الدكتور معاطى قشطة يكتب : نعم سوف يكون سد النهضة مفيدا

أخبار, رئيسي, مجتمع الزراعة, مقالات, مياه ورى ,

فى البداية لابد أن نتكلم عن أولا طبوغرافيا وجغرافيا الموقع.. ثانيا عملية التغير المناخى

أولا : يقع سد النهضة اسفل شمال شرق الهضبة الاثيوبية على بعد ٢٠ كيلومترا من الحدود السودانية وعلى ارتفاع ٥٠٠ متر من سطح البحر بينما ترتفع الهضبة إلى أكثر من ٣٠٠٠ متر بل توجد أماكن تصل إلى ٤٠٠٠ متر وهنا تتجه مياه الامطار اجباريا إلى أسفل وتتجمع فى بحيرة تانا ثم تتجه شرقا إلى اسفل منحدرة ناحية السودان عن طريق النيل الازرق فى أيام الفيضان…. ولقد بني السد فى منطقة صخرية و تتكون البحيرة بين المرتفعات فى تلك المنطقة… ومساحة إلاراضى الزراعية والتى يمكن زراعتها هناك على الرى محدودة .

معنى ذلك أن مياه البحيرة بعد امتلائها لا يمكن أن ترتد إلى الخلف فى الأعلى ولا يوجد طريق امامها إلا ناحية السودان ومصر من خلال السد ولا يمكن حجبها بعد الملأ والا سوف تعبر من فوق السد نفسه وتحطمه وكانت تخوفات مصر أن تحدث عملية الملأ فى وجود فيضان منخفض مما يؤثر على الوارد إلى مصر مؤقتا.

ولقد تم عملية الملأ الثالث وقبلها امتلات بحيرة ناصر عن أخرها وتحولت كميات زائدة إلى مفيض توشكى وتوضح الصورة على اليمين و ألتى التقطت بالقمر الصناعى الاوربى يوم ٢ أغسطس ٢٠٢٢ صورة للمفيض وعدد من البحيرات الفرعية ألتى امتلأت وهنا فى تلك المرحلة لاداعى للتخوف المصرى لوجود رصيد ضخم ببحيرة ناصر وما سوف ياتى من خلال سد النهضة من البحيرة ألتى امامه اثناء توليد الكهرباء حتى لو اتى الفيضان منخفض العام القادم والذى يليه و إنشاءالله لن يحدث.

ثانيا :  عملية التغير المناخى :
والتى اثبتت المشاهد أنها حقيقة. لقد تنبأ بعض الخبراء أن ارتفاع درجة حرارة الارض ستؤدى إلى جفاف شرق وشمال افريقيا وكان رأيي مختلفا وهو أن ارتفاع حرارة الارض سوف يؤدى إلى زيادة البخر وبالتالي زيادة سقوط الامطار وبالتالي زيادة الفيضانات ومنها ألتى تسقط على الهضبة الاثيوبية وهذا ما لاحظناه فى الثلاث اعوام الماضية على التوالى وعلى العكس من ذلك من المعروف أن أهم واردات الانهار فى المناطق الشمالية ومنها اوربا هو انصهار الثلوج ألتى تسقط هناك اثناء الشتاء و بالطبع ارتفاع درجة الحرارة ستؤدى الى تقليل تساقط الثلوج وبالتالى تقليل مياه الانهار هناك والصورة الثانية الملتقطة لأحد الانهار الفرنسية (نهر لوران) تبين الجفاف ألذى أصاب النهر كما حدث لنهر الراين اى ان اوربا هى ألتى تاثرت بالسلب وهنا ثبت صحة توقعى منذ سنوات.

وبالعودة لصورة مفيض توشكى وملحقاته نجد أن تلك البحيرات امتلأت ولاول مرة اثناء الملأ الأول و الثانى والثالث والتى حجزت ٢٢ مليار متر مكعب امام سد النهضة وكان من الممكن أن يرتفع ذلك الرقم دون تأثير لو كانت المرحلة الرابعة قد تمت

الخلاصة
*********
١- لايمكن لأثيوبيا أن تمنع المياه عن مصر مطلقا واغلب المياه تعتبر رصيد اضافى لنا هناك حتى فى أيام الجفاف وسوف تتدفق ناحيتنا على مدار العام
٢ – كانت مساحات ضخمة من الاراضى تغطى بمياه الفيضان فى شرق السودان وكانت تفقد بكاملها وسوف تتوفر امام السد وسوف تستطيع السودان زراعتها لشدة خصوبتها معتمدة أساسا على مياه الامطار
٣- إذا استمر زيادة معدل سقوط الامطار كما هو متوقع سوف يزيد رصيد مصر كثيرا عن طريق رصيد بحيرة ناصر بالإضافة إلى رصيد بحيرة سد النهضة ألتى ستأتى مياهها لنا إجباريا
٤- فى حالة انخفاض واردات النهر احيانا وحجز المياه خلف السد سوف تنكمش مساحة مسطح بحيرة ناصر ويقل نسبة البخر هناك خاصة إنها منطقة مرتفعة الحرارة والاقل فى العالم فى نسبة الرطوبة النسبية وهنا سوف يكون هناك توفير للمياه المفقودة إلى جانب ما كان سيفقد فى شرق السودان مع العلم أن الفقد بواسطة البخر خلف سد النهضة أقل بكثير منه ببحيرة ناصر لاعتدال الجو بالهضبة الاثيوبية
٥- سوف لا تتعرض السودان إلى الكوارث ألتى تنتج عن فيضان النيل الازرق فى حال زيادته وتوفير تلك الزيادة من المياه خلف سد النهضة كرصيد
أما مسألة أن اثيوبيا سوف تبنى عدد آخر من السدود الصغيرة قبل سد النهضة لتوليد الكهرباء فهذا شئ أيجابى لتوفير المياه ألتى تفقد هناك اثناء انتشارها فى الوديان اثناء الفيصان وسوف تسلك طريقها إلى بحيرة سد النهضة على مدار العام ولكن ما سوف تحتجزه تلك السدود كميات قليلة
وللعلم معظم الزراعة فى اثيوبيا تعتمد على مياه الامطار ألتى تسقط على الهضبة ولا خوف من استخدام كميات كبيرة ومؤثرة من مياه البحيرة فى الزراعة
واخيرا إذا قفلت اثيوبيا الحنفية علينا كما يقول البعض وهذا لا يمكن ان يحدث بسبب الحاجة لتوليد الكهرباء فإن المياه لنا أجلا أو عاجلا
أنا متفائل وما سوف ياتى لمصر على مدار العام من هناك بدلا من ان ياتى فى خلال أربعة أشهر سوف يزيد الوارد ألذى سنستفيد منه بزيادة الرقعة الزراعية
بالإضافة سوف يزيد الخزان الجوفى فى جنوب غرب مصر ثراءا بالمياه المتسربة من المفيض
واخيرا اشكر سيادة اللواء مهندس فرج حمودة  على بعض المعلومات وهو على خبرة وعلم واسع بشئون اثيوبيا حيث عاش هناك تسع سنوات ونحن متفقون من البداية فى هذا الرأي.
الله يحمى مصر دائما


ا. د معاطى قشطة