الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : لماذا نحيط مشروعا ” للتطوير والتحديث ” بالسريه والكتمان؟
العالم استعان بفريق من الخبراء وشيوخ المهنه وشبابها لاداره حوار مجتمعى قائم على العلم والمعرفه بعيدا عن " الفهلوه السائده " و" السريه المطلقه " !!.
سألنى صديق عن حقيقه مااكتب عن مشروع لضم مركزى البحوث الزراعيه والصحراء فى كيان واحد تحت مظله وزاره الزراعه !! فقلت له اننى لا املك للأسف اجابه لتساؤلك !! ولكن يمكننى الرد على سؤلك بتساؤلات اخرى تخاطب العقل والمنطق .. فأن كان موضوع ضم المركزين الدائر تدواله شائعه.. فلماذا لا تبادر الوزاره الى نفيه اسوه بما يفعله مجلس الوزراء فى تقليد محمود اخمد نيران شائعات كثيره فى مهدها قبل ان تحقق اغراضها الخبيثه فى الشارع المصرى ؟؟؟؟ وان كان الامر مجرد شائعه فما هى مبررات افتعال حاله عدم استقرار داخل المؤسسات العلميه والكوادر العامله بها؟؟؟ وان كان الامر ” شائعه ” فلماذا نحيط مشروعا ” للتطوير والتحديث ” بالسريه والكتمان اذا كان المستهدف نواياه طيبه ويحقق الصالح العام ؟؟؟.
من هنا نحن فأننى ساواصل تناول الموضوع بأعتباره مشروعا حقيقىا قائما طالما لم يصدر حتى الان نفيا له من الوزاره وبالأخص ان هناك مؤشرات تؤكد نوايا دمج المركزين وابرزها استبعاد رئيس مركز بحوث الصحراء من عضويه مجلس اداره مركز البحوث الزراعيه فى سابقه تاريخيه غير مسبوقه بالرغم من اهميه تمثيل رئيسى المركزين فى عضويه مجلسيهما ولو من باب التنسيق والتكامل المفترض بينهما !!.بألاضافه الى التباطؤ فى تكليف رئيس جديد لمركز بحوث الصحراء بعد احاله السابق له للمعاش مما انعكس سلبيا على اداء العمل والعاملين حتى صدر بالأمس قرارا بتكليف رئيسا ونائبا للمركز بعد انقضاء عده شهور على خلو تلك المواقع القياديه لأسباب مجهوله ولا يمكن القاء مسئوليه التأخير على الجهات السياديه كما يبررها البعض لأن شغل الدرجات ” تكليفا ” وليس ” تعينا ” .
اود هنا التعليق على الخطاب الصادر من قطاع شئون مكتب الوزير ليزف للمكلفين نبأ تكليفهم بالوظائف القياديه مذيلا بعباره فى نهايه الخطاب نصها ” برجاء التفضل بالأحاطه واتخاذ اللازم مع الحفاظ على سريه القرارت طبقا لتوجيهات معالى الوزير ” !!!استوقفتنى العباره كثيرا واعدت قراءتها عده مرات بين الدهشه والسخريه !! فأشفقت على معالى الوزير المحترم من حاله “التصحر الادارى ” التى اصابت القطاع الذى يدير شئؤنه !!.
ولكننى بعد مراجعه اكثر عمقا للعباره وربط مغزاها بالسريه والضبابيه التى تحيط مشروع دمج مركزى البحوث الزراعيه والصحراء اكتشفت ان العباره ليست مجرد “خطأ اداريا ” عابرا بل ” توجها فكريا سائدا ” فى غير عصره !! توجه فكرى كان يصلح استخدامه فى القرن الماضى قبل ثوره الاتصالات الحاليه التى اوشكت على قراءه الخواطر فى المخ البشرى الكترونيا قبل ان ينطق بها صاحبها !! انتهى عصر ” الابواب المغلقه ” وتم استبداله بأبواب ” المعرفه المتاحه ” عبر شبكات الاتصالات الدوليه .
العباره تعكس حقيقه التوجه الحالى فى اداره تطوير او تحديث المراكز البحثيه “بالسريه” بدلا من “المشوره “.. ” بالرؤيه الفرديه الفقيره ” بدلا من ” الرؤيه الجماعيه الثريه ” .. بالأنغلاق الفكرى بدلا من “الانفتاح المعرفى” !!
ولنستفد من تجارب العالم حينما سعى الى تحديث مؤسساته استعان بفريق من الخبراء وشيوخ المهنه وشبابها لأداره حوار مجتمعى مفتوح فى مناخ ديمقراطى قائم على العلم والمعرفه بعيدا عن ” الفهلوه السائده ” و” السريه المطلقه ” !!.