
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خطأ جماعة حماس بشأن ما قامت به الجماعة من مباغتة العدو الصهيوني وإثبات( مدي هشاشته ) في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ..فبعض المحللين السياسين ( من الهواة ) غالبا ما يوجهون النقد اللاذع لقيادة الجماعة الفلسطينية الي حد التهور والاندفاع غير المدروس عواقبه ..حيث ان تلك الهجمة المباغتة كان لها ثمن باهظ ..راح ضحيته الالاف من الشعب الفلسطيني الاعزل بين شهيد وجريح ..مع التدمير شبه الكامل للبنية التحتية الأساسية لمقومات الحياة بقطاع غزة بالكامل ..شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تحت سمع وبصر الأمة العربية من الخليج الي المحيط ..بل هناك صمت بشري عالمي لم يسبق له مثيل علي مر الزمان ..
ويتجاهل هؤلاء ان العدو الصهيوني ( الغاصب ) ومنذ الأزل ليس له عهد ولاذمة حتي مع أنبياء الله ..واذكركم ونفسي ماذا فعل هؤلاء مع نبي الله وكليمه موسي عليه السلام ..بعد أن وعدهم بالذهاب الي مناجاة ربه وتلقي التوراة ..عاد إليهم بعد أربعين يوما ووجدهم يعبدون العجل من دون الله الذي اصطفاهم علي العالمين في زمنهم ..انه طبع اللئام ..الغدر والخيانة ونقض العهد ..حتي مع الله..!!!
كما أن البعض من هؤلاء المحللين- الهواة قد ذهب في تحليله الي ابعد من ذلك بكثير ..الي الحد الذي شبه فيه ما جري في السابع من أكتوبر وما بعدها انها تمثيلية بغيضة بين جماعة حماس والعدو الصهيوني ..وانا علي يقين تام بل اعتقد اعتقادا جازما ان هذا الرأي ( مجرد هراء ) ونوع من الخيال الغير علمي ..وأرجو من هؤلاء المحللين الهواة توضيح ما يجري أمام أعيننا وعلي الساحة ..لماذ طرد وزير الدفاع الصهيوني ..ثم لماذا اجبر رئيس الأركان علي تقديم الاستقالة ..ثم اخير ومنذ ساعات قليلة لماذ طرد رئيس جهاز الأمن البغيض والمسمي بالشباك..أليس كل هذا من ثمرات تلك الهجمة التاريخية الموجعة للعدو الصهيوني ..
أنني اتشرف بأن أعلن أمام الدنيا كلها بأنني لست ( حمساويا ) ..ولكنني احد الملايين العاشقين للتراب الوطني الفلسطيني ..وايضا لتراب بلدي الغالي ..مصر التي نفتديها بالنفس والنفيس ..
قد لا يعلم الكثير من هؤلاء المحللين الهواة ماذكره الكاتب خالد الذكر الاستاذ العقاد في مقدمة كتابه الشهير ( الحسين – ابو الشهداء ) ..ردا علي انتقاد البعض للحسين ابو الشهداء ..لدخوله في معركة غير متكافئة مع يزيد بن معاوية ..وكان رد العقاد ان هذا هو خطأ الشهداء التاريخيين في كل الأزمان..انهم أصحاب الاريحية العالية ..أي النخوة والشهامة ..انهم يرون ما لا يرونه غيرهم من البشر ..انهم يرون بالبصيرة وليس بالبصر ….!!!
ايها السادة ..إن الأوطان تحييها الدماء الذكية فقط وليست الاماني ولا مجرد الكلمات الرنانة الجوفاء ..كما ارجو ان نتذكر جميعا أن تلك الجماعات الفلسطينية المسلحة بأسلحة بدائية ..وقفت أياما طويلة في رجولة منقطعة النظير ليس أمام تلك الجماعات الصهيونية التي قدمت الي ارض فلسطين من شتي بقاع العالم ..بل صمدت أمام الترسانة الأمريكية المنحازة ومعها دول الغرب …
ان البعض قد يتساءل ..متي نصر الله
والإجابة تأتي سريعا من الله
( ألا ان نصر الله قريب ) ..
واسلمي يامصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي
د.حمدي المرزوقي
وكيل وزارة سابق