أكد الدكتور رفيق صالح المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (اكساد)، إن خبراء “أكساد” نجحوا في إستنباط أصناف أكثر تحملا ارتفاع درجات الحرارة والملوحة والجفاف خاصة ان مسألة التغير المُناخي تأتي في مقدمة هذه القضايا وتشكل أهمية كبري في التعامل معها علي المستوي العربي مشددا علي أهمية الإستفادة من “أكساد”، كبيت خبرة يخدم الأهدافَ العربيةِ المشتركة، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة على تلمُّس وتوصيفِ أسباب المشاكل التي تواجه أمتَنا العربية، وعلى تحديدِ واختيارِ الطرائق والوسائل الناجعة لمواجهتها في سبيل تطوير الزراعة العربية.
وأضاف “صالح”، في كلمته اليوم خلال حفل افتتاح ورشة العمل حول “التغيرات المُناخية وتأثيراتها في قطاعي الزراعة والمياه بالمنطقة العربية”، والتي نظمها “أكساد”، بحضور الدكتور رفيق صالح مدير المركز والدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء والدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب “أكساد” بالقاهرة أن التغير المُناخي، وما ينجم عنه من آثار سالبة أصبحت تمثل أمراً واقعاً في العالم، وفي المنطقة العربية، التي تعاني أصلاً من مناخاتٍ جافة وشبه جافة، تمتاز بدرجات حرارة مرتفعة، ومعدلات هطولات منخفضة، وكميات تبخرٍ كبيرة، وشبكة مجارٍ مائية فقيرة، فيما عدا المياه القادمة من الدول المجاورة.
وأشار إلي نجاح المركز العربي في إستنباط أصناف حبوب، وأشجار مثمرة متحملة لظروف الجفاف، وتنفيذ عشرات المشاريع في الدول العربية في مجال حصاد مياه الأمطار، وإدارة موارد المياه الجوفية، وهو يتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، بهدف دراسة أثر التغيرات المُناخية في القطاع الزراعي العربي، والتعاون مع منظمة الاسكوا ومنظمات دولية وإقليمية أخرى على تنفيذ “المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية وقابلية التأثر الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية (RICCAR)وتنفيذ مشروع التكيف مع التغير المُناخي في ثلاث دولٍ عربية هي مصر ولبنان والأردن.
وأوضح “صالح”، إلي قيام مركز “أكساد”، بتنفيذ مشاريع لحصاد مياه الأمطار في مرسى مطروح بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء، لتوفير مياه الشرب، وسقاية المواشي، وإعادة تأهيل مجموعةٍ من الآبار الرومانية القديمة وإنشاء آبارٍ جديدةٍ، ومشروع تأثير التغيرات المُناخية على المحاصيل الزراعية في دلتا النيل، ومشروع استخدام المياه غير التقليدية بخلط مياه نهر النيل مع مياه الصرف الزراعي في منطقة المحمودية، بالتعاون مع هيئة التعاون الألماني.
وشدد مدير “أكساد”، علي إن العمل في قضايا التغير المُناخي والقضايا المرتبطة بها، سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، يتطلب بذل الكثير من الجهود، وحشد الكثير من الإمكانيات، وتوظيف الكثير من الأدوات، وتنفيذ الكثير من الإجراءات، وذلك لما تتمتع به هذه القضايا من أهمية، وتأثير ذي طيفٍ واسعٍ في حياتنا بجوانبها كافةً، الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية والسياحية، وحتى القانونية، والتشريعية، والسياسية.