سألني، ماذا تري فيما يحاك للوطن من خصومه وأعدائه حاليا ومستقبلا؟
فأجبت، هذا سؤال صعب يحتاج الإلمام بالواقع الإقليمي والدولي والصراعات الدولية ومخاض ميلاد نظام دولي يريد التشكل لإيجاد نظام متعدد الأقطاب بديلا عن نظام القطب الأوحد الذي قارب وجوده علي قرن إلا نيف من الزمان، قطب يريد الإبقاء علي سيطرته المطلقة علي العالم عبر قتل أي مشروع يخرج عن دائرة نفوذه” مثلما هو حادث الآن مع أعضاء مبادرة الحزام والطريق- طريق الحرير” الذي تحاول من خلاله الصين خلق تحالف اقتصادي عالمي جديد يربط الصين في آسيا بريا وبحريا بالهند مرورا ببلاد بين النهرين فالشام فسوريا فمصر وامتدادا من مصر لشمال افريقيا وايضا من مصر لأوروبا وفي هذا المشروع مصر مستفيد بصورة أساسية لربطه بقناة السويس والتي تعتبر أحد مداخيل الاقتصاد الوطني الأساسية ليحدث نوعا من التوازن مع القطب الأوحد الشرس شراسة الأسد الجريح والذي رد بتدشين محور اقتصادي مضاد سمي بمشروع بايدن”بتحالف يضم الهند فالإمارات فالسعودية فالأردن فدولة الكيان المحكوم بزوالها بإذن الله مرورا إلي أوروبا مستبعدا قناة السويس ومصر لصالح الدول المشاركة في هذا التحالف” ولذا فالمتوقع وخصوصا بعد رفض مصر القاطع للمشروع الصهيوأميركي المدعوم بإغراء قدره ٢٠٠ مليار دولار للموافقة علي تهجير الفلسطينيبن لمصر، أن تزيد الضغوط الأمريكية علي مصر وخاصة في الملفين العسكري ( بقطع المعونة العسكرية عن مصر بحجة إدعاء مخالفتها بنود اتفاقية كامب ديفيد وكذلك بتسخين جبهات الجوار المباشر بليبيا والسودان في محاولة لجر مصر للتدخل عسكريا لاستنزاف جيشنا وكذلك محاولة خنق مصر مائيا بتشجيع المشاريع الاثيوبية علي مجري نهر النيل في دولة المنبع وتسويق فكرة بيع المياه) وكذلك الضغط الاقتصادي علي وطننا الغالي عن طريق تسخين وتوتير العلاقات ببن الوطن وامتداده العربي المتمثل في دول الخليج ابتداءا بوسائل التواصل” المسخنة بجهد وحدات التواصل بالموس،، اد الاسر ائيل ي” ثم مرورا بالإيقاع بين النخبة هنا وهناك وصولا لإحداث ضغط شعبي في كلا الاتجاهين يدفع باتجاه تخفيض العلاقات وربما التهديد بفطعها
وقد نتوقع بأن يتم الضغط علي البلاد الشقيقة باستخدام ملف العمالة المصرية للضغط على اقتصادنا المنهك بتواجد أكثر من عشرة ملايين عربي وأفريقي يحصلون علي كامل الدعم شأنهم شأن المواطن المصري،
وعندها قال لي، سؤال أختم به جلستنا التي طالت، فقلت تفضل،
فقال وبماذا تنصح؟
فقلت أري الآتي من وجهة نظري المتواضعة؛
١- أن نعي ما يدور حولنا ونحاول اتباع البراجماتية السياسية في ملف اللاجئين وأن نخاطب الأوروبيبن وغيرهم بضرورة دعم هذا الملف كما فعلت وتفعل تركيا حيث تأخذ ما يزيد عن عشرة مليارات يورو سنويا من أوروبا وإلا ستتخلي مصر عنهم وتتركهم يذهبون لأوروبا،.
٢- أن تكون هناك مرونة في السياسة الخارجية لبلدنا الحبيب بعمل تحالفات مع كيانات اقليمية تتقاطع مصالحها معنا ودول كبري للحفاظ علي كيان ومصالح الدولة وهذا ما تقوم به فعلا دولتنا بتميز وحنكة كبيرين في ظل عالم متغير وعوامل تفرضها التحالفات الجديدة في المنطقة والتي قد نري فيها بعض دولنا العربية “مرغمين من القطب الأوحد علي وجودهم في تحالف مع العدو التاريخي للوطن منفذين أجندته وليس ببعيد عنا الاجتماع الذي يتم الآن بين ممثلي دولة الكيان وسوريا وأظنه تمهيد لدمج سوريا في التحالف الذي يبنيه السيد الترامباوي الآن دعما لتوجهات الكيان.
٣- السعي الدؤوب في توطين الصناعات والتكنولوجيا والاعتماد علي الذات وعلي علماء وأبناء الوطن ومبعوثيه في النهوض بالاقتصاد الوطني بأفرعه المختلفة وألا يتم الاستيراد إلا لمستلزمات الإنتاج فقط وأن يكون التصدير هدفا قوميا شريطة الا يصدر شيئ خام بل بقيمة مضافة.
٤- دعم المنتجين” بكل صنوفهم وتشجيع وتبني شعار صنع في مصر فعلا لا قولا.
٤- أخيرا وكسياسي، أتمني أن تطرح الأحزاب رؤية بتعديل تشريعي مماثل لما قام به الرئيس الراحل أنور السادات يسمح بوجود أحزاب تمثل اليمين والوسط واليسار لاستيعاب توجهات كل أبناء الوطن للعمل في إطار ديموقراطي يضمن تداول سلمي للسلطة بسلاسة و يمنع توجه البعض للعمل في منظومات تخالف القانون.
حفظ الله الجيش، حفظ الله الوطن
عميد كلية الزراعة جامعة الأزهر – القاهرة