يوم الغذاء العالمى 2021 .. نص كلمة الدكتور عبد الحكيم الواعر الممثل الإقليمى للفاو فى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
تنشر “بوابة الزراعة” نص كلمة د. عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للفاو في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا خلال الاحتفال بيوم الغذاء العالمى 2021 اليوم الأربعاء وهى كما يلى : –
معالي الأستاذ السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
السيدة إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر
السيد نصر الدين حاج الأمين ممثل منظمة الفاو في مصر
السيد برافين أغراوال، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في مصر
الزملاء الأعزاء
السيدات والسادة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله صباحكم بالخير
يسرني ويسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم ممثلاً عن المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الاحتفال بيوم الأغذية العالمي 2021.
واسمحوا لي البداية أن أنقل لحضراتكم تحيات الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وأطيب تمنياته لكم بالتوفيق والنجاح في جهودكم الساعية للنهوض بالقطاع الزراعي والغذائي في مصر.
وسيقوم زميلي الدكتور نصر الدين حاج الأمين ممثل الفاو في مصر، في كلمته، بإلقاء الضوء على هذه الجهود بالتعاون مع الحكومة المصرية والعديد من الجهات ذات الصلة، وهي جهود تستحق التقدير والإشادة، ومن المؤكد أنها ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب وتضع مصر في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.
السيدات والسادة،
منذ أسابيع قليلة، عُقدت قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، حيث تعهدت منظمة الفاو بالاضطلاع بدور قيادي من أجل ضمان نجاح الجهود الطموحة والملحة الرامية إلى جعل النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة.
وهذا هو المحور الأساسي للاحتفال بيوم الأغذية العالمي بهدف العمل على اتباع نهج متكامل لتحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل مكافحة الفقر والجوع والحد من أوجه عدم المساواة والمحافظة على البيئة.
كما تعهدت المنظمة بالعمل عن كثب مع الوكالات الشقيقة في منظومة الأمم المتحدة إلى جانب العديد من الشركاء من الحكومات ومجموعات المنتجين والشعوب والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية لتنفيذ المبادرات المنبثقة عن القمة لما فيه الخير لجميع أصحاب المصلحة في النظم الزراعية والغذائية.
وشددت الفاو أيضاً أنه فيما يتعلق بتنفيذ نتائج قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية على أنها سوف تتمحور بشكل خاص حول تعزيز التفاعل بين العلوم والسياسات، مع إبراز الحاجة إلى مزيد من الاستثمارات المستدامة والموجهة على نحو أفضل.
حيث تشير تقديرات المنظمة إلى أن إنهاء الجوع بحلول سنة 2030 يتطلب استثمارات سنوية تتراوح قيمتها بين 40 و50 مليار دولار أمريكي، مع الإشارة إلى أن ثمة الكثير من المشاريع المتدنية الكلفة والعالية الأثر التي من شأنها أن تساعد مئات ملايين الأشخاص على التخلص من براثن الجوع.
على سبيل المثال، من شأن التدخلات الهادفة في مجال البحث والتطوير لتطوير الزراعة من الناحية التكنولوجية والابتكار في مجال الزراعة الرقمية وتحسين معدلات محو الأمية لدى النساء، أن تساهم إلى حد كبير في خفض الجوع.
ويمكن للحد من الفاقد والمهدر من الأغذية أن يحقق إنجازات على محاور ثلاثة حيث إنه:
• يزيد فرص الحصول على أنماط غذائية صحية
• ويستخدم مواردنا الطبيعية بمزيد من الكفاءة
• ويخفّض أيضًا الآثار على بيئتنا.
كذلك يشكل اعتماد برامج الحماية الاجتماعية وتوسيع نطاق القائم منها بشكل هادف أمثلة إضافية على سبل التصدي للجوع بشكل فعال.
