف فقد وثقت اللجنة اغلب النزاعات المسلحة الكبرى فى المدة من 1950الى 2000خاصة أن هذه الحروب دارت رحاها فى بؤر غنية بالتنوع البيولوجي وهو ما أدى إلى تعرض التوازن البيئى الدقيق للخطر
فما أشبه اليوم بالبارحة نجد أن الحروب والنزاعات فى الشرق الأوسط وأفريقيا ينذر بعواقب بيئية خطيرة تهدد كافة نواحي الحياة فاليوم أكثر من أى وقت مضى تتفاقم معاناة البشرية بفعل وطأة التغيرات المناخية نتيجة للتلوث الناتج عن الحروب والنزاعات لذا فإنه من المهم أن يتم مناقشة ما أصدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى وثيقتها للحفاظ على الحياة فوق سطح الأرض من جراء الحروب والنزاعات ويتم أيضا مناقشة المبادىء التوجيهية بشأن حماية البيئة فى النزاعات المسلحة وان تكون لهذه الاضرار مسئولية دولية يتحمل نتيجتها من قام بها وأن تكون لها عواقب دولية ملزمة دوليا لأننا لا نعيش فى غابة لا نعيش فى مجتمع دولى تحكمه القوانين واللوائح والقرارات الدولية وان تكون الجهات الدولية المنوطة بحماية البيئة الطبيعية لديها الإرادة الحقيقة لتطبيق القوانين الدولية الخاصة بالبيئة وحقوق الإنسان والقانون الجنائى الدولى وقانون البحار لتعزيز حماية البيئة الطبيعية وأنه وجب تسليط الضوء بصفة مستمرة إلى الحاجة الملحة إلى التأكيد على احترام قواعد القانون الدولي الانسانى التى توفر الحماية للإنسان والبئىية الطبيعية وتعزيز احترامها
وعلى الرغم من أن أية نزاعات مسلحة تنتج عنها أضرارا بيئية يجب ألا يكون مطلقا بلا حدود وطوال السنوات الأخيرة التى اشتدت بها النزاعات ونتج عنها فى أماكن كثيرة خراب ودمار للإنسان والبئىية الطبيعية وهذا ما جعل المجتمع الدولي فى جلسته العام بالامم المتحدة عام 2017تعتمد 122دولة معاهدة حظر الأسلحة النووية وهذا اول صك دولى ملزم قانونا لحظر الأسلحة النووية حظر شاملا
كما أن هذه المعاهدة تضمنت أحكاما تقضى بالاصلاح البيئ للمناطق الملوثة بفعل الأسلحة وهذه المعاهدة ستشكل جزءا بالغ الأهمية للحماية القانونية المقدمة للبيئة الطبيعية ولذلك فإنه من المهم جدا فى مؤتمر الأطراف ل28cop الذى سيعقد باذن الله فى دولة الإمارات العربية المتحدة فى نهاية هذا الشهر أن تترجم هذه المبادىء التوجيهية إلى قانون ملزم لحماية البيئة بموجب القانون الدولى الانسانى وان يتم تفعيل ما تم إقراره من البند الخاص بالاضرار والخسائر الذى اعتمد فى cop27فى شرم الشيخ
وان تكون هذه القوانين ملزمة لجميع دول العالم وأن يتم معاقبة من يخالف هذه القوانين وقبل كل ذلك يحب أن تكون الإرادة قوية وحقيقية من دول العالم لتنفيذ كافة الاتفاقات الدولية الخاصة بالبيئة محطة حاسمة نتمنى أن يكون مؤتمر الأطراف cop38 للأمم المتحدة الذى سيعقد فى دولة الإمارات العربية المتحدة فى الفترة من 30,نوفمبر إلى 12ديسمبر فى مدينة السبودبى باذن الله محطة حاسمة تتحد فيها الإرادات للعالم أجمع حول العمل المناخى الفعال وتقديم حلول ناجعة وسريعة لحماية البشر وكل الكائنات الحية وتحسين سبل الحياة لأن مخاطر الكوارث الطبيعية أو الناشئة نتيجة الحروب والنزاعات أصبحت متلاحقة وسريعة فى مختلف مناطق العالم وتسبب كوارث بيئية خطيرة تهدد الحياة على كوكب الأرض نتمنى أن تتوحد الجهود الدولية لحماية البيئة بموجب القانون الدولى الانسانى وان يوفق دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فى مؤتمرها القادم coo28الذى سيعقد فيها وأن يكلل كافة الجهود بالنجاح والتوفيق لإنقاذ كوكب الأرض المهمة كبيرة وثقيلة لكن بالنوايا الطبية والتجهيزات الكبيرة والتى تناسب قيمة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتوفيق الدائم
كاتبة صحفية مصرية – نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر