بعد خمسة عشر شهرا كاملة من القتل والتدمير والتشريد والتهجير القسرى بجانب المعاناة المريرة والأليمة التى لم يتحملها بشر خرج الاتفاق من مخاض عسير بعد عدة محاولات دولية وإقليمية وعربية تم اخيرا برعاية أمريكية الاتفاق على وقف إطلاق النار وقد شاركت مصر وقطر فى هذا الاتفاق وعودة أهل غزة وخروج الآلة العسكرية الإسرائيلية من غزة مع تبادل للرهائن والأسرى بخطة زمنية محددة يلتزم بها الطرفان.
ويكون هناك التزام من اسرائيل لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه مع دخول المساعدات الإنسانية والوقود والخيام وعلى الرغم من أن هناك بعض التفاؤل ولكنه تفائلا محفوفا بالشكوك و من خلال مشاهدتنا لعودة أهل غزة إلى أرضهم الغالية لقد راعنا ما شهدناه من دمار وخراب فى شوارع محطمة متناثرة الأنقاض والحطام وعشرات الآلاف من أهل غزة يعودون مرتجلين أو فى اى وسيلة من وسائل المواصلات يرجعون إلى منازلهم المهدمة التى طالتها الآلة العسكرية الإسرائيلية فى حرب الإبادة الجماعية والتى أدت إلى استشهاد أكثر من 47الف شهيد ودمرت قطاع غزة وشردت أكثر من 3;2مليون نسمة وأكثر من 70/فى المائة من المنازل تهدمت طمس الهوية الفلسطينية ونسيان القضية
نحن نتفق على أن اسرائيل لها هيمنة إعلامية كبيرة فى الغرب وفى امريكا وإسرائيل فقد بثت بعض القنوات الاسرائلية بعض الأخبار عن أنها تقدم أدلة تاريخية وجغرافية مغلوطة ومزورة تجعل من الأرض ملك اسرائيل منذ الآلاف السنين اسرائيل يعاونهم الخونه لطمس الهوية الفلسطينية وستعمل اسرائيل على الترويج من أجل ضياع القضية الفلسطينية من الأساس لذلك فهى تقاتل من أجل استبعاد منظمة الانرو وماالسبب وراء ذلك منظمة الانروا هى هيئة دولية من الأمم المتحدة أنشأت عام 1949 بعد احتلال فلسطين وهى منظمة لإغاثة الفلسطينين حتى يتمكنوا من العودة لارضهم بعدزوال الاحتلال الإسرائيلي وهى منظمة كانت صداع فى رأس اسرائيل وعى إثبات دولى أن الفلسطينين هم أصحاب الأرض
اسرائيل تريد دحض اى محاولات دولية لإنعاش القضية الفلسطينية وهم يريدون طمس القضية الفلسطينية لذلك يعملوا بكل جهدهم للتخلص من هذه المنظمة لدرجة أن ترامب منع عنها أية معونات ولكن الاتحاد الأوروبي كان دائما يمول هذه المنظمات الدولية كما أن هذه المنظمة على حائط صد ضد أية محاولات من اسرئيل لإنهاء القضية الفلسطينية وطمسها خاصة بعد المحاولات الكبيرة للتهجير القسرى لأهل غزة ويقابلها محاولات قوية من الإدارة المصرية التى كانت الحائط المنيع للحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم السماح لأهل غزة بترك بلادهم حتى لا يحدث ماحدث عام 1949من تهجير الفلسطينيين
وكانت الدبلوماسية المصرية تسعى جاهدة للحفاظ على المنظمات الدولية للحفاظ على حق الشعب الفلسطينى الان القضية الفلسطينية فى مفترق الطرق ومن المهم لم الشمل الفلسطيني والتعاون البناء وان تنحى القيادات خلافاتها الايدولوجية من أجل الوطن فلسطين والمواطن الفلسطينى الذى ذاق مرارة التشريد والقتل الجماعي والامل معقود على وحدة الشعب الفلسطينى والا تعطوا فرصة لدولة الاحتلال أن تتخذ من فرقتكم ذريعة قوية لعدم وجود رأى فلسطينى موحد.لان الخطورة الان فى مايحدث فى منطقة الشرق الأوسط فقد أصبحت المنطقة فى حالة من السيولة الاستراتيجية غير المسبوقة فى التاريخ أو كما أطلقت على هذه الحالة كوندليزا رايس الفوضى الخلاقة
ووسط كل هذا الهراء ياتى الحديث من العدو عن رسم خرائط جديدة وهو ما تقوم به اسرائيل الان فى جنوب لبنان وسوريا نتيجة لكل هذه الظروف التى تمر بها المنطقة فالكل سيصبح خاسرا ومع كل هذه الأحداث والتحديات التى واجهتها مصر والإدارة المصرية وتحملها للخسائر التى سببتها حرب غزة وما حدث فى البحر الاحمر وتعطيل حركة الملاحة فى قناة السويس
وتبقى حكمة الإدارة المصرية لإدارة الأزمة وتحملها للخسائر المادية والتحديات الاقتصادية بل وصل الأمر إلى تشويه الصورة لمصر وإدارتها وتبقى الحكمة المصرية للتعامل مع المرحلة التى تعتبر الأخطر فى تاريخ الشرق الأوسط والعالم العربي
نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر – مصر