الأخوة الأعزاء
منذ أيام قليلة، كان لي شرف المشاركة في أسبوع القاهرة للمياه، حيث أكدت على أن ندرة المياه في المنطقة العربية تشكل تحدياً كبيراً، بما يترتب عليها من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الانتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الشاملة والمستدامة.
واسمحوا لي في هذا المقام أن أؤكد مرة أخرى على أن هذا الأمر يمثل عائقاً حقيقياً للتنمية، خاصةً إذا ما علمنا أن 14 دولة عربية تقع في الوقت الحالي ضمن أعلى معدلات الإجهاد المائي على مستوى العالم وأن 60% من سكان المنطقة و70% من النشاط الاقتصادي يتمركز في المناطق الأكثر عرضة وتأثر بندرة المياه.
وأن متوسط نصيب الفرد السنوي من المياه المتجددة في المنطقة العربية تناقص بحوالي 75% خلال الفترة من 1962 إلى 2017 وتشير التوقعات إلى استمرار هذا التناقص ليصل إلى ما دون عتبة 500 متر مكعب خلال الثلاثة عقود القادمة.
وبالإضافة إلى الآثار المترتبة على تغير المناخ التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض اجمالي الناتج المحلي بين 6% و14% بحلول العام 2050، فإن النمو السكاني والتوسع الحضري فرض ضغوطاً إضافية على المياه والأراضي والنظم الإيكولوجية.
إلى ذلك، تشير تقديرات ما قبل جائحة كوفيد -19، أن 51.5 مليون شخص أو 12 في المائة من السكان، كانوا يعانون من الجوع في المنطقة العربية – بزيادة قدرها 1.1 مليون شخص عن الفترة السابقة للعام 2019.
وإذا ما استمر المعدل بنفس الوتيرة السابقة، فإن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع سيتجاوز 75 مليون بحلول عام 2030، وعليه فإن من غير المرجح أن تحقق المنطقة هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع. كما سيؤدي تأثير الجائحة على اقتصاد المنطقة إلى تأثيرات وتحديات إضافية تحول دول تحقيق هذا الهدف.
السيدات والسادة،
ما أريد أن أؤكد عليه من خلال ذكر هذه التحديات، أن الأمر يستدعي تكثيف الجهود وتنسيقها للخروج بحلول تكاملية تستفيد من التقدم التكنولوجي وفرص الشراكة والتعاون مع شركاء التنمية والاستفادة من آليات التمويل المتاحة.
فنحن نلاحظ أن العديد من دول المنطقة يتجه نحو اعتماد وتنفيذ سياسات إصلاحية وبرامج زراعية ومائية في الاتجاه الصحيح.
وفيما يتعلق باحتفالنا اليوم، فإن منظمة الأغذية والزراعة اعتمدت في وقت سابق من هذا العام، إطارًا استراتيجيًا جديدًا يسعى إلى دعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من خلال التحول إلى أنظمة غذائية زراعية أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، والتأكيد على عدم ترك أي أحد خلف الركب، وهو شعار احتفال هذا العام.
إن ما تقوم به الفاو من دعم على المستوى الإقليمي في مجالات اتساق السياسات المائية والزراعية وتحسين مستوى التعاون بين القطاعين يتم تعزيزه أيضاً بأنشطة ميدانية على المستوى الوطني من خلال المشروعات المختلفة في العديد من الدول.
وفي هذا الصدد تقوم الفاو بالعمل على دعم جهود إعادة تأهيل القطاع الزراعي والمائي في الدول التي تواجه أزمات وصراعات داخلية. وقد أدت هذه التدخلات إلى إعادة تنشيط الزراعة في بعض المناطق وتحفيز عودة النازحين إلى مناطقهم ودعم الاقتصاد المحلي من خلال الانتاج الزراعي والمساهمة في تأمين الأمن الغذائي.
وأود في الختام إعادة التأكيد على التزام الفاو التام بالتعاون ودعم جهود جميع الدول في إجراء التحول المطلوب في الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي من خلال نهج الإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد المائية.
شاكرا لحسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته