أخبارخدماترئيسيشركاتمجتمع الزراعةمحاصيلمقالات

الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : هيئة صندوق الموازنة الزراعية ..معا نرفع المعاناة عن كاهل الفلاح (1-2)

كلمة حق…
الهيئة العامة لصندوق الموازنة الزراعية..
( معا نرفع المعاناة عن كاهل الفلاح )

كان لي الشرف في حياتي الوظيفية التي امتدت قرابة أربعين عاما قبل الستين ..أن أكلف بالعمل وكيلا لوزارة الزراعة بدأت عام ٢٠٠٧ بمحافظة المنوفية ولمدة أربع سنوات ثم لمدة عام كامل ( ٢٠١٢ ) رئيسا للهيئه العامة لصندوق الموازنة الزراعية .. وفي تلك الفتره كثرت التصريحات بالصحف علي إنشاء صندوق لدعم الفلاح مع العلم أنه سبق في إجتماع مجلس الوزراء برئاسة د.عاطف صدقي وبتاريخ ٤ يناير ١٩٩٥ مناقشة مشروع قرار رئيس الجمهورية بإنشاء صندوق موازنة أسعار القطن إلا أن المناقشات والآراء التي إثيرت في هذا الاجتماع أوصت بأنه ليس هناك ما يدعو لإنشاء صناديق جديدة لموازنة أسعار الحاصلات الزراعية والإكتفاء بالصندوق الحالي (هيئة عامة) بشرط دعم هذا الصندوق وزيادة فاعليته بالنسبة لباقي الحاصلات الزراعية وخاصة القطن وغيره من الحاصلات الإستراتيجية( القمح والأرز والذرة ).
ولهذا رأيت إعداد مذكرة تقع في حوالي مائه صفحة مدعمة بالمستندات .. قرار إنشاء الهيئة والهدف منها ودورها الرائد في حياة الفلاح مع توضيح أسباب جمودها وسكونها في الفترة الأخيرة وكيفية النهوض بها ثانية لتعاود نشاطها في دعم الفلاح وتم عرض المذكرة علي معالي الوزير الدكتور صلاح عبد المؤمن في ذلك الوقت والذي قام بدوره بإرسالها إلى لجنة الزراعة والري بالبرلمان مع تكليفي بالحضور أمام لجنة الزراعة والري بالبرلمان لشرح ما جاء بالمذكرة .
وللعلم لقد صدر القرار الجمهوري رقم ١٦٤ لسنة ١٩٦٠م. بإنشاء صندوق دعم الأسمدة والذي تحول بعد ذلك الي الهيئة العامة لصندوق الموازنة الزراعية بالقرارات الجمهورية رقم ٢٤٢٦ لسنة ١٩٧١م. والقرار رقم ٣٩٨لسنة ١٩٧٣م. ليتضمن الآتي:-
١) موازنة أسعار الحاصلات الزراعية حتي تكون أسعارها مجزية للفلاح مشجعة على زيادة الانتاج علي أن يتحمل الصندوق فروق الأسعار.
٢) الإسهام في عناصر التكلفة الزراعية مثل تكاليف المقاومة وتجهيز التقاوي لتخفيف العبء عن كاهل المزارعين .
٣) دعم صناعة الأسمدة المحلية حماية لها من المنافسة الخارجية .
٤) دعم استخراج الجبس الزراعي مع مساهمة الصندوق في أجور النقل حتي يصل للمزارع بالسعر المناسب.
٥) دعم صناعة المبيدات الحشرية والأعلاف.

موارد صندوق الهيئة العامة لصندوق الموازنة الزراعية :

