( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
ايها الشهيد الخالد ..نم وأهنأ بما قدمت للوطن والعروبة واعلم بأن الشعلة التي يرعاها الله ..لن تنطفئ ابدا ..لقد قادها رجال خالدين عبر التاريخ الإنساني الطويل ..منهم ..صلاح الدين الأيوبي..والقائمقام احمد عبدالعزيز والعميد الركن ابراهيم الرفاعي ..انها نماذج لرجال..حملوا الشعلة ثم سلموا الأمانة الي رجال بعدهم أدوا وسوف يؤدون الأمانة بكل صدق وشهامة وحتي النفس الاخير..
قد يحسب او يظن مخطئ ان الراية يمكن أن تسقط بارتقاء شهيد الي السماء ..نعم انه وأهم بل يعيش لحظة من الخيال الغير ..علمي لان الراية سوف تظل خفاقة الي عنان السماء وحتي كمال التحرير وعودة الأرض..كاملة ان شاء الله
ان الطريق الي تحرير فلسطين ( السليبة ) ..يمر من خلال ..فوهة البندقية ولن يتحقق ابدا بالكلمات المنمقة او الرنانة وهذا ما حاول الشهيد السنوار وكل من سبقه من الشهداء الأبرار ان يثبتوه للدنيا كلها بدمائهم ..الزكية
ان الأمة العربية التي يحسبها البعض انها قد ماتت او في أحسن الأحوال قد أصابها الوهن والهرم وانها قد نضبت من الرجال..أمة..ولادة ..ويخرج من أرضها الخصبة كل يوم ..المزيد من الرجال ..إن تلك الأسود الشامخة والخالدة ..لا تنجب الا أسودا او اشبالا ثم تصبح ..أسودا ان شاء الله ولنا في السنوار مثالا حيا ..لقد نشأ شابا مناضل..ودخل سجون إسرائيل لمدة حوالي العشرين عاما ..خرج بعدها ..واحدا من أشرس من وقف في وجه العدو الصهيوني الغاصب ..عاش في مقدمة الرجال ومات أيضا في مقدمة الرجال..ونحسبه انه قد ارتقي شهيدا..عن الله
مخطئ من يقول او حتي يتساءل ..لماذا يضحي الشهداء بارواحهم ( عبر كل العصور ) ..ليحيا غيرهم ..من بعدهم حياة اكثر سعادة ..فربما قد أجاب عن هذا التساؤل المفكر الكبيرالاستاذ عباس العقاد في مقدمة كتابه الشهير ( الحسين ..ابو الشهداء ) ..حيث أقر بأن الناس صنفان ..أصحاب المنفعة وهؤلاء الغالبية العظمي من الناس ينظرون فقط تحت أقدامهم وتشغلهم أمورهم الشخصية ولهذا لا يتركون بصمة في الحياة العامة ..
أما الصنف الاخر فهم أصحاب( الاريحية ) اي النخوة والشهامة وهؤلاء هم الصنف الخالد الذين يتركون بصمة في الحياة..انهم يحملون أرواحهم علي أكفهم ولا يخافون في الله لومة لائم ..هدفهم المصلحة العامة للوطن ..ورفع رأيته الي عنان السماء ..
انهم يفدوون الأوطان بالنفس قبل النفيس ومنهم ولاشك الشهيد البطل الفريق الركن عبدالمنعم رياض وكان رئيس أركان حرب الجيش المصري واستشهد بين جنوده علي شاطئ قناة السويس يوم ٩ مارس ١٩٦٩ وكان من أبرز رجال العسكرية الحديثة والعالمية حتي اطلق علية الروس اسم ( الجنرال الذهبي ) ..مثل هؤلاء الرجال يبنون الأوطان ويحمونها من الغزاة الطامعين ..وابدا ..ابدا ..لا يموتون ..انهم أحياء عند ربهم يرزقون .. فرحين بما اتاهم الله من فضله
وفي نهاية كلمتي البسيطة تلك اقول للشهيد السنوار ولكل شهداء الوطن انتم .. مقدمتنا الي التحرير ..انكم حملة ..لواء العزة والكرامة
واسلمي يا مصر انا لك الفداء
مع خالص تحياتي
د.حمدي المرزوقي