وكانت موارد الصندوق تتكون من فروق أسعار الأسمدة وبيع الكسب والعلف وغيره من مستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني وايضا الموارد والرسوم التي تحصلها الدولة وتخصص لتحقيق أهداف الصندوق بالإضافة إلي ما يخصص للصندوق من اعتمادات في الموازنة العامة للدولة ..
وتأرجحت الاعتمادات المالية التي وردت في موازنة الصندوق في الفترة من ١٩٨١ وحتي عام ٢٠٠١م. وما بعدها فمثلا بلغت الموازنة ٨١ /١٩٨٢م حوالي ٢٨٠ مليون جنيه بينما بلغ الدعم في ميزانية ٨٩ /١٩٩٠م حوالي ٤٨٨ مليون جنيه ثم تناقص الدعم حتي بلغ عام ٩٤ /١٩٩٥م حوالي ١٢ مليون جنيه ثم أستمر الدعم بقيمة ١٢ مليون جنيه سنويا حتي عام ٢٠١٢م .. ولقد أدت الهيئة دورا حقيقيا في المساهمة في تشجيع المزارعين وحمايتهم من غلاء الأسعار داخليا وخارجيا والمساهمة في مقاومة بعض الآفات الزراعية ودعم بعض مستلزمات الإنتاج الزراعي ودعم مشروعات الإرشاد الزراعي والمساهمة في خفض أسعار التقاوي المنتقاة .
كما كان للهيئة دور بارز في إنتاج المغذيات النباتية بدأ عام ٩١ / ١٩٩٢م بعد التحقق من نجاحها في التجارب المعملية والبحثية والحقلية والتطبيقية في مساحات إرشادية ثم التوسع التدريجي في الإنتاج نتيجة للطلب المتزايد عليها .. وترجع فوائد إستخدام تلك المغذيات النباتية الي :-
١) توفير ما يتراوح بين ١٠ الي ١٥% من الأسمدة الأرضية الموصي بها .
٢) صلاحية تلك المركبات لجميع الأراضي.
٣) تقليل نسبة تلوث البيئة.
٤) زيادة الإنتاجية حوالي ١٠% مع تحسين مواصفات الثمار .
٥) التبكير في النضج وخلو الثمار من الإصابات الفطرية .
٦) خضوع المنتج للمواصفات العالمية وزيادة العائد من التصدير .
هذا ومن الجدير بالذكر أن الهيئة كانت الجهة الأولي التي قامت بإنتاج وتوزيع وتسويق المخصبات الإحيائية علي نطاق واسع لتصبح مصر الرائدة في إنتاج تلك النوعية بالوطن العربي والقارة الإفريقية وقد تلقت الهيئة العشرات من خطابات الشكر من الجهات المعنية والمزارعين للتأثير الإيجابي لتلك المخصبات وكذا أثناء تواجدها في المعارض الخارجية لتدعيم تلك الريادة .. ولقد حدث في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في أساليب الإنتاج حيث تم إنتاجها في صورة سائلة طبقا لأحدث التقنيات ولا يتم تسويقها إلا بعد التأكد من سلامتها وجودتها من خلال معامل الهيئة وتباع بسعر رمزي تشجيعا للمزارعين لتعميم ونشر الزراعة النظيفة لتخفيف العبء عن صغار المزارعين وتمتاز المخصبات الإحيائية :-
١) تحسين خواص وخصوبة التربة . ٢) زيادة نمو وحجم جذور النباتات. ٣) خفض تكاليف الإنتاج. ٤) إعادة التوازن الميكروبي للتربه. ٥) الحد من التلوث البيئي . ٦) مقاومة النيماتودا بالتربة وبعض الأمراض.

كما تقوم الهيئة ومنذ حوالي أربعين عاما ومن خلال شبكة المعامل الإقليمية المنتشرة في محافظات مصر وعددها ٢٧ معامل والتي تعمل في مجال اختبارات خصوبة التربة بما يلي :

١-تحديد الاحتياجات السمادية للاراضي الزراعية .
٢- رفع مستوي خصوبة التربة .
٣- حصر تصنيفي لجميع الأراضي القابلة للاستصلاح .
٤- زيادة العائد علي المزارعين عن طريق ترشيد استخدام الأسمدة.
وتتلخص رؤيتنا المستقبلية للنهوض بالهيئة في أربعة محاور رئيسية وهي :-
١) رفع كفاءة العاملين بالهيئة عن طريق التدريب المستمر والمتابعة والتقييم لكل إدارة مع تحديد الأهداف المناسبة لها وتحفيز الإدارات التي تحقق الهدف السنوي الموضوع لها .
٢) رفع كفاءة الآلات والمعدات الخاصة بالإنتاج في الهيئةويشمل ذلك جميع الأجهزة والمعامل والحاسبات وصيانتها لضمان سرعة وكفاءة وجودة العمل مع تحديث الأجهزة.
٣) تفعيل دور الهيئة في دعم الفلاح المصري . .. حيث قامت الهيئة منذ إنشائها في دعم العديد من المحاصيل الاستراتجيه مثل القطن والهيئة علي أتم الإستعداد في القيام بدورها السابق وبكفاءة تامة نظرا لوجود الكوادر المتخصصة بها .
٤) الوصول لمنتجات الهيئة من مغذيات نباتية ومخصبات إحيائية الي المزارع الأفريقى وذلك نظرا لأن إفريقيا الي الإمتداد الطبيعي لمصر وبها منشأ نهر النيل شريان الحياة وتستطيع الهيئة بشيء من الإعداد الجيد غزو السوق الأفريقية مما سيكون له أطيب الأثر في جميع المجالات الزراعية والسياسية إضافة الي زيادة الدخل القومي المصري مع إستعادة الدور التاريخي لمصر في تنمية وتطوير القارة الإفريقية.

كما نقترح لتوفير دخل إضافي للصندوق يتم صرفها علي دعم أسعار الحاصلات الزراعية  ما يلي :-

– تحصيل ١٠ جنيهات عن كل فدان من الزراعات المختلفة.
– تحصيل مبلغ ٥ قروش عن كل جنيه من القيمة التصدرية لبعض المنتجات الزراعية .
– تحصيل مبلغ ٥ قروش عن كل جنيه من القيمة الاستراديه لبعض المنتجات الزراعية.
– تحصيل مبلغ ٣ قروش عن طحن اردب القمح وتبييض اردب الأرز .
– تحصيل مبلغ ٥ قروش عن كل طن سكر .
– تحصيل مبلغ ٥ قروش عن كل جنيه من القيمة التصديرية لكافة أنواع الأسمدة.
– تحصيل مبلغ ١٠ قروش عن كل جنيه من القيمة الإسترادية لكافة أنواع الأسمدة.

هذا و لقد ناقشنا ورقة العمل تلك امام لجنه الزراعه و الري بمجلس الشوري عام ٢٠١٢ تفصيليا بناء علي تكليف من معالي وزير الزراعه الأسبق .
وللحديث بقية

مع خالص تحياتي
دكتور حمدي المرزوقي





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى